أمير الكويت لن يبقي “خيمة” فوق رأس فاسد..والاصلاح معركته
باسم المرعبي.
خلال أداء الحكومة الجديدة التي شكلت في الثاني عشر من ايار الماضي لليمين الدستورية، أكد أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، أنه سيتابع تنفيذ هذه الحكومة لأعمالها وواجباتها، متعهداً بمحاسبة المقصرين.
ودعا رئيس الوزراء وأعضاء حكومته لمواصلة السير في سبل الإصلاح، مع ترسيخ مبادئ العدل والشفافية والمصارحة، وقد اثرت كلمات الامير الواضحة في ادانة الفساد واي تهديد لمؤسسات الدولة في نفوس المواطنيين الكويتيين الذين لديهم الرغبة في احداث تغييرات جذرية في بلدهم.
ولم ينتظر الكويتيون طويلا حتى بدأت اقوال امير البلاد تترجم الى أفعال ، في دلالة واضحة على أن ما من أحد بعد اليوم فوق رأسه “خيمة” وان الجميع تحت سقف القانون ، وكانت أولى الخطوات الاصلاحية الحكم التاريخي الذي اصدرته محكمة التمييز الكويتية بالسجن 10 سنوات لشيخ من الأسرة الحاكمة هو صباح جابر المبارك ابن رئيس الوزراء السابق الشيخ جابر المبارك على خلفية غسل أموال، وربما التسريع في اصدار هذا الحكم ، كان القصد منه اعلام الكويتيين ومعهم العالم بان وعود امير الكويت قد وضعت موضع التنفيذ، وان القانون سيطبق على الجميع من دون استثناء ، وانه سيتم التعامل بحزم مع اي قضية يشتم منها رائحة فساد أياً كان المتورط بها حتى لو كان من اقرب المقربين للأمير، لان استمرار مثل هذه الممارسات يمكن ان تؤثر سلباً على المصلحة الوطنية وأمن البلد.
وقد ذهب امير الكويت، الذي كان قيادياً عسكرياً ، في خطواته الاصلاحية الى أخذ قرار تاريخي بحل مجلس الأمة ووقف بعض مواد الدستور ، بعد ان شعر ان هناك امور تحصل لا يمكن القبول بها بعد، وان هناك مصاعب وعراقيل لا يمكن تحملها.
ومما لا شك فيه ان هذه الخطوة وغيرها من الخطوات قد بعثت التفاؤل في نفوس الكويتيين، الذين بدأوا يشعرون ان هناك طريقة جديدة في ادارة الحكم ، وان بلدهم بدأ يعيش عهداً جديداً من الاصلاح ، سيما وان الامير مشعل الذي يعرف بحزمه في مقاربة اي أمر قد نبه لحظة توليه منصبه بأنه سوف يضرب بيد من حديد كل قريب او بعيد يعبث بأمن واستقرار الكويت وشعبه. وبالفعل بدأ كل من يقطن في الكويت يشعر ان مرحلة جديدة بدأت ، سيما على مستوى مؤسسات ومرافق الدولة، حيث بدأت الثقة تعود لدى المواطنيين الذين عانوا في بعض المراحل من تسلط النافذين وافتقاد اي قوة ردع للعابثين بمصالح البلاد والعباد.
من هنا فان الكويت التي بدأت ترتاح داخليا ، سيكون لها دور فاعل على مستوى ما يجري في المنطقة ، وهي لطالما لعبت دورا محوريا تجاه اي قضية عربية، من دون ان نغفل عما قامت به تجاه لبنان منذ عقود طويلة ولا تزال، وهي التي ساهمت الى حد كبير في المساعي لوقف الحرب الأهلية وتبع ذلك المساعدات السخية في عملية الأعمار، حتى ان الكويت كانت في طليعة الدول العربية التي كانت تعمل على محو آثار اي عدوان اسرائيلي على لبنان من خلال عمليات الاستثمار واعادة اعمار ما تهدم ، حتى ان بصمة الكويت موجودة على غالبية المشاريع الانمائية وبناء الجسور وفتح الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية، وهو ما جعل تقديمات الصندوق الكويتي للبنان تفوق التقديمات التي قدمتها الدول أجمع، من دون اي تميز بين هذه المنطقة او تلك ، او بين هذه الطائفة او تلك، وهذا ما حجز مكانة خاصة للكويت في قلوب اللبنانيين، سيما وان هناك رابط مصاهرة بين لبنان والكويت يتمثل بزواج الشيخ عبدالله الجابر الصباح من شقيقة النائب السابق طلال المرعبي السيدة ليلى ، وهذا ما رسّخ العلاقة بين البلدين أكثر فأكثر.
ان كل هذه المعطيات تؤكد بأن الكويت ستتجاوز اي ازمة داخلية مهما كبرت او صغرت بفضل حكمة قادتها، كما انها ستكون في طليعة الذين يعملون على تقديم يد العون لمن يقصدها من الدول العربية وخصوصا لبنان الذي يكّن للكويت وقيادتها الرشيدة كل المودة والإحترام.
Recent comments