تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

Add

المطران ثيودوسيوس 'عطالله حنا'يدعوا إلى التحرك الفوري ضد تصعيد الحرب في فلسطين...

المطران ثيودوسيوس 'عطالله حنا'يدعوا إلى التحرك الفوري ضد تصعيد الحرب في فلسطين...

في رسالة انتقادية من سيادة المطران ثيودوسيوس 'عطالله حنا'، رئيس بطريركية الروم الأرثوذكس في القدس في فلسطين المحتلة، تتحد الكنائس المحلية في نداء قوي. ووجه رئيس أساقفة القدس نداء مباشرا إلى كافة الكنائس وجميع الأديان في العالم، داعيا إلى التحرك الفوري ورفع الأصوات ضد تصعيد الحرب في فلسطين.

ويسلط خطابه الضوء على الوحشية المستمرة للعدو الصهيوني، الذي يستمر في عدوانه الشديد أمام العالم. ويشارك سيادته رؤية حادة للأحداث، داعيا المدافعين عن الحرية إلى التوحد والتضامن مع غزة. هذه دعوة للعمل العالمي، ونداء من أجل العدالة ونداء لدعم السلام في فلسطين في مواجهة أزمة إنسانية تتطلب اهتماما فوريا.

إليكم كلمة دوم عطا الله حنا كاملة:

"أيها الأصدقاء الأعزاء، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،

أخاطبكم مرة أخرى هذا الصباح، حيث يتواصل قصف غزة. فالهجوم لا يستمر فحسب، بل يتكثف بضراوة ووحشية، ويستهدف الأبرياء، بما في ذلك المستشفيات والمرضى والأطفال هناك.

إن ما يحدث في غزة اليوم لا يمكن أن يتصوره العقل البشري. إننا نعيش في هذا العصر، هذا الزمن، الذي يمجد فيه الكثيرون في العالم ما يسمى بـ "حقوق الإنسان" والحريات بجميع أشكالها وألوانها.

إن وجودنا في هذه الفترة، في هذا العصر، وما يحدث اليوم في غزة من جرائم فظيعة ضد الإنسانية، هو أمر يقودنا إلى الاستنتاج بأن هذا العالم الذي يحتفل بالحريات وحقوق الإنسان، لا يحترم أي شيء يدعو إليه ولا يحترمه. ويمجد، عندما يتعلق الأمر بشعبنا الفلسطيني. عندما يتعلق الأمر بأوكرانيا أو أي مكان آخر، يجتمع العالم للتضامن والدعم والمساعدة.

نحن لا ننكر أن هناك أصدقاء، ولا ننكر أن هناك مدافعين عن الحرية في الشرق الأوسط والعالم، لكن شعبنا الفلسطيني الأعزل يواجه هذه الآلة العسكرية الغاشمة وحده.

وحتى القمة العربية والإسلامية التي انعقدت مؤخراً، وعلى الرغم من بعض المقترحات الضعيفة، قررت بحزم وإجماع ضرورة وقف هذه الحرب.

لكن الاحتلال لا يسمع شيئا. لم يسمع صوت القمة العربية والإسلامية، ولم يسمع النداءات، ولم يسمع التظاهرات، ولم يسمع الأصوات المطالبة بوقف الحرب. وينطبق عليهم ما قيل في الكتب المقدسة: “لهم آذان ولا يسمعون. لهم عيون ولا يبصرون». إنهم لا يسمعون أو يرون إلا ما هو في مصلحتهم وأجندتهم وسياساتهم.

ولا يمكن أن نستسلم لآلة القمع والظلم والطغيان والموت التي تستهدف أهلنا في غزة. يريدون منا أن نكون متفرجين صامتين، لكننا لن نكون كذلك. إنهم يريدون منا أن نشهد هذه الفظائع دون أن نحرك ساكناً، لكن هذا لن يحدث.

وأعتقد أن كل إنسان في هذا العالم يملك القيم الأخلاقية والإنسانية لا يمكن أن يبقى متفرجا صامتا أمام هذه الجرائم البشعة ضد الإنسانية. وإننا نناشد كل مسؤول، وكل حر، وكل إنسان مؤمن، يملك القيم الأخلاقية والإنسانية والحضارية، أن يرفع صوته عاليا لوقف هذه الحرب.

ويجب زيادة الضغط على الاحتلال وحلفائه. يجب على المتظاهرين الأعزاء في الغرب، الذين يخرجون إلى الساحات في مسيراتهم المليونية، أن يتخذوا موقفا، وأن يضغطوا على حكوماتهم التي تتآمر وتشارك في هذه الحرب. يجب أن تصل أصواتكم إلى هؤلاء الحكام المتورطين في المخطط الهمجي الهادف إلى تدمير كل شيء في غزة. ويجب أن تستمر المظاهرات ما دامت الحرب مستمرة.

وفي الشرق، وفي منطقتنا، وفي عالمنا، يجب أن تظل الأصوات الحرة المنددة بهذا الإرهاب المنظم ثابتة وثابتة.

يريدنا الاحتلال من خلال القمع والظلم والقتل أن نعتاد على هذه الصور في غزة، وأن تصبح روتينية، مع القتل والدمار والشهداء كل يوم. لا، هذه ليست مشاهد روتينية، وليست مشاهد عادية يجب أن نتعود عليها. هذه مشاهد يجب أن تغير الرأي العام العالمي. هذه المشاهد يجب أن تغير وجه هذا العالم حتى يصبح أكثر عدلا وأكثر إنسانية.

ونحن نتحرك في هذا الاتجاه. العالم يتجه إلى جانبنا، أيها الفلسطينيون، وبدأ الرأي العام العالمي يميل لصالحنا في مواجهة هذه المجازر الرهيبة والقتل الممنهج، الذي يستهدف شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس وفي جميع أنحاء فلسطين.

أعزائي، نطلب ونأمل أن تتحرك السلطات الدينية هذا الصباح بقوة أكبر لوقف هذه الحرب. أعلنت الكنائس المسيحية في بلادنا إلغاء جميع احتفالات عيد الميلاد المجيد، ولم يتبق سوى الصلوات والطقوس الدينية. هذه هي الرسالة التي ترسلها الكنائس في بلادنا إلى كل كنائس العالم، تطلب منها التحرك، وأن ترفع أصواتها عالياً لوقف هذه الحرب، ووقف الإرهاب والجريمة المنظمة ضد شعبنا الفلسطيني.

أنقذوا إخواننا وأخواتنا في غزة، أنقذوا مستشفياتنا وأطفالنا الذين يموتون بسبب نقص الأكسجين والكهرباء وكل شرط أساسي للحياة!

أنقذوا إخواننا وأخواتنا في غزة الذين يعيشون نكبة جديدة! [يشير رئيس الأساقفة إلى طرد الفلسطينيين من أراضيهم عام 1948.] أنقذوا إخواننا وأخواتنا في غزة، الذين يحتمون بالكنائس والملاجئ، والذين بهذه الطريقة يجب أن يتمتعوا ببعض الحماية والحصانة، ولكن يبدو أن وفي ظل هذا العدوان لا حصانة ولا احترام لا لكنيسة ولا لمسجد ولا لمستشفى ولا لأي شيء آخر.

تحركوا أيها الأعزاء، كثفوا أنشطتكم التضامنية مع غزة!

وموقفنا ثابت وغير قابل للتغيير. أوقفوا هذه الحرب، أوقفوا هذا العدوان الذي لم يعد من الممكن أن يستمر!

أصدقائي الأعزاء في القدس وكنيسة القيامة، أناشد مرة أخرى الكنائس المسيحية في جميع أنحاء العالم وإلى جميع السلطات الروحية من جميع الأديان، وكذلك جميع السلطات القانونية والإنسانية. يتحرك! يمثل! ما يحدث في غزة هو إبادة جماعية، وقتل جماعي، وتهجير جماعي، ونكبة جديدة تذكرنا بما حدث عام 1948.

نرفع صلواتنا هذا الصباح، أمام كنيسة القيامة، من أجل غزة، من أجل أهلنا في فلسطين، من أجل القدس، مدينة السلام المحرومة منها، ليعود سلامها وينعم أبناؤها بالعدالة.

أيها الأعزاء، صلوا من أجل العدالة. مشكلتنا هي غياب العدالة في هذه الأرض المقدسة. الشعب الفلسطيني هو المستهدف، وقد انتهك حريته وكرامته وحياته ومعيشته، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو القدس وفي كل مكان.

شكرا لكم جميعا. أتمنى أن يتصرف الجميع، كل من موقعه الذي يشغله في هذا العالم. ويجب أن تصل هذه الرسالة إلى كل ركن من أركان العالم.

أتمنى أن تتحركوا دفاعاً عن الشعب الفلسطيني. إن تضامنكم ودعمكم لغزة هو دليل على التضامن مع الأخلاق، مع القيم، مع الإنسانية، مع العدالة، دليل على التضامن مع كل إنسان في هذا العالم.

إضافة تعليق جديد

Plain text

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

test

ARAB OPEN UNIVERSITY
Advertisment
The subscriber's email address.