خمسةٌ من نوابغِ لبنان العالميين... و"بلاها" حكومةٌ "اكاديميةٌ مملةٌ"!
مذهولين نتسمَّر كل مساء، أمام شاشات التلفزة، لنتابع أخبار الحكم والحكومة و"بابازات" البلد المتحكمين برقابِ الشعبِ…
مذهولين لأن خيالنا لم يصل إلى تصوُّر هذا المقدار من البرودةِ، بل البلادةِ والملل.
فعلاً، هي تُشبه سيارة موديل 1950، موضوعة "بالكسر"، لكن الراديو فيها شَغّال، ومدعوم بــ"أنتين" ممتاز.
لذلك، هذه السيارة لا يدور لها محرِّك ولا تتقدَّم قيد أنملة… ولكنها تملأ الدنيا "زعيقاً" وخطاباتٍ ووعوداً "يا كمّون"!
***
هذه الحكومة لا تحتاجُ إلى لجان اقتصاد ومال. الأرجح أنها تحتاج إلى لجنة أطباء تدرسُ هذه النوعية من الأكاديميين الذين جاؤوا تحت عنوان الإصلاح.
فصرنا نبحثُ عن طريقة لإصلاحهم!
عجيبٌ أمر حكومةٍ تتخذ القرار ثم تعتمد نقيضهُ، وتضع الخطة ثم تقتنع بنسفها… وتُخبر صندوق النقد الدولي خُرافةً ثم تسحبها لإقناعهِ بقصةٍ جديدة… فمَن سيصدِّقها بعد اليوم؟
***
والله تَعِبنا. أنظروا إلى شعبنا يموتُ من القهرِ والذلِ والجوعِ والمرضِ…
حيتانُ المال "مرتاحون على وضعهم". أموالهم المنهوبة والمهرَّبة آمنةٌ في الخزنات البعيدة بالدولار واليورو، وحتى باليوان الصيني. وأما الشعب فيذلّونه ببضعة دولارات، لبضعةِ أيامٍ، كإبرةِ مخدِّر…
حتى القمح والبنزين والمازوت صرتم تستكثرون دعمها، و"عمرو ما يعيش الفقير"...
المهم، أن يبقى "فسادُ الفاسدين" في الظلمة. وكيف لا يبقى الفساد ولا نيةَ لديكم في المحاسبة او باسترداد فلسٍ من الاموال المنهوبة.
***
بصريح العبارة، الأملُ مفقود بهذه الطبقة السياسية كما سابقاتها، الاكاديميةُ الفريدة من نوعها ما عدا حتما ثلاثةٌ او اربعةٌ من وزرائها على الاكثر تُرفع لهم القبعة...
وبصريح العبارة، في ظل الاكاديميين،لا أميركا وفرنسا تستطيعانِ شفاءنا، ولا الصين وروسيا...
فسادنا لا ينفع معه، لا الحكيم العربي، ولا المُنجِّم المُغرَبي، ولا وَخزُ الأبر الصيني…
***
بلاها حكومة التكنوقراط المزعومة، وحكومة الأكاديميين المَوْهومة."النقُّ" متواصلٌ والوعودُ معسولةٌ.
ولا تنسوا الـ97%. ستحتاجون إليها ذات يوم في كتابة السيرة الذاتية، عندما يطلبون الاستعانة بمواهبكم في بلدان أخرى من هذا العالم…
أو ستنشرونها بالصور في كتابٍ "يَكسح السوق"، ويكون ذخراً لأولادكم وأحفادكم بعد عمرٍ طويل!
***
يا ليتَ يأتينا خمسةٌ من نوابغ لبنان المنتشرين في أصقاع الدنيا، المعروفين بأنهم أنقذوا دولاً من الانهيار، وأداروا مؤسساتٍ حلَّقت في الأعالي، وأنعشوا شركاتٍ كانت تحت الأرض…
هؤلاء الذين يتحرَّقون من بعيدٍ، وهم يشاهدون ما تفعلونه بوطنهم الأم من كوارثَ ونكباتٍ!
هؤلاء سينجحون لأنهم يضعون لبنان في عقولهم وقلوبهم، وعندهم إرادة العمل الحقيقي "بلا تربيح جميلة"، وليست لهم طموحاتٌ سياسيةٌ أو انتخابيةٌ يحسبون لها ألفَ حساب.
هؤلاءُ هم ثروتُنا، وهم ثورتُنا أيضاً.
والمستقبلُ لهذهِ الثروةِ، وهذهِ الثورةِ، وسيتحقّقُ عاجلاً أو آجلاً!
Source: .alanwar.
Recent comments