كتاب مفتوح – ردًّا على نداء السيّد لودريان: من د. فؤاد أبو ناضر.
كتاب مفتوح – ردًّا على نداء السيّد لودريان: ساعدونا على وضع "مشروع مارشال" مباشرةً لصالح قرانا من دون المرور بالدّولة المركزيّة.
مرسل من فؤاد أبو ناضر، رئيس جمعيّة النّورج" فضلًا عن رؤساء البلديّات التّالين: منعم مهنّا (رأس بعلبك – البقاع)، بشير مطر (القاع – البقاع)، ميلاد كعدي (قوسايا – البقاع)، د. جان معكرون (الرياق – البقاع)، عبدو مخّول (القبيات – عكّار)، د. إيلي أبو نخّول (كوكبا – حاصبيّا)، بيار عطالله، نائب رئيس (راشيا الفخّار – حاصبيّا)، إيلي لوكاس (دبل – الجنوب)، جان غفري (علما الشّعب – الجنوب)، عماد للوس (عين إبل – الجنوب)، إيلي مشنتف (عبرا – الزهراني)، نادر مخول (عين المير – جزّين)، حبيب فارس (بكاسين – جزّين)، جوزف عازوري (عازور – جزّين)، فادي رومانوس (لبعا – جزّين)، شحادة معلوف (كفرعقاب – المتن)، جان معلوف (كفرتاي – المتن)، إلياس نجيم (كفرتاي – كسروان)، سميح الخازن (بقعاتة كنعان – كسروان)، روكز الراعي (الغابات – جبيل)، بشير إفرام (المزاريب – جبيل)، جورج علم (بسكنتا – المتن)، إرنست عيد (مطلّه – الشّوف).
والمخاتير : جورج كرم (زبوغا – المتن)، بيار الهيبة (المشرع – المتن)، رشيد حاج (عين القبو – المتن)، أنطوان نكد ( وادي الكرم – المتن)، عادل عطيّة (بكاسين – جبيل)، بشير عبد الجليل (الصيفي – بيروت)، منير حبيقة (بسكنتا – المتن)، جورج كرم (بسكنتا – المتن)، إلياس خوري حنّا (بسكنتا – المتن)، عادل أبو حيدر (بسكنتا – المتن)، ونبيل غصن (خريبة – عكّار).
معالي الوزير،
إنّ الدولة المركزيّة تعاني من الشّلل جرّاء الولاءات الدّينيّة والحزبيّة والخارجيّة، وتضارب المصالح ما بين الأوساط التّجاريّة والماليّة والمصرفيّة. لهذا السّبب، فإنّ الاصلاحات التي ترغبون بها (ونرغب بها نحن أيضًا)، والتي تطال الشّفافيّة، وتنظيم قطاع الكهرباء، ومحاربة الفساد، وإصلاح النّظام الماليّ والمصرفيّ، محبطة. وكما تقولون: "لا أحد يتحرّك"، وذلك منذ ثلاثين عامًا.
يرغب اللّبنانيّون في بناء دولة قوميّة تقوم على الحريّة، الهوية الوطنيّة (بموجب قانون مدنيّ موحّد للأحوال الشّخصيّة)، الحقّ والمساواة، التّرقية الإجتماعيّة على أساس الجدارة، الأمن (حصريّة السّلاح بيد الدّولة وبسط سلطتها على أراضيها كافةً وعلى الحدود)، والكرامة، بالإضافة إلى حيادٍ إيجابيّ ودائم، معترف به ومضمون دوليًّا، كما وتقوم على لامركزيّة إداريّة موسّعة (الإقليميّة). ومن أجل محاربة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، نأمل أن تتمّ عمليّة المحاسبة الجنائيّة التي خطّطت لها الحكومة وبشكلٍ موسّع لتشمل الوزارات، والهيئات الحكوميّة، والدوائر الإداريّة، والبنك المركزيّ، والمصارف كافةً. ولتحقيق الشّفافيّة، لا بدّ من الانتقال إلى الحوكمة 2.0 بتعبير آخر الانتقال إلى الحكومة الإلكترونيّة والإدارة الإلكترونيّة.
إلّا أنّه لا يمكن توجيه هذه "الثورة" الحقيقيّة إلّا من أسفل الهرم، أي على الصّعيد المحليّ: البلديّات، والقرى، والمواطنين، وتحديدًا النّساء والشّباب. فهؤلاء مستعدّون "للتحرّك" (لنستعين بتعبيركم) على الفور، من دون انتظار تحرّك الدّولة المركزيّة. لقد دعوتم اللّبنانيّين إلى اتّخاذ " المبادرات الضروريّة لانتفاضتهم". وها هي أولى المبادرات. مبادرةٌ من البلديّات والقرى والمواطنين تطلب من جانبكم وضع "مشروع مارشال" أو بالتّالي "مشروع لودريان" بشكلٍ مباشر لصالحهم، من دون المرور بالدّولة المركزيّة. إضافةً إلى ذلك، فقد أعلن السّفير الفرنسيّ دعم دولتكم ل53 مؤسّسة تربويّة تعتمد البرامج الفرنسيّة، بشكلٍ مباشر؛ وعن أموال للمساعدة في حالات الطوارئ مباشرةً للعائلات غير الفرنسيّة من مدارسكم ال46 ، فضلًا عن الدّعم المالي من الوكالة الفرنسيّة للتنمية المخصّص بشكلٍ مباشر للمشاريع المحليّة.
ومن أجل معالجة قصور الدّولة المركزيّة، يمكننا بالفعل العمل على الصّعيد المحليّ، إذ أنّنا أول المعنييّن، وعلينا باتّخاذ القرارات اللازمة بسرعة. تعمل البلدّيات والقرى والمواطنون على عددٍ كبير من المشاريع المحليّة التي من شأنها إنعاش الاقتصاد، وتطوير البلاد، والحدّ من ظاهرتي النّزوح والهجرة. في الواقع، يمكننا خلق فرص عمل بفضل هذه المشاريع في شتّى مجالات الزراعة، وصيد الأسماك، والصناعة، والكهرباء والمياه، والسياحة البيئيّة، والسياحة الدينية، والتّعليم المحليّ الدائم (بما في ذلك تعلّم الإبتكارات والتكنولوجيّات الحديثة، واللّغات والحرف والفنون مثل الموسيقى، والمهن مثل التّمريض، والابتكار التكنولوجيّ (بما في ذلك التكنولوجيا الرقميّة)، والبيئة (بما في ذلك فرز النّفايات ومعالجتها) والتّنمية المستدامة والتأمين الصحّي والصحة العامّة.
في هذه الذكرى المئويّة لدولة لبنان الكبير، وبعد مرور 401 سنة على الحكم العثماني، نحن، البلديّات والقرى والمواطنون، نطلب مساعدتكم بشكلٍ مباشر لا عبر الدّولة المركزيّة. إنّ هذه المبادرة ليست باقتصاديّة وإجتماعيّة فحسب، بل أيضًا ثقافيّة: وستكون الفرنكوفونيّة في صلب هذا "المشروع". ما من مؤسّسة أكثر حيويّة من هذه المشاركة الثقافيّة القديمة والعميقة التي لطالما حثّتنا على انتزاع الحريّة، من خلال الخطاب ذاته واللغة ذاتها. تلك الحريّة التي أسّست بلادنا والتي نسعى إلى تخليدها من خلال التوأمة ما بين قرانا والبلديّات الفرنسيّة.
إنّنا تحت تصرّفكم بالكامل لمناقشة هذه المبادرة أو أيّ مبادرة أخرى تضمن "إنتفاضتنا".
تفضّلوا، معاليكم، بقبول فائق الإحترام والتّقدير.
Recent comments