رئيس تجمع شباب لبنان د. بول الحامض: رسائل خارجية تحاصر لبنان... وضغوط أميركية بثلاثة عناوين نارية
رأى رئيس تجمع شباب لبنان د. بول الحامض أن الساحة اللبنانية تعيش تحت ضغط استثنائي في ظل تسارع الأحداث السياسية والأمنية، في الداخل والخارج، مشيراً إلى أن زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون الأخيرة إلى فرنسا، شكّلت محطة مفصلية في سياق الرسائل التي تُبعث إلى الدولة اللبنانية. وقال: "من اللافت أن كل تحرك خارجي للرئيس عون بات يترافق مع أحداث أمنية ميدانية، وكأن هناك من يوجّه له رسائل مباشرة، كما حصل خلال زيارته إلى السعودية وفرنسا، حيث تزامنت كلتا الزيارتين مع سقوط صواريخ داخل الأراضي اللبنانية."
وأضاف الحامض: "خلال تواجده في باريس، اشتكى الرئيس عون من ضغوط أميركية متزايدة عليه، وهي ضغوط بدأت تتحوّل إلى مهل زمنية قصيرة ومهام واضحة كُلف بها لبنان، أبرزها ثلاث نقاط مفصلية: نزع سلاح حزب الله، محاربة الفساد المستشري في مفاصل الدولة، والعمل الجدي على إعادة أموال المودعين التي نهبتها السلطة المالية والسياسية طوال السنوات الماضية."
وفي هذا السياق، أشار الحامض إلى أن زيارة المبعوثة الأميركية إليزابيث مورغان إلى بيروت لم تكن زيارة روتينية، بل جاءت محمّلة برسائل شديدة اللهجة، حيث أبلغت المسؤولين اللبنانيين بأن أي تلكؤ أو تأخير في تنفيذ هذه الملفات سيعرّض لبنان لمزيد من العزلة وربما لعقوبات دولية أكثر حزماً.
كما شدد الدكتور الحامض على ضرورة الفصل بين أموال المودعين الخاصة، أي أموال المتقاعدين والمواطنين الذين عملوا طوال حياتهم ووضعوا تعويضاتهم في المصارف، وبين الأموال السياسية التي لا تزال مشبوهة المصدر، قائلاً: "يجب أن يتحرّك القضاء للتحقق من مصدر هذه الأموال وتطبيق قاعدة 'من أين لك هذا'، لأن بعض السياسيين يمتلكون أموالاً نظيفة، لكن البعض الآخر لا بد من ملاحقته وتحميله المسؤولية."
وختم بالقول: "كفّ يد السياسة عن ملف أموال المودعين بات ضرورة وطنية، لأن استمرار التداخل بين المصالح السياسية والمالية سيجهض أي حلّ ويعمّق الانهيار، بينما المطلوب اليوم هو محاسبة شفافة وعادلة تنطلق من احترام حق المواطن أولاً، واستعادة الثقة المفقودة داخلياً وخارجياً."
"المطلوب اليوم من الدولة أن تتحمّل مسؤولياتها بوضوح، بعيداً عن المواربة والمقايضات. فالمجتمع الدولي لا يُنذر عبثاً، وهو اليوم في لحظة حاسمة من تقييمه للأداء اللبناني."
Recent comments