معركة انتخابية طاحنة في قضاء بعبدا
مع فتح باب الترشيحات رسميا للانتخابات النيابية بدأت الاستعدادات والتحضيرات العملية من قبل الاحزاب والتيارات السياسية والمرشحين لوضع اللمسات الاخيرة قبل الاعلان عن اللوائح والبرامج الانتخابية والتي على اساسها سيتم خوض هذا الاستحقاق الذي يُعتبر بأنه مفصلي في ظل الظروف الراهنة.
ومن المتوقع ان تشهد عدد من الدوائر معارك انتخابية طاحنة ومنها دائرة بعبدا المعروف عنها تنوعها الطائفي والمذهبي خصوصا انه سيكون للاحداث الاخيرة التي دارت بين عين الرمانة والشياح تداعيات على هذه المنطقة، وللاطلاع على اخر الاجواء الانتخابية في القضاء التقت “Media factory news ” عددا من المرشحين الحزبين والمستقلين في الدائرة.
بداية تحدث عضو تكتل لبنان القوي النائب آلان عون فقال عن الموضوع: “كما معظم المرشحين والاحزاب بدأنا بالتحضير للمعركة الانتخابية فور صدور مرسوم دعوة الهيئات الناخبة، والتيار الوطني الحر في طور درس وتقييم هذه المعركة من اجل تحديد خياراته باختيار مرشحيه، لا سيما ان لديه حضور كبير في قضاء بعبدا، مع العلم انه و بقانون النسبية الحالي لم يعد هناك منطقة مغلقة وحكرا على جهة محددة واصبحت كل المناطق مفتوحة على معارك انتخابية”.
وعن خارطة التحالفات يؤكد عون انه لم يتم حسم الموضوع بشكل نهائي، وحاليا هناك تقييّم لمعركتنا خصوصا ان الانتخابات الداخلية للتيار اظهرت وحسمت بشكل واضح بعض اسماء المرشحين ومن بعد دراسة قيادة التيار سيتم الانتقال الى بحث موضوع التحالفات .
وحول ما اذا كانت التطورات الاخيرة بين التيار و”حزب الله” ستؤثر على تحالفهما في الانتخابات يشير عون، الى انه في النهاية ناخبي التيار سينتخبون نوابهم ، كذلك الامر بالنسبة الى الحزب الذي سينتخب جمهوره نوابه، لانه رغم التحالف الموجود بيننا فلا يمكن لاحد ان يعطي اصواته للجهة الاخرى لذلك فإن العملية لا يمكن ان تتاثر بالخلاف السياسي.
وعن إمكانية حصول خرق في بعبدا من قبل القوى المعارضة يتوقع النائب العوني ان تكون المعركة قوية وصعبة وانه لا يمكن الاستخفاف بها ويجب التعاطي معها بجدية، لان لا احد يعلم كيف يمكن ان تتطور الامور خصوصا ان لكل المرشحين فرص للنجاح في قانون النسبية بما فيهم القوى الجديدة في هذه الدائرة.
من ناحيته رفض عضو كتلة الجمهورية القوية المرشح القواتي في دائرة بعبدا النائب بيار ابو عاصي الحديث عن اجواء المعركة مفضلا الصمت في هذه المرحلة، ولكن مصادر مراقبة مقربة من القوات تعتبر ان الاعتصام عن الكلام هو سببه إنتظار بلورة المشهد الانتخابي رغم ان الاجواء تشير الى ارتياح النائب القواتي بسبب حضوره اللافت شعبيا واحتكاكه المباشر بقرى القضاء ونجاحه في دوره التشريعي، وهذا الامر اعطاه دفعا كبيرا اضافيا عن انتخابات 2018 حيث نال فائض عن الحاصل، وتلفت المصادر الى اهمية الورشة الحزبية القواتية التي حصلت مؤخرا في بعبدا والتي ادت الى تفعيل وتنظيم الحزب في القضاء .
وتعتبر المصادر الى ان تداعيات احداث عين الرمانة خدمت القوات اللبنانية بشكل كبير مقابل خسارة شعبية كبيرة للتيار الوطني الحر حليف “حزب الله.”
بدوره يقول المرشح عن دائرة بعبدا المحامي جوزيف وانيس لموقعنا:
“بدأنا العمل على الارض بعقد اجتماعات وتواصل مع الكوادر، كذلك اطلقنا ماكينة انتخابية في منطقة الحدث، وهدفنا تشكيل لائحة من المعارضين ضد لوائح احزاب السلطة، ونحن نعلم ان التيار الوطني الحر وحلفائه لديهم حاصل كما القوات اللبنانية وحلفائها لذلك يبقى هناك حاصل نسعى ان نحظى به و نعمل في هذا الاتجاه، ونضع املنا ايضا على اصوات المغتربين ، ونحن على ثقة بإمكانية إحداث خرق بمقعد او مقعدين اذا عملنا بشكل صحيح.”
ويعتبر وانيس ان احزاب السلطة هم اليوم اضعف عما كانوا عليه في انتخابات العام 2018، حين ترشحنا يومها واستطعنا الحصول على 5000 الاف صوت.
ويكشف مرشح المعارضة الى ان اللائحة التي سيتم تشكيلها ستكون مكتملة وقوية وستضم اسماء من المعارضة والثورة وحاليا نحن بصدد جوجلتها وهم ثلاثة اسماء عن الموارنة و اسمين عن الشيعة ودرزي لافتا الى انه عند تبلور اللائحة نهائيا سيتم الاعلان عنها في مؤتمر صحافي.
وعن برنامج اللائحة يقول وانيس: “نحن من الاشخاص الذين قدمنا دعوى على حاكم مصرف لبنان ولا نزال نلاحقه و برنامجنا يحاكي مطالب الناس لا سيما بالنسبة الى الاوضاع الاقتصادية لان نظريات السياسيين هي التي اوصلتنا الى ما وصلنا اليه.”
ويشير الى ان الحاجة اليوم هي لخطاب مختلف يحاكي وجع المواطن الذي يقف في طوابير الذل واليوم لديه خياره وحريته، متوقعا ان يكون للائحة المعارضة حظوظ كبيرة في النجاح لاننا نؤمن ان لدى الناخب وعي لذلك “ممنوع ان لا نترشح”.
اما القيادي السابق في التيار الوطني الحر نعيم عون فيقول بدوره عن انتخابات بعبدا: “المعارضة لديها حاصل في القضاء لذلك فإن المقعد الماروني متاح لدينا، مشيرا الى ان لائحة المعارضة ستكون مختلطة وستضم على الارجح كل قوى المنضوية تحتها اي الاحزاب وقوى الثورة، كما ان المعلومات تشير الى ان حزب الكتائب حتى لو لم يكن له مرشح على لائحتنا سيدعمها ولكن لا زالت المفاوضات متواصلة لتشكيل اللائحة ، والاعلان عنها مرتبط بدوائر اخرى”.
ويلفت عون الى ان الشارع هو من يقرر التغيير او عدمه خصوصا اننا نشهد مرحلة انهيار وتلاشي للدولة والسلطة عاجزة عن تقديم اي حلول لا سيما في مواضيع التفاوض مع صندوق النقد الدولي والموازنة وحتى عقد مجلس الوزراء.
وحول مدى حظوظه بالنجاح يقول عون:”الاحصاءات الحالية تشير الى ان هناك حاصل مؤكد لدينا ومع تطور الوضع الاجتماعي اضافة الى اصوات المغتربين قد تزيد نسبة النجاح ونحن في النهاية نحتكم الى الشارع “.
من ناحيته يعتبر مرشح الكتلة الوطنية في بعبدا ميشال الحلو ان الاهم هو تشكيل لائحة معارضة موحدة في القضاء ، ويشير الى انها ستضم احزاب ومجموعات الثورة وهي ستسعى للحصول على حاصل او اثنين ، لذلك فإن الامر يتطلب توسيع التحالفات والتفاوض مع حزب الكتائب ولم يستبعد ان تضم اللائحة مرشح شيعي عن الكتلة الوطنية.
الحلو الذي يصف معركة بعبدا بأنها من اصعب المعارك في لبنان يعتبر ان مقعد المعارضة مؤمن في الدائرة حسب الاحصاءات اما المقعد الثاني فهو صعب الحصول عليه لكنه غير مستحيل، ويشير الى انه اذا لم تتوحد المعارضة فإنه من الصعب الحصول حتى على حاصل واحد.
ويشدد على ان هناك ردة فعل من قبل المواطنين لايجاد وجوه جديدة ومعارضة قوية تشكل بديل مقنع للناس عن النظام الحالي، ويرى ان لدى الشعب حماس لهذه الانتخابات خصوصا لدى المغتربين المسجلين في قضاء بعبدا و يبلغ عددهم 13 الف مغترب و نعول على اصواتهم.
اما الجنرال خليل الحلو فيقول لموقعنا:” خلال الايام القليلة المقبلة سأقرر الترشح او عدمه للانتخابات عن قضاء بعبدا، ولكن الارجح انني سأترشح و لا ازال بانتظار التأكد من عدة امور قبل ان اعلن ترشيحي بشكل رسمي، لارى مع من انسجم وسأعمل على تشكيل لائحة متجانسة ومتماسكة، اما اذا كانت المعارضة مشرذمة سأدعو لها بالتوفيق، خصوصا انها تعتبر نفسها سيادية وانها ضد السلاح غير الشرعي في البلد وبنفس الوقت فإن اللافت ان هناك خلاف فيما بينها وهذا دليل على عدم النضوج وانا غير مستعد للدخول في مثل هذه االمعارك.
ويؤكد العميد حلو ان هناك مكان للمعارضة في قضاء بعبدا، خصوصا ان التصويت في الدورة الاخيرة لم يتعدى نسبة 48%،رغم وجود الثنائي المسلح في الطائفة الشيعية وحضور التيار الوطني الحر والقوات والحزب التقدمي الاشتراكي ،كان هناك لائحتين في وجه هذه القوى لكن الحظ لم يحالف احد من مرشحي المعارضة بسبب الانانيات وعدم التضامن، من هنا يؤكد على ضرورة الوصول الى توحيد قوى المعارضة بشكل كامل مع حزب كتائب والقوات البنانية لان هناك مصلحة بلد .
من ناحيته يكشف الناشط السياسي زياد عقل انه لم يتخذ قراره النهائي لترشحه عن قضاء بعبدا ضمن لائحة المعارضة، مشيرا الى ان قراره سيتبلور في الاسبوعين المقبلين متوقعا ان تتضامن قوى المعارضة ضمن لائحة واحدة لان الحاصل مرتفع، متوقعا ان يكون لها حظا في الوصول الى الندوة البرلمانية، ويلفت الى ان صورة لائحة المعارضة ستتظهر بشكل كامل في شهر شباط، واعلن ان هناك اجتماعات ومفاوضات وجهد حاليا على الارض من اجل العمل على تلبية مطالب الشعب المتضرر من الوضع الحالي المتدهور اجتماعيا واقتصاديا .
وتمنى عقل مشاركة عدد كبير من المعارضين والناخبين في الاستحقاق النيابي لكي نصل الى تغييّر يكون بمثابة بقعة امل للناس.
اما الناشط في الحراك الشعبي واصف الحركة فأعلن انه لم يحسم قراره بشكل نهائي للترشح للانتخابات وهو يفضل عدم الحديث حاليا عن الموضوع، ولكنه يلفت انه اذا قرر الترشح لن يترشح الا في قضاء بعبدا بمواجهة قوى السلطة.
مشيرا الى انه يجب التعامل مع الاستحقاق الانتخابي كمحطة لمواجهة الانهيار الواصل الى دواء الناس وجوعهم، ويلفت الى مجموعة المرصد الشعبي لمحاربة الفساد ستكون في المواجهة سواءً ترشيحا او غير ترشيحا ، مشيرا الى انه يأخذ قراره في موضوع ترشحه وفق مشروع واولويات المجموعات التغيّيرية الشبيهة له.
من ناحيته يؤكد القيادي في حزب الكتائب رمزي بو خالد ان الحزب لم يعلن بعد عن اسماء مرشحيه، باستثناء دائرة كسروان حيث تم تسمية الوزير السابق سليم الصايغ، ولفت الى ان الجميع بإنتظار الاعلان عن الاسماء بشكل واضح والامر يحتاج الى قرار من المكتب السياسي، مشيرا الى ان المفاوضات جارية لبلورة الاسماء ولكن حتى ان لا قرار نهائي من قبل الحزب.
من ناحيته اعلن السيد روبير خليفة لموقعنا انه اتخذ قراره بالترشح عن المقعد الماروني في قضاء بعبدا باعتباره مستقلا، ولفت الى ان للحدث خصوصية معينة وهي تضم ١٧ الف ناخبا وتعتبر هي الثقل الكبر للموارنة في القضاء، واشار الى انه بصدد التشاور مع عدد من الشخصيات والمجموعات المعارضة ليبنى على الشيء مقتضاه، ولفت الى ان مقتضيات المعركة الانتخابية تحدد الحجم الانتخابي لكل مرشح وحيثيته الشعبية،وامل خليفة ان تتوحد المعارضة ضمن لائحة واحدة، مشيرا الى انه لا يمكن ان يتم منع اي شخص من الترشح في هذه الدائرة وهذا حق ديموقراطي، وفي النتيجة المواطن هو من يتخذ قراره.
واكد ان برنامجه الشخصي للترشح سيكون محور دراسة مع جميع المرشحين على اللائحة نفسها.
Recent comments