تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

Add

خاص برايفت ماغازين: مفوض نقابة المحامين في البقاع الأوسط ورئيس تجمع زحلة العام الأستاذ منير البقاعي: على السياسيين ألّا يكتفوا بالنظر الى شؤون جبل لبنان وبيروت

لزحلة تاريخٌ نضاليٌّ طويل عنوانه المقاومة والصمود. تاريخٌ مليءٌ بالتضحيات والبطولات والإنجازات، إنّه تاريخٌ عريقٌ مكلّل بدموع أمهّات الشهداء وصرخات وجع الآباء، فلعروس البقاع رجالاتها الذين يفدون كرامة مدينتهم بأرواحهم وأرزاقهم من دون اذن الزعيم او رأي القادة السياسيين.
هؤلاء هم أهالي زحلة الذين لا يعرفون الخوف او الاختباء. الاهالي الذين كانوا خطّ الدفاع الأوّل عن الوطن، هؤلاء هم الذين لبّوا نداء لبنان حين دقّ ناقوس الخطر، هؤلاء الأهالي هم الذين واجهوا ويواجهون الأخطار بشهامة الأبطال وشجاعة الأسود.  

أسرة مجلة «برايفت ماغازين» وكتحيّة تقدير لهؤلاء ولكلّ جهودهم وعطاءاتهم، تتوقف للحديث عن تجمّع زحلة العام، بتاريخه وحاضره وأبرز محطاته، مع رئيس هذا التجّمع ومفوضّ نقابة المحامين في البقاع الأوسط، الأستاذ منير البقاعي.
عن فكرة تأسيس هذا التجمّع، يتحدث بقاعي فيقول: «في الحقيقة لقد بدأ الزحالنة يستشعرون وجود خطر حقيقي يهدد مدينتهم وكيانهم، فراحوا يستعدّون لما هو أسوأ من خلال تدريبات وتمارين عسكرية، وهكذا نشأ تجمّع زحلة العام في العام 1967 إنما تبلور أكثر في العام 1969 مع حصول اشتباك عنيف بين الجيش اللبناني والمقاومة الفلسطينية، حيث بدأ الخوف يكبر لديهم وبدأ الخطر يصبح داهماً ومحدقاً».
ويتابع قائلاً: «لقد ترسّخت قناعة ذاتية لديهم بضرورة ان يؤدّوا قسطهم بالدفاع عن الوطن الذي يحبّون والمدينة التي تحتضنهم. هكذا كانت إنطلاقة التجمّع رغم الصعوبات الكثيرة التي واجهها، لتأتي لاحقاً الحرب التي ورغم كلّ بشاعتها وفظاعتها أثبتت للعالم ان لزحلة رجال أبطال أصحاب مواقف إستثنائيّة وتاريخيّة».
وفي سياقٍ متصل، لفت البقاعي إلى أن الراحل جوزف سكاف لم يكن مرحّباً بفكرة إنشاء التجمّع، باعتبار انه كان زعيماً وطنياً تمتدّ زعامته من بعلبك لراشيا، وهو بطبيعة الحال كان يرفض فكرة الإقتتال الأهلي الداخلي، إلّا ان ذلك لم يمنع تحوّل زحلة وبفعل تجربتها في الحرب، من قرية صغيرة الى ملتقى لا بل ملجأ أوى وحمى جميع من قصده، بحسب تعبير البقاعي.
وردّاً على سؤال حول الفرق بين زحلة الامس وزحلة اليوم، فيشير المحامي المخضرم الى ان الزخم الشعبي غاب لأن عروس البقاع تحوّلت من قرية صغيرة الى مدينة مكتملة المواصفات، وأضاف: «الأحزاب السياسية أيضاً فعلت فعلها في هذا الإطار بعدما دخلت بقوّة الى المدينة. ففي السابق، كان يقال بأن زحلة هي مقبرة الأحزاب وبالفعل كان هذا المثل واقعياً الى حدّ كبير، قبل أن تتجذر الأحزاب في المدينة كما هي الحال اليوم».
وبالحديث عن واقع التجمّع اليوم، فيوضح  بأنّ هذا التجمّع يضم حاليّاً 220 عضواً وكلّهم من فئة الرجال باعتبار أن جميعهم كانوا من المقاتلين، ويتابع: «اليوم هناك صعوبة كبيرة لاستقطاب عنصر الشباب الذي يعتبر ضرورياً لضمان استمرارية التجمع».
وردّاً على سؤالنا حول اسباب هذه الصعوبات، فيلفت البقاعي الى ان حضور الأحزاب القوي في المدينة هو أحد أهمّ الأسباب بالإضافة الى العنصر المادي الذي يفتقده التجمع، حيث يقول: «لقد أتيت رئيساً لهذا التجمع بظروف قاسية، وأنا من الأشخاص الذين لا تسمح لهم كرامتهم او عنفوانهم بأن يمدّوا يدهم لأحد من الزعماء او المتموّلين، فليس هناك من يدعمنا، كما أن كلّ الأعضاء هم من الفئة المهمشة في المجتمع»، وتابع قائلاً: «أنا أشكل مرجعاً بالنسبة لهؤلاء، أتابع كافة أمورهم والبّي احتياجاتهم قدر المستطاع».
أمّا بالنسبة للنشاطات التي يقوم بها التجمّع، فيتحدث البقاعي عن محطتين اساسيتيّن، الأولى هي في عيد الميلاد المجيد حيث تكون هناك زيارات الى عائلات المقاتلين للقيام بالواجب، والمحطة الثانية هي قداس الشهداء الذي يقام في شهر حزيران من كلّ عام.
هذا ولفت البقاعي إلى وجود 6 إلى 7 مواعيد خلال السنة مع المسنين، الذين يتمّ تكريمهم في دور العجزة المختلفة، بحيث تقام الغدوات وغيرها من النشاطات، ويضيف في هذا السياق: «نحن كنّا نتمنّى ان نخصص لهم نشاطات أكثر، إنّما للأسف فإنّ امكانيّاتنا تبقى محدودة جدّاً».

وعن أوضاع أبناء زحلة في ضوء الظروف الإقتصادية السيئة التي تمرّ بها البلاد، فوصف البقاعي الوضع بالصعب جدّاً، حيث قال: «للحقيقة أصبح هناك فقراً هنا، انما للزحالنة عزّة نفس كبيرة تجعلهم يواجهون الصعوبات المعيشية بتضامن لافت».
وفي ختام الحديث، أكدّ مفوض نقابة المحامين في البقاع الأوسط أن زحلة ينقصها اليوم زعامة وطنية، وقال: «زمن الزعامات لم ينته عكس ما يعتبر البعض، بحيث لا يمكن للأحزاب أن تقوم بدور تلك الزعامات على مستوى الوطن»، مشدداً في الوقت عينه على وجود شروط للزعامة وهي لا تتوافر عند أي من النوّاب الحاليين للمدينة، وأوّلها البيت المفتوح والتواضع بالإضافة الى النفسية الزحلية الأصيلة.
الى ذلك، تمنى البقاعي على المسؤولين السياسيين ألّا يكتفوا بالنظر الى شؤون جبل لبنان وبيروت، كما توجه الى الزحليين داعياً إيّاهم إلى ان يعتزوا ببقاعيتهم لأنهم الوحيدون القادرون على إنقاذ نفسهم.

إضافة تعليق جديد

Plain text

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

test

ARAB OPEN UNIVERSITY
Advertisment
The subscriber's email address.