خاص برايفت ماغازين: د. ميشال أفرام: المناضل في سبيل الحرية... هو فخر للبنان ومدينته زحلة
لست واثقاً من الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة
للأزمات والشدائد رجال سيدخلون التاريخ من أوسع أبوابه مثلما دخلها الآباء والأجداد بعد أن شهد المجتمع لمآثرهم وأنجازاتهم في سبيل الوطن ومصلحة المواطن ..
هو فخر لبلده قبل أن يكون فخر للعرب الذي بدورهم توّجوه ملكاً على هذه الجائزة التي تحمل أسم «فخر العرب»، فإن وددنا أن نعرفه أكثر فأكثر فهو ابن زحلة الأبية، تملأ جدران مكتبه دروع وأوسمة عديدة، هو المناضل في ميادين الحرية، مدير عام مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية في تل عمارة الدكتور المهندس ميشال افرام... فهنيئا لكم يا أبناء وطني برجال ونِعم الرجال، ستفتخر بكم الأمة وشعوبها، إنكم رمزها وعزتها..
- دكتور ميشال أفرام في سطور؟
ميشال افرام ابن زحلة، مهندس زراعي خريج الجامعة اليسوعية، تخصّص ونال الدكتوراه في فرنسا وعاد إلى لبنان ليعمل في التعليم الجامعي في الجامعة اللبنانية، وجامعة الروح القدس الكسليك والجامعة اليسوعية منذ سنة 1984 وحتى سنة 1993 وتَعيّن عميداً لكلية الزراعة في الجامعة اليسوعية، وبقي فيها حتى عام 2002 ومن ثم تعيّن مديراً عاماً ورئيس مجلس إدارة مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية في تل عمارة حتى تاريخ اليوم.
- ما هو الدور الذي تلعبه اليوم كرئيس لمصلحة الأبحاث
تأسست المصلحة عام 1957، هي مؤسسة عامة تابعة لوزارة الزراعة ولها استقلالية مالية وإدارية، لدينا 12 مركزاً ونغطي جميع المناطق اللبنانية: بعبدا، زغرتا، القليعات، الفنار، صيدا، صور، بعقلين، حاصبيا، تربل في البقاع. و تضم المؤسسة 450 موظف و120 مختبر، نقوم بثلاثة أمور أساسية:
- الأمر الأول: التجارب على كل التقنيات الزراعية والأصناف الجديدة وإنتاج آلاف الأطنان من القمح والشعير المتأصل كما نقوم بإنتاج مئات آلاف الشتول المأصّلة التي تباع في السوق، ونعمل أيضاً على سوق الغنم والماعز وكل ما يتعلق بالزراعة وصولاً للنباتات البرية، مثل جمع 100 ألف نوع من بذور النباتات في بنك البذور، وكان لنا الحظ أن نضع 400 نوع من البذور في «نفق نهاية العالم» في الناروج في القطب الشمالي.
- الأمر الثاني: هو التحاليل مثل تحليل المياه والتراب والأكل والتلوث وكل ما يدخل إلى لبنان من طعام وشراب فنقوم بفحصه في مختبراتنا إن كان سواءا من القمح أو الشعير ولدينا جميع أنواع التحاليل حتى نستطيع تأمين سلامة الغذاء.
وفي هذا الإطار نقوم بإصدار تقارير سنوية عن التلوث، خاصة تلوث المياه سواءاً أكانت مياه جوفية أو أنهار أو مياه للشرب، بحيث تعاني بعض المناطق من المياه الملوثة بنسبة 100% مما أدى إلى زيادة الأمراض في لبنان.
- الأمر الثالث: هو الإرشاد الزراعي بحيث نمتلك 80 محطة أرصاد جويّة تغطي كل لبنان، وتطبيق ذكي نضع عليه الأحوال الجويّة وأي أمر يتعلق بالمناخ وإرشادات تتعلق بالزراعة، ففي السابق كان المزارعون يتفاجأون بالعاصفة أمّا اليوم فنحن نعلمهم قبل حصولها و كذلك الأمر في فصل الصيف نتيجة الطقس الحار نقوم بالتبليغ قبل أن تحصل الحرائق بأسبوع.
- ماذا يعني لك التكريم ؟
لقد حصلت على أربع أوسمة فرنسية، ووسام الرئيس الإيطالي، كما حصلت على وسام المملكة البريطانية وحائز من الأمم المتحدة على جائزة أفضل مدير عام من جمعية الرجال الأميركية ومن الجامعة المكسيكية على أفضل قائد إداري، وأفضل قائد علمي من الجمعية الأوروبية للبحوث، ومؤخرا فزت بحائزة «فخر العرب»، كما على جائزتين من الولايات المتحدة، وهذه الجوائز تعني لي الكثير لأنها تزيدني أصراراً على النجاح والمثابرة كما التأكيد على صوابية عملي ونجاحي، فبالتالي كل جائزة تعطيني الدافع وتحفزني على العمل أكثر فأكثر و تلزمني معنوياً وتحملني المزيد من المسؤولية للمثابرة على العمل وتزيدني عزيمة وأصرار لمتابعة مشوار النجاح.
- هل ما زلت تستبشر خير بلبنان؟
سيظل لدينا أمل في وطن الأرز رغم ضبابية المشهد اليوم، ورغم الظروف الصعبة التي نعيشها ولن نتراجع أو نستسلم فالبلد يعاني، منذ العام 2002 وحتى اليوم، ورغم هذا كله استمرينا بالقيام بعملنا على أكمل وجه لأننا نعتمد سياسة الشفافية، كما ما زلنا في مؤسستنا نقوم بتأمين دراسة الدكتوراه لـ 25 موظف كي يستطيعوا تطوير قدراتهم الذاتية، ويصبحوا أطباء وباحثين، يخدمون بلدهم من خلال علمهم. وعملياً نحن نعمل مع بلدان خارجية وعلى مستوى عالمي.
- ماذا تخبرنا عن زحلة؟
لقد ولدت وتربيت في زحلة ولم أتركها رغم العديد من الإغراءات وفرص العمل والعروض الخيالية التي تقدّمت لي، فزحلة تمثل كل شيء جميل بالنسبة لي، إذ أنها تحمل في طياتها ذكريات الطفولة والمراهقة والدراسة الجامعية كما الأصدقاء، فزحلة المرؤة، زحلة الكرم والرجولة، زحلة جارة الوادي. وملهمة الشعراء ومن يعيش فيها يتعلق بها لدرجة أنه لا يستطيع مغادرتها بتاتا. وجوائزي دائماً أهديها لزحلة ولوطني.
- ماذا ينقص المؤسسات الأخرى أن تكون مثل مؤسستكم؟
قبل أن أصبح رئيس مصلحة الأبحاث العلمية والزراعية عملت كعميد للجامعة اليسوعية فاتصل بي حينها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأخبرني بأنه يريد تعييني كمدير عام رغم أنه لا يعرفني ولكن ما سمعه عني من الفرنسيين جعله يقدم على هذه الخطوة فلم أوافق في البداية فعاود الاتصال بي بعد أسبوع وطلب مني إعادة التفكير فعدت ووافقت وأصبحت المدير العام للمصلحة، ولم أندم يوماً على قراري هذا، فأنا هنا جد مرتاح، وحتى أكثر مما كنت عليه في الجامعة اليسوعية بالرغم من أن راتبي هنا أقل بنسبة 10 %.
وأصبح كل همي أن أرتقي بالمصلحة إلى مصاف المصالح الموجودة في الدول الأوروبية والحمدالله حصل ما كنت قد خططت له. ولا ينقص المؤسسات الأخرى سوى الإلتزام وعلى كل مسؤول أن يتحمل مسؤوليته على أكمل وجه وأن يكون قدوةً لموظفيه عندها فقط يتحقق المراد.
- ما هو الدور الذي لعبتموه خلال جائحة كورونا؟
نحن نقوم بإنتاج أصناف جديدة ونشجّع على الزراعة مثل الحمص والعدس والفاصولياء والأشجار المثمرة بسبب اختفاء هذه الزراعات في لبنان، واليوم مع أزمة الكوفيد 19 أصبح من الضروري إنتاج المواد الغذائية، لأنه لم يعد بمقدورنا الإستيراد من الخارج، كما الأرشاد والتوعية اليومية والدائمة للمواطنين في ما خص ذلك.
- ما هي طموحات د. ميشال فرام للمرحلة القادمة؟
طموحاتي أن أبقى ثابتاً على الخط نفسه، وأعمل بشكل متواصل لمتابعة رسالة العطاء والنجاح والتقدم لي كما للمؤسسة .
- نحن أين من كورونا وهل تتأمل زوال كورونا بعد وجود اللقاح ووصوله إلى لبنان؟
نظرتي سلبية للكورونا، لأني كنت قد توقعت سابقا انه في نصف كانون الثاني الفائت سيكون لدينا خطّة وأرقام كبيرة وخطيرة نتيجة التفلت، وهذا ما حصل وما زلنا نعاني جراء الإستهتار الحاصل كما أنني لست واثقاً من الإجراءات التي تقوم بها وزارة الصحة.
وفي النهاية أتمنى ان يعود لبنان فخر البلدان العربية كما عهدناه وكما كان سابقا
Recent comments