هوكشتاين لم يحصل على ما يسره في زيارة “جس النبض” للبنان
حسين زلغوط
خاص – موقع “رأي سياسي”:
من الواضح ان الإيجابية الوحيدة التي تمخضت عن الحركة الدبلوماسية التي قام بها الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الى بيروت من اجل انهاء الحرب الاسرائيلية على لبنان، هي خلق مساحة من التفاوض والاخذ والرد حول بعض النقاط التي يمكن ان تشكل حجر أساس في رحلة البحث عن حل دبلوماسي، الا ان هذه الحركة على اهميتها وسط النار والبارود بدت بلا افق ايجابي واضح، وأن ما طرح من مقترحات البعض منه قابل للبحث، فيما البعض الآخر من غير الوارد مقاربته على الإطلاق، لا سيما ذاك الذي تحدث عنه موقع أكسيوس الذي نقل عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين بأن إسرائيل قدمت للولايات المتحدة الأسبوع الماضي وثيقة تتضمن شروطها للتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الحرب في لبنان، حيث طالبت إسرائيل السماح لقواتها العسكرية بالمشاركة في “تنفيذ فعال” لضمان عدم إعادة تسليح “حزب الله” وعدم إعادة بنيته التحتية العسكرية بالقرب من الحدود، ومطالبتها أيضا بحرية عمل قواتها الجوية في المجال الجوي اللبناني.
ويبدو ان الموفد الاميركي الذي غاب عن السمع طيلة الأيام التي أحرقت فيه اسرائيل الأخضر واليابس في لبنان ولم يتفوه بكلمة واحدة ولو عن بعد، جاء الى لبنان في زيارة جس نبض حول الطروحات الاسرائيلية وما اذا كان بالإمكان اجراء بعض التعديلات على القرار 1701، الذي كان لافتا حديثه عنه في مقر الرئاسة الثانية لجهة المطالبة بالتزام لبنان واسرائيل في تنفيذ مندرجاته متجاهلا أن تل ابيب هي التي تضعه على الرف، وان لبنان على لسان جميع مسؤوليه وكذلك قيادة “حزب الله” اعلنوا مراراً وتكراراً الاستعداد لتنفيذه بالكامل.
لقد عكست ملامح هذا الرجل الذي ولد من أبوين يهوديين وخدم في الجيش الاسرائيلي، وكأن موازين القوى تغيرت لصالح اسرائيل بعد حفلة الجنون التي قامت بها في لبنان من اغتيالات وقتل مدنيين ومحو قرى عن الخارطة، لا بل انه حمّل لبنان نتائج ما يحدث اليوم من خلال قوله: “أمضينا أحدى عشر شهراً نحاول أن نحتوي الأزمة لم نتمكن من حلها، وخلال كل زيارة كنت أنبه أن الوضع ملح وأن الوضع القائم لا يمكن أن يستمر، وكان علينا أن نصل الى حل أو ان الأمور ستتصاعد وتخرج من السيطرة، وقد وقفت في هذا المكان مرة وراء مرة، خاصة في شهر آب مؤخراً، ونبهت حول ضرورة انهاء الوضع والحل كان ممكناً ولكن تم رفضه وخرجت الأوضاع من السيطرة”.
واوضح مصدر سياسي مطلع ان هوكشتاين لم يحصل من المسؤولين في لبنان على ما يسره، حيث ان الرئيسين بري وميقاتي ابلغاه الموقف نفسه لجهة تمسك لبنان بالقرار 1701 من دون اي تعديل وأن انتشار الجيش وانتخاب رئيس للجمهورية يستحيل تحقيقهما قبل وقف اطلاق النار، موضحا ان موفد واشنطن لم يحمل الى بيروت أي حل قابل للنقاش، وان مجيئه يأتي في إطار المحاولة الأخيرة قبيل الدخول في مدار الانتخابات الرئاسية في اميركا والتي ستجرى في الخامس من الشهر المقبل.
ويؤكد المصدر أن الكرة في ملعب اسرائيل في ما خص تنفيذ القرار 1701 لانه في ما يبدو فإن اسرائيل ليست في وارد القبول بوقف النار وقد تلجأ إلى رفع شروطها، فهي لا تريد ان تقدم هذه الخدمة للرئيس بايدن على طبق من ذهب، فهي تريد انتظار الانتخابات فاذا عاد الحزب الديمقراطي الى الحكم يقدم له هذه الهدية على اعتبار ان هناك اربعة سنوات حكم وعلى تل ابيب ان تتعايش مع هذه الادارة لتأمين مصالحها بالحد الأدنى، اما اذا فاز الحزب الجمهوري وعاد دونالد ترامب مجددا الى البيت الأبيض فساعتئذ سيعمل نتنياهو ما يريده ترامب الذي كان وعده خلال لقائه به في الزيارة الأخيرة التي قام بها الى أميركا بوضع مصلحة اسرائيل ومصيره السياسي في سلم اولوياته، والى ذاك الحين فاننا سنكون امام موجة تصاعدية في حدة هذه الحرب الا إذا استطاعت إدارة بايدن الضغط المطلوب على حكومة نتنياهو للإنصياع إلى مطلب وقف النار والذهاب إلى تسوية تنهي الحرب القائمة.
Recent comments