المطران درويش في رسالة الى الزحليين والبقاعيين: المرحلة خطيرة ... لازموا منازلكم، صلّوا ولا تخافوا
وجّه رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش رسالة الى ابناء وبنات الأبرشية والبقاعيين والزحليين عبر اذاعة صوت السما، ضمّنها بعض التوجيهات في ظل الوضع الراهن في لبنان نتيجة تفشي فيروس كورونا، وشكر العاملين في المستشفيات وبخاصة مستشفى تلشيحا، كما وجه الشكر لكل العاملين في الحقل الإجتماعي وخاصة العاملين والمتطوعين في طاولة يوحنا الرحيم.
ومما جاء في كلمة سيادته:
" أحييكم جميعا أينما كنتم، وفي هذا الظرف العصيب وفي ظل أزمة الكورونا، هذا الوباء الذي اجتاح العالم بسرعة هائلة، أرفع الدعاء معكم ونصلي للرب لنكون مصانين من المرض.
إننا نذكر في هذه الأيام الأوبئة التي مرت علينا عبر التاريخ ولاسيما الطاعون كيف أن القربان المقدس وصلاة المؤمنين أبادا هذا الوباء.
في رسالتنا السابقة طلبنا من أبنائنا وبناتنا، خصوصا المسنين منهم، البقاء في البيت. يقول الرب في فم النبي أشعيا: "تعالَوا اَدخُلوا بُيوتَكُم واَغلِقوا أبوابَكُم علَيكُم. توارَوا قليلاً يا شعبي، إلى أن يَعبُرَ الغضَب" (أشعيا26/10)ُ.
إن كلام الله يتوجه الينا اليوم ونكرر النداء "خليك بالبيت" هذه هي الحكمة المطلوبة منا حتى تعبر عنا هذه الكأس المرّة. هذا الوقت هو وقت الرجاء، وقتٌ نختبر به قوة الصلاة وقوة الإيمان، وقتٌ نكتشف فيه أهمية التوبة والعودة الى الله."
واضاف " لا تخافوا يقول لنا الرب، صلوا ولا تملوا. كنائسنا ستبقى مفتوحة لكم، وسنُبقس على الصلوات كما هي، لكننا نريد أن تكونوا سالمين، ونقول لكم ما قاله يسوع: أَمَّا أَنتَ، فمتى صَلَّيتَ فادْخُلْ حُجْرَتَكَ وأَوصِدِ البابَ، وصَلِّ الى أَبيكَ الذي في الخُفْيَة؛ وأَبوكَ الذي يَرى في الخُفيَة هُو يُجازيك.
نريد منكم في هذه المرحلة أن تصلوا في البيت ولا تخافوا، تابعوا معنا الصلوات عبر صوت السما، والمناولة الروحية، مناولة الشوق، تجوز في هذه الأيام وقد أوصى بها آباء الكنيسة. والبقاء في البيت مناسبة لتجتمع العائلة معا حول كلمة الله ومناسبة جيدة لتكونوا معا وتقووا رباط المحبة فيما بينكم، ونريد أن ينتعش الحوار بين الأهل والأولاد."
وأردف " نطلب من الكهنة والرهبان والمؤمنين والمؤمنات إطاعة أوامر السطات المدنية والروحية بما يخص التوجيهات للوقاية من فيروس كورونا.
الوضع صعب وخطير جداً ...لذلك علينا أن نأخذ خطوات جريئة فنبقى في بيوتنا، وأنا أرجوكم وأطلب منكم ذلك. علينا الا نضع انفسنا في التجارب "لا تجرّب الرب الهك". المسؤولية تتطلب منّا أن نصلّي في بيوتنا، ولنجعل من كل بيت كنيسة ومن كل شخص كاهن وراهب وراهبة. كل مخاطرة في هذا الوقت هي من الشيطان، وهي شرّ بحد ذاتها.
اخوتي الكهنة، المسؤولية كبيرة عليكم، وجّهوا ابناء وبنات رعاياكم ليبقوا في البيت ويصلّوا فيه."
وتابع سيادته " أتوجه بشكر كبير للعاملين في مستشفى تل شيحا وفي المستشفيات الأخرى، أطباء، ممرضين وممرضات، إداريين وموظفين. لقد التقيت مع بعض منكم صبيحة هذا اليوم، وشاهدتكم وأنتم تخدمون المرضى، علامات الفرح والشجاعة والحب كانت بادية على وجوهكم. بارككم الله، فأنتم مثل لنا في تضحيتكم وعملكم.
أريد أن أوكد لكم أننا لن ننسى أبدا خدمتكم في هذا الوقت ولن نتخلى عن أحد منكم مهما كثرت علينا الصعوبات. كانت تلشيحا دوما أسرة واحدة تعمل من أجل خير الإنسان، ونريدها أن تبقى كذلك.
أتوجه أيضا بشكري العميق للعاملين والمتطوعين في طاولة يوحنا الرحيم. صحيح أنكم تقدمون في هذه الأيام الصعبة أكثر من أربعماية وجبة للمحتاجين وتوزعوها على البيوت، لكنكم أيضا تقدمون حبكم مع كل وجبة طعام، وقد رأيت الفرح باديا على وجوهكم وأنتم تعملون وتحضرون الطعام.
منذ يومين ساعدت في توضيب وجبات الطعام قبل توزيعها، أتى شاب الينا وطلب منا خمس وجبات لأن عائلته جائعة ولا مورد لها... قالت له المسؤولة: لا تخف تعال كل يوم فالمائدة مفتوحة لكل محتاج. هذا الشاب يُظهر لنا الحاجة الماسة لنتكاتف ونوزع خيراتنا على المحتاجين. لذلك نتوجه الى مجتمعنا وبخاصة للميسورين منهم أن يتطلعوا بمحبة وكرم الى المحتاجين. هذا هو الوقت الذي يمنحه الرب لنا لنسمع صوته يقول لنا: "كنت جائعا فأطعمتموني، كنت عطشانا فسقيتموني.." بهذه الكلمات يرسم لنا يسوع طريق العبور الى الملكوت، هناك ستظهر أهمية لقمة الخبز وكأس الماء الذي نقدمه لأخوتنا المحتاجين.
إن طاولة يوحنا الرحيم بحاجة اليكم، إنها بحاجة الى متطوعين والى مساعدات مادية وعينية لنتمكن من متابعة هذ المساعدة التي ارتضيناها لنا."
وختم المطران درويش كلمته قائلاً " أخيرا أصلي معكم أيها الأحباء ونستغفر الآب السماوي عن كل خطايانا ونطلب من الروح القدس أن يمنحنا روحَ الحكمة ويرشدنا ويُسَكِنّ عواصف قلبنا ويحررنا من كل خوف.
نصلي لمريم العذراء، إنها شفاء المرضى وسيدة زحلة والبقاع وخلاصُ جميع الذين يلتجئون اليها. نسألها أن تعيد الاطمئنان الى نفوسنا والفرحَ الى قلوبنا. نسألها أن تبارك المسؤولين المدنيين والروحيين الذين يعملون لصالح الناس، نسألها أن تنجينا من وباء الكورونا ومن جميع المخاطر. الآب رجائي والأبن ملجأي والروح القدس وقائي، أيها الثالوث القدوس المجد لك. آمين. "
Recent comments