اليوم هو اليوم الـ60... وغدًا التحرير؟
الوضع في جنوب لبنان معقد وحساس، حيث لا تزال التوترات بين حزب الله وإسرائيل مرتفعة. ومع انتهاء مهلة الستين يومًا التي وضعها حزب الله، تزداد احتمالات التصعيد إذا استمرت إسرائيل في سياستها الأمنية أو امتنعت عن الانسحاب من المناطق المحتلة.
بالنسبة لحزب الله، فإن استمرار الاحتلال يمثل تهديدًا مباشرًا يتطلب ردًّا حاسمًا. الحزب الذي قدم تضحيات كبيرة من شهداء وقادة، وعلى رأسهم الشهيد الأمين العام الأسبق لحزب الله السيد عباس الموسوي وآلاف الشهداء، لن يقبل بقاء إسرائيل على أرض رُويت بدماء هؤلاء الشهداء، خاصة وأن جثامين بعض الشهداء لا تزال مدفونة في المناطق المحتلة.
المعادلة الإقليمية والدولية
الوضع الإقليمي والدولي يلعب دورًا محوريًا في الحسابات الحالية. الضغوط الدولية أو التغيرات في التوازن الإقليمي قد تؤثر على قرارات الطرفين، حيث يسعى كل منهما لتجنب تصعيد كارثي، إلا إذا بات ذلك ضروريًا.
الهدنة... توازن الردع دون التصعيد الشامل
الهدنة التي شهدتها الأسابيع الماضية جاءت نتيجة معادلة معقدة تشمل الحسابات العسكرية والسياسية والدبلوماسية. كل طرف يحاول الحفاظ على توازن دقيق بين الردع والتصعيد الشامل. ومع انتهاء المهلة، يظل السؤال: ما الخطوة التالية؟
حسابات حزب الله بعد انتهاء المهلة
الضغط العسكري:
حزب الله قد يلجأ إلى تكثيف الهجمات على القوات الإسرائيلية المتمركزة في الجنوب. هذا قد يشمل استخدام الصواريخ، أو تنفيذ عمليات نوعية لإجبار الاحتلال على الانسحاب، خاصة أن إسرائيل لم تستطع خلال العدوان الأخير تحقيق تقدم يُذكر أمام صمود مقاتلي الحزب وشراستهم في الدفاع عن الأرض.
الرسائل السياسية:
إلى الخارج: حزب الله قد يسعى لإرسال رسالة سياسية واضحة لإسرائيل والعالم، مفادها أن المقاومة لن تتهاون في المطالبة بحقوقها.
إلى الداخل: رسائل الحزب قد تستهدف أيضًا اللبنانيين، وخصوصًا الفئات التي تبنت مواقف حيادية أو طالبت بتدخل الدولة اللبنانية. هذه الفئات التي رأت بأمّ أعينها أن الدولة لم تتمكن من ردع الاحتلال أو منع تدمير القرى الجنوبية واستباحة الأراضي اللبنانية.
إدارة التصعيد بحذر:
حزب الله يدرك أن التصعيد الكبير قد يؤدي إلى تدخلات دولية أو إقليمية، وربما ضغوط دبلوماسية على إسرائيل. لذلك، قد يعتمد الحزب خطوات تدريجية ومدروسة تحافظ على عنصر المفاجأة، وتضعف الاحتلال دون الانجرار إلى حرب شاملة قد تسبب أضرارًا جسيمة على المستويات كافة.
التوازن بين التصعيد والدعم الشعبي
حزب الله يعي أهمية الحفاظ على دعم الجمهور المحلي في لبنان. التصعيد الواسع قد يؤدي إلى تباين في ردود الفعل الشعبية، ولذلك سيسعى الحزب إلى إدارة أي تحركات عسكرية بحذر لضمان استمرار الالتفاف الشعبي حوله، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الحساسة التي يعيشها لبنان.
الخلاصة
القرار النهائي لحزب الله سيتحدد بناءً على تقييم دقيق للوضع العسكري، والدبلوماسي، والإقليمي، إلى جانب حسابات التوازنات الداخلية والخارجية. ما هو مؤكد أن الحزب لن يقبل بقاء الاحتلال على أراضٍ دُفعت أثمان باهظة لتحريرها، وسيستمر في استخدام كل الوسائل الممكنة لتحقيق هدفه المتمثل بتحرير الأرض والحفاظ على سيادة لبنان.
Recent comments