زحلة تكرّم الدكتور ملحم شاوول وتطلق اسمه على أحد شوارعها
في احتفالٍ مهيبٍ أقيم في مدينة زحلة، كرّمت فعاليات سياسية وثقافية واجتماعية الدكتور الراحل ملحم شاوول، المفكّر والأستاذ الجامعي المعروف، بإطلاق اسمه على أحد شوارع المدينة في حي البربارة، تخليدًا لمسيرته الفكرية والإنسانية.
حضر الاحتفال عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم السيدة صحر بعاصيري ممثلةً زوجها دولة الرئيس نواف سلام، والسيدة منى الهراوي، زوجة رئيس الجمهورية السابق إلياس الهراوي، وراعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوّض، إلى جانب وزراء ونواب المنطقة، وشخصيات تربوية وثقافية وإعلامية وعسكرية.
استُهل الحفل بكلمة رئيس بلدية زحلة المهندس أسعد زغيب، الذي تحدث عن المعايير التي تعتمدها المدينة في تسمية شوارعها، معتبرًا أن الدكتور ملحم شاوول استحق هذا التكريم لما مثّله من قيمة فكرية ووطنية.
ثم ألقى رئيس مجلس قضاء زحلة الثقافي كلمة مؤثرة وصف فيها الدكتور شاوول بأنه “ضمير في زمن غابت فيه الضمائر، وفكرة تمشي على قدمين”، مشيدًا بإسهاماته في علم الاجتماع والسياسة، وبمؤلفاته البارزة مثل “الافتراق والجمع”، “أزمة الديمقراطية في لبنان”، و“الخطاب السياسي والتوافق”، التي كرّست رؤيته الناقدة والملتزمة بقضايا الوطن.
وتحدث أيضًا عن حضور دولة الرئيس نواف سلام “بالمعنى والموقف”، رغم تعذّر مشاركته شخصيًا، مشددًا على عمق العلاقة التي ربطت الراحل بأهل المدينة وشخصياتها.
واكد ان مجلس قضاء زحلة الثقافي ملتزم دائماً بتكريم رموز الفكر والثقافة، “وزرع ذاكرة لا تذبل” في زمن النسيان
وفي كلمة وجدانية، ألقتها زوجته الدكتورة ندى شاوول، استحضرت فيها صورة زوجها خلف شجرة الياسمين على شرفة منزله، حيث كان يتأمل الحياة اليومية في زحلة ويتبادل أطراف الحديث مع الجيران والأصدقاء. واستعادت ذكرياته مع والدته وأقاربه، وأحاديثه الصباحية التي تحوّلت إلى “ديوان شاوولي”، كما وصفه صديقه ريمون خراقة.
ووجّهت تحية امتنان لاعضاء البلدية ولرئيسها المهندس اسعد زغيب والمجلس الثقافي، ولرئيسه الأستاذ مارون مخول، على مبادرتهم بتخليد اسم زوجها، الذي لطالما عبّر عن حبّه العميق لمدينته وناسها، وكتب عن زعاماتها وتقاليدها الاجتماعية بروح الباحث والابن العاشق لها.
واختتمت كلمتها بنداء مؤثر وصفته بأنه “سندها”، الكلمة التي غيّرت مسار حياتها، كونها ابنة الحرب واليُتم، معتبرةً أن ملحم كان لها الأمان والدعم كما حاولت أن تكون له السند في كل المراحل.
ثم توجه الحضور لإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية التي تحمل اسم شارع الدكتور ملحم شاوول، في لحظة خُتمت بالتصفيق والتأثر، تخليدًا لاسمٍ سيبقى حيًّا في ذاكرة زحلة.
Recent comments