الفاتيكان يطرح نفسه كقوة عالمية داعية الى الحوار ونزع الاسلحة المدمرة للانسان
تصر دولة الفاتيكان في شكل دائم على التذكير بمبادىء الرحمة والحوار من أجل حل الخلافات والنزاعات على المستوى الدولي، تجبنا لاراقة الدماء ومن أجل حياة كريمة للانسان.
وفي هذا الاطار، قال الكاتب الايطالي الشهير مسؤول قسم العلاقات الدولية في الاسبوعية الدولية "أسبرسو" جاني بيريللي: "قد تكون حاضرة الفاتيكان أصغر دولة في العالم، مساحتها 44 هكتارا وعدد سكناها نحو1000 نسمة 450 منهم فقط يحملون جنسية الدولة، لكن لهذه الدولة دورا فعالا جدا في العالم عبر سفاراتها وسفرائها في الخارج الذين يتمتعون بمهنية عالية وقناعة راسخة، وشبكة واسعة من الاتصالات من شبكات مرئية وإذاعات والعديد من الصحف".
وأضاف: "تصاعد دور دولة الفاتيكان خلال العقود الماضية كأحد الأطراف المساهمة في منظومة السلام العالمي. إذ تأسس هذا الدور على الاستدعاء للمفاهيم الأخلاقية والمعيارية في السياق العالمي كمحاولة لتأطير أو وضع حدود للاعتماد المتزايد على المقاربات الواقعية في السياق العالمي، وما أفضى إليه ذلك من تزايد الصراعات والأزمات".
وتابع: "الفاتيكان يطرح نفسه باعتباره من القوى الأخلاقية في النظام العالمي التي تخاطب الطبيعة الخيرة للبشر، وتستحضر هذه الطبيعة كآلية لمعالجة الأزمات".
أما الكاتب والصحافي المعروف ألبرتو نيغري فقد شبه نهج الكرسي الرسولي ب "القوة الناعمة، أي أنه يعمد الى تحقيق أهدافه عبر الإقناع ومصادر التأثير الديني".
وقال: "الأسبوع المنصرم استأنف الكرسي الرسولي حملته الواسعة ضد سباق التسلح، وتم التأكيد في أكثر من مناسبة أهمية زيارة قداسة البابا للعراق، وأن الحبر الأعظم ما يزال مصرا على زيارة لبنان".
وعن زيارة البابا دولة العراق من الخامس حتى الثامن من آذار المقبل، أمل رئيس أساقفة إربيل للكلدان المطران بشار وردة في حديث لموقع "فاتيكان نيوز" أن "تسهم زيارة الحبر الأعظم في تعزيز دور المسيحيين في العراق، مساعدة الكنيسة المتألمة وإشعار الرأي العام المحلي أهمية هذا الدور وهذا الحضور".
وأكد الأسقف العراقي أن "احترام الشعب العراقي للمكون المسيحي آخذ في التنامي"، لكنه لفت إلى أن "العراقيين يعرفون القليل عن الجماعة المسيحية"، آملا ألا "ينظر سائر العراقيين إلى المسيحيين على أنهم ضيوف في هذا البلد، لأنهم من سكانه الأصليين".
إلى ذلك يخوض أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول المطران بول ريتشارد غالاغر حملة لنزع السلاح "كضرورة وواجب أخلاقي، والحاجة إلى حس متجدد بالمسؤولية على الصعيد العالمي".
واعتبر في لقاء عقد عبر فيديو لمؤتمر نزع السلاح في جنيف الأسبوع المنصرم، أن "نزع الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية أمر لا بد منه، لكن هذه الأهمية تنطبق بشكل قوي أيضا على التنافس العسكري المتزايد في الفضاء وفي العالم السيبري وفي مجال الذكاء الاصطناعي وكذلك بالنسبة للأسلحة ذاتية التشغيل".
ونقل غالاغر تحيات البابا فرنسيس القلبية وتمنياته أن "يتمكن المؤتمر من تجاوز الوضع الحالي".
Recent comments