ما بعد الكورونا ليس مثل ما قبله شهادة كتبها د. ميشال أفرام
أشكر كل من سأل عني بخصوص إصابتي بالكورونا رغم أن خطي الخليوي كان مغلقاً معظم الوقت.
منذ عام دأبت على أخذ كل الاحتياطات للوقاية من كورونا إلا أن نصيبي أن أصاب به وبقوة.
الحمدالله أنني شفيت منه علماً أن الكورونا تبقى مع الشخص لأشهر عدة ويعاني من مضاعفات كثيرة . فمن أصيب بالكورونا سيبقى يعاني منها.
عندما أصبت، لم أعرض ما أصابني:
-أوجاع لا تحتمل لعشرة أيام من أعلى رأسي الى كعب قدمي، كل عظمة وكل عضلة وكل عصب
-حرارة ٤٠ تغلي الدماغ والاعصاب والشرايين حتى أنك تحس أن الدم يغلي وكل جسمك
-عوارض كثيرة لن اسردها فكل من أصيب بالكورونا يعرفها
إنما ما أود الاشارة اليه هو ما يلي:
١-لم أعد أهتم لأي تواصل اجتماعي لذا أقفلت خطي وسأبقى على هذه السياسة لأن الاوجاع لا شيء يخففها، ولأن الأهم التواصل الروحي والانساني
٢-لم أعد أهتم بأمورة كثيرة وثانوية في حياتي وفي عملي: فقط الأساسي. لذا أعدت ترتيب أولوياتي في عملي وحياتي. وهي القيام بعملي، تحديد أعمالي، وإلغاء الكثير منها والعودة الى حياتي الخاصة البسيطة مع من أحب من أولادي وأهلي وعائلتي
٣-لم تعد تهمني المظاهر أو الاجتماعات الكبرى التي لا فائدة منها.
٤-لم أعد أقبل على نفسي أي صديق كاذب أو منافق او فاسد أو حتى أي إنسان فاسد، سيتفاجأ الكثيرون بإبعادي لهم وبمواجهتي البسيطة لهم : لا للفساد
مهما كان الشخص أو المصدر: فالفاسدون والممثلون كثيرون
٥-أصبح إيماني أقوى بالكنيسة وبالقيم والانسانية لأن كورونا هو عدو الانسانية
٦-أدرك تماماً أن جائحة كورونا ستتفاقم وسأبقى أعاني من الفيروس: إرهاق، تعب، عناء..
٧-لم يعد هناك أي أهمية للماديات أو للعلاقات أو الأعمال الغير انسانية.
٨-إن كل من أصيب بالكورونا يفهم معنى شهادتي، والى من لا يريد أن يفهم، فهذا هو مقدار حجم فكره:
من ينقل الكورونا الى غيره فهو مجرم بالانسانية.
٩-لقد فهمت أخيراً أن في هذه الحياة لا يهم فيها سوى الحياة البسيطة الكريمة مع أخلاق وانسانية وايمان عميق، أما كل ما هو مراتب ومناصب ومكاسب وزعامات فهي زائلة وليس لها قيمة في حياتنا البشرية.
ميشال أنطوان أفرام
رئيس مجلس الادارة المدير العام
مصلحة الابحاث العلمية الزراعية
رئيس مجلس أمناء ايكاردا
Recent comments