ادلى نائب رئيس الاتحاد العمالي العام السيّد حسن فقية بالتصريح التالي
يقف المواطن اللبناني خالي الوفاض على قارعة الرغيف و صفيحة المازوت و غذاء أطفاله منتظراً مركباً فارغاً و تجاراً كالتجار الذين ينقلون العبيد إلى الجزر النائية ليُعاد ترحيلهم إلى موطنهم الجديد حيث ينعمون بالدفء و الطعام و العبودية.
... لقد تضاءلت أحلام المواطن اللبناني بعد أن صُرف من عمله، وتبخّرت أمواله في البنوك، و يُبشّر كل يوم بزيادة أسعار الأدوية و فقداتها و عدم قدرة المستشفيات و الجهاز الطبي على مواجهة الكورونا المتفشية.
يقف أمام عالم بارد و سلطة غائبة، عالم تخلّى عن قيمه أمام المأساة التي تضرب مرةً في ناغورني كاراباخ و مرةً في العراق و ناهيك عمّا يحصل في سوريا و ليبيا و اليمن و أفريقيا من قتل و تشريد و مجاعة أطفال و المزيد المزيد من الحروب و الدمار خاصة ً في مناطق مرور الأنابيب النفطية و مرور الغاز و الثروات.
... إننا نأسف لما آلت إليه الأمور و إنّ ما تعرّض له لبنان خاصةً شماله في الآونة الأخيرة من إستهداف إرهابي للآمنين في الكورة و لأمنه الداخلي و سقوط العديد من أبنائه العسكريين الأبطال زوداً عن حياض الوطن.
... بينما يبحث عندنا القائمون على الأمر على رئيس حكومة يأتي من الغيب فيفك طلاسم البلد و يعطي الآمان للذين دُمرت منازلهم و أرزاقهم و مصالحهم في إنفجار المرفأ في الرابع من آب.
نقف في الإتحاد العمالي العام و الحركة النقابية، عمال و فلاحين، مقدّرين بارقة الأمل التي أشاعها ما أعلنه دولة الرئيس نبيه بري في إعلان إتفاق الإطار كمفاوض فذ عن لبنان في أخذ حقوقه المشروعة طالبين من الأصوات المزعجة و المشوشة و المشكّكة و التي لطالما كانت تتحدّث عن التأخير في المفاوضات حول حقوقنا الوطنية الثابتة و المشروعة لنقول كونوا مع وطنكم مرةً واحدة وأوقفوا هذه السفاسف لنؤكد بأنّ جيشنا الوطني و قياداته النبيلة الذي وقف بصلابة في ترسيم الخط الأزرق سيقف ذات الموقف مدعوماً بوحدة وطنية صلبة أملاً في بداية الخروج من المأزق الإقتصادي المتفاقم.
و أخيراً ننظر بألم إلى أهلنا و أخوتنا و هم يمتطون مراكب الموت إلى عرض البحر هم و أولادهم و نسائهم في مشهد أعاد مشاهد سنة 1919 حيث فرّ اللبنانيين قبل اللاجئين. و نذرف الدموع و نحن نسمع حكايات الطفل الذي لم يعد لأمه إلا أن تسقيه ماء البحر قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة ضائعاً في بحيرة المتوسط. و من ثمّ نلتقطهم جثث غرقى على شواطئ مدننا الساحلية.
... ألم تحن لحظة صحوة عالمية اتجاه هذا الوطن المتألّم ؟!!
أيها الساسة، أيها المسؤولين.. إننا على شفير جرفٍ هاوٍ إن سقطنا و سقط البلد لا قيامة لأحد.
Recent comments