خاص / بقلم رئيسة التحرير ميراي عيد: "لبنان يا أخضر يا حلو وزحلة عروسته الجميلة..."
رغم كل ما يترصّد بنا من مآسي وأوبئة وتعثّر إقتصادي إن لم نقل كوارث إقتصادية، إلّا أن الحياة تستمرّ في وطننا لأننا وبكلّ بساطة شعب يعشق الفرح، يعشق الحياة بطبيعته، فكيف إذا توفر له القليل من الإستقرار؟ حينها يُمكننا تظهير هذه الصورة الجميلة عن وطننا الحبيب لبنان، ويتسنّى لنا الغوص أكثر في تفاصيله ومناطقه وقراه التي تستحق تسليط الضوء عليها لما لها من حيثيّات أدبيّة تاريخية وجمالية...
وضمن جولاتنا وملفاتنا المناطقية الخاصّة، كان لنا ملف مُمَيّز عن مدينة زحلة البقاعية أثرنا من خلاله عادات وآراء أهلها، وسلّطنا الضوء على إنجازات البلدية الحاليةوالقطاعات التربوية بما فيها الجامعات والشؤون الثقافية والإقتصادية، ومعاناة بعض الحرف والمهن، وذلك عبر لقاءات خاصة ننشرها في هذا الملف.
طبعاً، لزحلة نكهة خاصة تتميّز بها عن باقي المدن اللبنانية، إذ هي عاصمة الشعراء وملاذ الأدباء، مُلهمة الشعراء والملحنين، تُبدع مع رجالاتها وشعراءها المبدعين.
زحلة مدينة العمالقة، قدّمت للبنان العديد منهم.. فهي عنوان يُحتذى به للمدينة اللبنانيّة النموذجية الرائعة التي تميّزت وما تزال بكرم أهلها وبسالة أبنائها، فأطلق عليها لقب «دار السلام»، لأن أهلها وقاطنيها يحتضنون ثقافة السلام والحياة لا الموت... زحلة عاصمة البقاع تعتبر ثالث المدن اللبنانية تأتي بعد بيروت وطرابلس، تحتل موقعٍاً فريدٍاً على كتف وادي بين تلّتَين متقاربتَي العلو، وارفتَي الظلال، ويخترقها نهر البردوني نابعاً من جبل صنين، ومنحدراً في وسطها ليقسمها إلى قسمَين.
مدينة العلم، الثقافة، الشعر والفن.. مدينة الأصالة والرجولة كذلك هي مدينة الخمر..
تعتبر الكرمة رمز المدينة، وقد خصّصت المدينة أسبوعاً كاملاً في شهر أيلول للإحتفاء بعيد الكرمة الذي بات رمزاً وتقليداً سنوياً للمدينة.
فليس غريب من هذه المدينة الساحرة أن تجذبك إليها ولو كنت عابر سبيل..
أما الإغتراب في زحلة فهو قديم ويعود إلى أكثر من 125 عاماً وعدد أبنائها في الخارج كبير، ولكن قلبهم هنا في زحلة وهم على تواصل دائم مع ذوويهم، يهبون لمساعدتها في أي أمر تحتاجه. علاقة زحلة بمحيطها وجيرانها هي علاقة إلفة ود واحترام.. إعتُبرت زحلة عبر التاريخ ولا تزال عاصمة «الكثلكة» في لبنان والشرق، وهي مدينة الكنائس، إذ يوجد فيها حوالى خمسون كنيسة تُكلّلها سيدة زحلة القابعة على رأس الجبل. أنجبت زحلة العديد من الشعراء والمطربين والمشاهير، وواضح تعلّق أبنائها وارتباطهم الوثيق بمدينتهم التي تستحق حتماً. وهي بدورها تفتخر بأبنائها وتردّد بشغف بيت لسعيد عقل: لها الفتوحاتُ حيث الوُلْدُ قد ملكوا لكنّما العرش حيث الأم تنتظر
ومهما تكلّمنا عن هذه المدينة لن نفيها حقّها وتبقى الكلمات عاجزةً عن وصفها، لأنّها بكل بساطة «زحلة».
Recent comments