المراكز الاستشفائية على قيد الأمل بقلم: جيهانا سبيتي
في ظل الظروف المحيطة بلبنان الحالي من جميع الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التربوية الثقافية الأدبية الرياضية وكل ما تعلق بالتنمية التي من شأنها أن تأخذ الأوطان إلى التطور الفكري وتوسيع أفاق الطموح والانفتاح على العالم لبنان ليس بخير .
ماذا عن الجانب الصحي الاستشفائي وما هي أدنى مقوماته بعد هجرة العديد من الأطباء الأكفاء وبعدما كان لبنان مقصداً للدول المجاورة وغيرها طلباً للاستشفاء والطبابة وبعد تعرض الكثير من المراكز التي تعنى بالدواء وتأمين حاجيات المواطن إلى الضغوطات بسبب انقطاع الامدادات والمستلزمات الطبية بالشكل المطلوب والغلاء المستفحل والإحتكار الذي تعرض له المواطن اللبناني من قبل تجار الأدوية ناهيك عن نقص في اليد العاملة داخل المستشفيات بسبب تدني الأجور نسبة لما وصل إليه الدولار وانخفاض قيمة سعر الليرة اللبنانية فلم يعد راتب الممرض داخل المستشفيات والمراكز الطبية يغطي كلفة المواصلات مما جعل الوضع كارثي .
وهنا وجب السؤال ..
هل نحن بخير !؟
هل أن المسؤولين عن هذا الوطن في شتى المجالات مؤتمنين على السلامة الصحية الاستشفائية حيال المواطن !؟
وهل هناك أولوية تسبق الاستشفاء الصحي !؟
كل هذا الضجيج والتخبط النفسي عند المواطن اللبناني أدخله في دوامة نتج عنها إسهال فكري خاصةً بعد تخلي وزارة الصحة عن المواطن إن عن طربق الضمان الاجتماعي أو التعاونيات المعنية بالأمر وبذلك تعرض المواطن اللبناني للهلع والقلق والتصارع مع سلامة الذات الشخصية وسلامة الذات العامة خاصة وأن العقوبات على لبنان كانت قاسية وغير معلنة من حجز أموال المودعين في البنوك إلى التظاهرات الثورجية الخارجية إلى جائحة كورونا العالمية التي فتكت بلبنان بأدق الظروف كل هذه التجاذبات التي لحقت بالمواطن اللبناني وما زال يعيش على قيد الأمل .
وهنا أريد أن أشيد إلى واقعة مدبرة على يد إعلامي متبجح حدثت في بداية جائحة كورونا في مستشفى من أهم وأعرق مستشفيات لبنان وأكثرها تفوقاً بالخبرات الاستشفائية والتي تضم أهم الأخصائيين على صعيد لبنان ولم تنحاز إلى فئة حزبية او سياسية فقط انحازت إلى الإنسانية وخدمة الانسان المواطن اللبناني وغير اللبناني كانت ومازالت على عهدها لم تستطع نار الفتنة أن تستيقظ في ربوع مستشفى السان تيريز لا على يد إعلامي مأجور كان يبحث عن سكوب ولا غيره من المريدين الذين عملوا على تقسيم هذا الوطن ما زالت مستشفى السان تيريز ثابتة على عهدها تنظر إلى ما يجري من صفقات تجارية وحزبية بعين الرأفة والشفقة على حالهم المتشظية جراء انخراطهم في الصفقات التجارية وتبادل المصالح والانشقاق الطائفي وتخريب ما تبقى من ادواة بناء يتسلح بها شعب هذا الوطن .
كم جميل أن نشعر بالأمن والأمان ونلتقي بأشخاص سلاحهم الإيمان بالإنسانية والعمل الصالح فيما معظم مستشفيات لبنان تتاجر بالمواطن المريض وتتركه يتعارك مع المرض على ابواب المستشفيات من أجل حفنة مال داخل مستشفى السان تيريز يتوفر الشعور بالراحة والاهتمام بعيدا عن المذهبية والتناحر الحزبي ما أجمل أن نرى البسمة والرضى على وجوه الممرضات والممرضين والمعالجين في زمن ندرت فيه الانسانية والعطاء والإيمان بالذات وبالآخَر شكرا لوجودكم وتعاونكم شكرا لصمودكم في زمن الصعاب التي يمر بها لبنان شكرا لأنكم هنا ومعنا بعد انهيار سلم القيم والمبادىء الشفقة محبة والرحمة إيمان نعتز بوجودكم انتم وجه لبنان الحقيقي بعيدا عن الأقنعة دمتم من خيرة المؤسسات الاستشفائية .
الشاعرة والروائية: جيهانا سبيتي
Recent comments