المعايير الوزارية
كتب رزق الله الحلو:
لا أُريد أَنْ أَدخل زواريب السِّياسة على هذا الموقع التَّربويِّ، ولكنَّني سأَعرض لما سأَعرضه، من الزَّاوية التَّربويَّة البحتة، ليس إِلاَّ، وبِغرض الإِبقاء على حال التَّفكُّر الذَّاتيِّ والتَّحليل، وهذا ما ندعو إِليه عبر أَنشطتنا التَّربويَّة الهادفة، في مواسم مُباريات “جائزة الأَكاديميَّة العربيَّة”.
لذا أَرجو عدم اعتبار ما سأُعبِّر عنه “نَكْوزةً” شخصيَّةً، لأَنَّني سأَسعى إِلى أَنْ يكون كلامي على المُستوى العامِّ لا الخاصّ.
ثمَّة سُؤالٌ لم أَجد جوابًا له إِلى الآن: لماذا هذه الحملات العنيفة على الشَّباب اللُّبنانيِّ المُغترب والنَّاجح والواعد في آنٍ، لمُجرَّد “رمي” اسم الشَّخص في التَّداول، كمُرشَّحٍ مُحتَملٍ للوزارة اللُّبنانيَّة العتيدة؟
حتَّى قبل أَنْ يُسأَل الشَّخص عن رأْيه في إِمكان أَنْ يُجمِّد نجاحاته في الخارج، كرمى لإِنقاذ لبنان من خطر الانهيار المُتربِّص به… تكون الحملة الشَّعواء قد سلكت طريقها إِلى مداركه، مُحاولةً قطع الطَّريق على رأْيه في إِدراج اسمه على لائحة الوزارة الإِنقاذيَّة، من دون أَنْ ننسى الإِحراج الَّذي نضع المُرشَّح فيه…
نسأَلُه مثلاً: “لماذا التُقطَت صورٌ لك مع حسناواتٍ في مُناسبةٍ شخصيَّةٍ قد تعود إِلى عشرين سنة خلت، أَي خلال أُولى خُطوات الشَّخص المعنيِّ في مسيرته الشَّابَّة؟…
لأَيِّ غايةٍ يتدخَّلون في الشَّأْن الشَّخصيِّ إِلى هذه الدَّرجة، ولا يجرُؤون على أَنْ يسأَلوا مسؤولاً سياسيًّا أبًا عن جدّ، كيف سوَّل لنفسه أَنْ يُنفق من مال الدَّولة على ملذَّاته الشَّخصيَّة؟…
أُحاول أَن أَفهم سبب الاستنسابيَّة في المُعارضة المُسبقة لأَيِّ امرئٍ يُطرح اسمُه “للتَّوزير”، فلا أُوفَّق في الفهم…
هل أَصحاب هذه الحملات، يبحثون عن امرئٍ أَعفاه اللَّه من الخطيئة الأَصليَّة مثلاً؟.
نحن نعلم أَنَّ هذه الخطيئَة – بحسب الإيمان المسيحيّ – تُلازم حديثي الولادة كلَّهم، منذ نشأَتهم في أَرحام أُمَّهاتهم، ولا تُزال إِلاَّ بنيل سرِّ العماد… وأَمَّا المُشكِّكون في المُرشَّحين الوزاريِّين، فقد ينتظرون منهم مثلاً أَنْ تكون عجينتهم غير عجينة باقي البشر… يبحثون عن أَبطال من “الجمهوريَّة الفاضلة”… فهيهات يجدونهم إِلاَّ إِذا كان المطلوب من هؤلاء، الإعدام السّياسيّ المُسبق للمُرشَّحين المُغتربين الإِنقاذيّين.
يُعاتبون المُرشَّح الوزاريَّ على إِعجابه بوزيرٍ حاليٍّ، تميَّز بِنشاطه وديناميكيَّته في وزارةٍ أُسندت إِليه، وكأَنَّهم بذلك لا يرَون صفةً إِيجابيَّةً في مَن لا يُناصرونهم من أَهل السِّياسة، وبالتَّالي ممنوعٌ أَيضًا على الآخرين أَن يرَوا شيئًا واحدًا يكون حسنًا ومدعاة ثناءٍ…
وإِنَّ هؤلاء المُشكِّكين لن يحتكموا – والحال كذلك – إِلى أَيِّ معيارٍ يُعتَمَد في اختيار أَعضاء الحُكومة الجديدة، بسبب مسلكهم الغوغائيّ، أَو لغايةٍ في النَّفس اليعقوبيَّة، أَو لأَنَّ المطلوب منهم أَن يُؤَدُّوا في هذه الفترة دور “السَّنفور الغاضب”!.
Recent comments