غريو وقعت مشاريع تمولها بلادها مع 8 جمعيات: عندما نلتزم لا نستسلم
وقعت سفيرة فرنسا آن غريو، قبل ظهر اليوم، في مركز جمعية Arcanciel - جسر الواطي، دعما للبنان بعد انفجار 4 آب، مشاريع تمولها فرنسا مع 8 جمعيات لبنانية وفرنسية ودولية بقيمة 11 مليون يورو، من ضمن 25 مليون يورو خصصتها فرنسا عبر "الوكالة الفرنسية للتنمية" (AFD) لمساعدة القطاعات الأكثر تضررا من انفجار 4 آب، والتي تشمل الصحة والتعليم والسكن والانتعاش الاقتصادي، وذلك في حضور مدير الوكالة أرتور جيرمون.
ووقع عن Arcanciel مديرها العام روبن ريشا، عن جمعية "سوليدرتي الدولية" مديرها ماتيو نابوت، عن Expertise France ملاك الترك، عن جمعية d'avenir semeur جهاد فغالي، عن مؤسسة "مرسي كور" في لبنان مديرها رفاييل فلاسكواز، عن "بروميار أورجانس" الدولية بانغ نغويان، عن جمعية أطباء العالم منسقتها العامة برناديت فارسي، وعن المجلس النرويجي للاجئين مديره كارلو جيراردي.
وقبل مراسم التوقيع، زارت غريو مبنى دمر من جراء الانفجار ويتم ترميمه في منطقة الجميزة.
غريو
وألقت غريو كلمة قالت فيها: "منذ 3 أشهر، أتى رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون إلى هنا، وتوسط أهالي بيروت الذين روعهم انفجار المرفأ من أجل أن يقول لهم ولكل اللبنانيين إن فرنسا والفرنسيين بجانبهم، وسط كل المعاناة والتجارب، نظرا إلى علاقات الأخوة والصداقة التي جمعتنا وتجمعنا. وعلى الفور، تم إرسال مساعدات إنسانية طارئة تضمنت مئات الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية ومواد البناء عن طريق البحر والجو، ووصل أكثر من 140 متطوعا فرنسيا متخصصا وأكثر من 750 جنديا فرنسيا للمساعدة في عمليات الإغاثة ورفع الأنقاض والبقاء بجانب أهالي بيروت".
أضافت: "في 9 آب، بمبادرة من الرئيس الفرنسي، عقد مؤتمر دعم للشعب اللبناني من أجل تحفيز المانحين والمجموعة الدولية، والتزم الرئيس ماكرون دعم جهود المجتمع المدني اللبناني والجمعيات الدولية التي تجندت من أجل مساعدة لبنان. وإن الاتفاقيات التي أوقع عليها اليوم مع المسؤولين في الجمعيات اللبنانية والفرنسية والدولية تشهد أيضا على هذا الالتزام".
وتابعت: "قلت منذ يومين وأكرر اليوم، عندما تلتزم فرنسا فهي تفي بتعهداتها. إني مسرورة من توقيع هذه الاتفاقيات مع 8 جمعيات تعمل من دون هوادة في مجالات الصحة ومساعدة الأشخاص الأكثر هشاشة والتدريب المهني وإيجاد وظائف والسكن بهدف تمكين السكان من استعادة الأمل، الذي أراه اليوم هنا في هذا المركز، حيث تستقبلنا جمعية Arcanciel، بالتعاون مع الوكالة الفرنسية للتنمية".
وأردفت: "قبل وصولي إلى هنا، زرت في الجميزة مبنى ومسكنا نعمل على إعادة ترميمهما من خلال المجلس النروجي للاجئين. لقد قررنا الدعم من خلال تخصيص مبلغ 25 مليون أورو سنقدمها إلى المشاريع لمساعدة الجمعيات. وتمكنت اليوم من أن ألمس مدى حجم الأضرار. كما لمست من خلال لقاءاتي مع عدد من سكان بيروت الذين فقدوا الكثير، أنهم حافظوا على عزة نفسهم وشجاعتهم وقوة شخصيتهم ورغبتهم في عدم الاستسلام".
وقالت: "نحن الفرنسيين عندما نلتزم لا نستسلم، فمن أجل اللبنانيين الذين يعانون منذ أشهر من أزمة مالية واجتماعية كبيرة عملت وتعمل فرنسا وستستمر في ذلك. وكما أعلن الرئيس ماكرون، فإن مؤتمرا دوليا ثانيا سيعقد في نهاية تشرين الثاني، بالتعاون مع الأمم المتحدة، من أجل تحريك المجتمع الدولي لمساعدة لبنان والشعب اللبناني اللذين يعانيان من هذه الأزمة، وإن المسار الدراماتيكي لهذه الأزمة لا يمكن إيقافه من دون اتخاذ إجراءات وإصلاحات لا مفر منها لاستعادة الانطلاق الاقتصادي والاجتماعي لهذا البلد".
وأثنت على "كل من يلتزم العمل الإنساني وكل الذين اختاروا إعادة البناء والنور"، مؤكدة "فخر فرنسا للعمل معهم".
وأشارت إلى أن "الاستجابة الفرنسية أتت على مرحلتين: مساعدات عينية في الأيام الأولى بعد انفجار 4 آب، ومساعدة مالية للمنظمات غير الحكومية في المرحلة الثانية التي بدأت للتو".
جيرمون
من جهته، قال جيرمون: "أبعد من إعادة الإعمار، نحن نريد الحفاظ على التماسك الاجتماعي، وهو أولوية استراتيجية بالنسبة إلى الوكالة الفرنسية للتنمية".
وأشار إلى أنه "فور وقوع الانفجار، عملت الوكالة الفرنسية للتنمية على إعادة تخصيص تمويل من المشاريع الجارية إلى إجراءات الطوارئ، وذلك بقيمة 5 ملايين يورو. في الوقت نفسه، حشدت مبلغ 20 مليون يورو إضافي، تم التوقيع على جزء كبير منه اليوم".
بيان
وفي الإطار ذاته، وزعت "الوكالة الفرنسية للتنمية" بيانا تضمن نص الاتفاقيات ال8 الموقعة، وجاء فيه:
"- دعم المنظمة اللبنانية غير الحكومية Arcenciel المتخصصة في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة. وسيسمح هذا التمويل للمنظمة غير الحكومية، إضافة إلى ترميم مبانيها، بالمساعدة في إيجاد وظائف للأشخاص المعوقين بسبب الانفجار والبدء في أنشطة إعادة تدوير الزجاج المكسور من جراء الانفجار.
- دعم منظمات المجتمع المدني الصغيرة من خلال مشروع شبكة، مشروع بناء قدرات المجتمع المدني، الذي تنفذه الوكالة الفرنسية للخبرة الفنية الدولية Expertise France.
- تمويل المشاريع المتعلقة بالسكن التي ينفذها المجلس النرويجي للاجئين. وسيساهم في وصول السكان الأكثر ضعفا إلى سكن آمن وكريم يتناسب مع حاجاتهم، مع تعزيز التنمية المحلية وتنشيط الأحياء التي تستفيد من التدخل.
- إعادة تأهيل 620 وحدة سكنية و10 مدارس في الأحياء الأكثر تضررا، على المدى القصير، من خلال تمويل إضافي لمشروع الحد من مخاطر الكوارث الذي تنفذه منظمة Solidarités International، بالاشتراك مع الصليب الأحمر اللبناني والفرنسي. وعلى المدى المتوسط، إعادة تأهيل البنية التحتية الجماعية في برج حمود، مع إعطاء الأولوية للوصول والوصول العادل للمستخدمين وتجنب المخاطر والنشر ودعم الصليب الأحمر اللبناني في نهج الإدارة المجتمعية لمخاطر الكوارث الذي يتبعه.
- دعم النهوض الاقتصادي للمؤسسات المتناهية الصغر والصغرى والصغيرة والمتوسطة الحجم في المناطق المتضررة بالانفجار، من خلال مشروع تنفذه منظمة ميرسي كوربس.
- دعم سبل العيش، بمساعدة الوكالة الفرنسية للتنمية في التدريب والوصول إلى فرص العمل مع المعهد الأوروبي للتعاون والتنمية (IECD)، من خلال تدريب وتوظيف تقنيين للعمل في الأنشطة الضرورية بشكل عاجل في إطار إعادة الإعمار.
- تعزيز الدعم لمنظمة أطباء العالم، بغية دعم مراكز الصحة النفسية المجتمعية في المنطقة المتضررة و/أو خدمات الطب النفسي العامة".
وأشار البيان إلى أن "الصدمة الناجمة عن الانفجار والصعوبات الاقتصادية المتزايدة تزيد من حدة الحاجة إلى رعاية الصحة النفسية، التي أصبحت اليوم قضية صحة عامة رئيسية في لبنان".
ولفت إلى أنه "في قطاع الصحة ستدعم الوكالة الفرنسية للتنمية مجموعة من المنظمات غير الحكومية بقيادة Première Urgence International لتحسين وصول الفئات الضعيفة من السكان في لبنان إلى الخدمات الصحية الأولية العالية الجودة. وسيتم تخصيص جزء من المساعدة للمراكز المتضررة من انفجار 4 آب. وفضلا عن ذلك، ستفرج الوكالة الفرنسية للتنمية قريبا عن تمويل إضافي في قطاع الصحة".
Recent comments