خاص برايفت ماغازين - رجل الأعمال موريس زرد أبو جودة يساهم في إعادة الإخضرار إلى لبنان بواسطة شجرة «الباولونيا» المدهشة
هو رجل لطالما أحب وطنه رغم السنوات الطويلة التي عاشها في الغربة إلى أنه عاد ليستقر في أرضه بين أهله وناسه، ولدى عودته من الإغتراب قرر إقامة مشروع خيّر يعود بالنفع لوطنه وأبنائه، وتفاجأ بأن لبنان لم يعد أخضراً كما كان سابقاً بل إجتاحته حضارة «الباطون»، ففكر بطريقة مُبتكرة ليعيد لبنان إلى ما كان عليه سابقاً من اخضرار عبر تشجيره والسعي في نشر ثقافة غرس شجرة «الباولونيا» ولكن ليس بطريقة عشاوئية بل جعل إلى جانب معالجة الوضع البيئي نظرة إقتصادية - اجتماعية.
بعد الدراسات المعمقة والتعب والأصرار استطاع موريس زرد أبو جودة ان يبرهن امكانية جعل بلده يعود إلى بلـد مُـنـتجٍ للأخشاب الثميـنة، من خلال هذه الأخيرة وعلى نفقته الخاصة.
ولد موريس زَرد أبو جوده سنة (1936) في لبـنان وترعرع في طبيعته الخلابة الخضراء.
في سنة (1948)، هاجـر للعمل في نيجيريا حيث أصبح من أهم رجال الأعمال الموجودين في البلد ومرجعاً يلجأ اليه الجميع وأطلقوا عليه لقب «شـيخ القبـيلة» نظرا لفاعليته ومساّهمته في التنمية الريفية وفي تطوير القطاع الزراعي والصناعي هناك.
وفي سنة (1999) قرر العودة إلى ربوع الوطن بعد سنوات الغربة الطويلة، وبدأ العمل على كيفية مساعدة بلده.
وفي هذا يقول «الباولونيــا» هي شجرة مدهشة تتمتع بمميزات جمّة أهمها سرعة النـمو القياسية، وكثرة فوائدها البيـئية والإنتاجية للخشب الثمين الصالح لإستعمالات عديدة، وتؤمن فرص عمل وافرة نظراً للبطالة الموجودة في لبنان وتساهم في استقرار المجتمع القروي.
ويتابع بدأت بزراعتها في أراضٍ أملكها.ولقد عاونني في هذا النائب والمزارع علي عسيران، الى جانب فريق عمـل من خبراء ودكاترة في الزراعة والـري، من أجل المضي قدماً بها.
ويستطرد قائلاً: «لقد أنشأت خصيصاً لهذه الغاية مشاتل خاصة بعد أن إستقدمتها من أستراليا مع العلم ان أصل هذه الشجرة هو الصين. فغرست عشرين ألف شتلة باولونيا في بساتيني الخاصة، إلى جانب أشجار الحمضيات في ساحل عكار الشمالي، وإلى جانب الموز في بساتين النائب علي عسيران على الساحل الجنوبي.
وبعد عشر سنوات من الزرع، حصـدت باكورة المحصول من جـذوع أشجارالباولونيا وحـوّلـتها إلى ألــواحٍ خشبية ثـم قـمت بتصنيعهاوصنعت منها شتّى أنواع المفروشات المكتبـية والمنزلية وآلات الموسيقى والأدوات الحرفية المختلفة...
وسعيت إلى إقامة معارض خاصة لتلك المنتوجـات الساحرة المتميزة.
وفي معرض حديثنا يقول: «قمت بتوزيع أكثر من ستين ألـف غرسة على المزارعين، وعلى البلديات لتتمكن من الاستفادة منها بتزيين شوارعها وعلى صعيد البيئة كون شجرة «الباولونيا» تساهم في تنقية الهواء والتخلص من الـ CO2. حتى تلامذة المدارس والجامعات كان من نصيبهم حصة من هذه الشجرة لزيادة التحفيز على إحترام الطبيعة.
واكبت حملات تـوزيـع الشتول المجّـانية من خلال ندوات إرشادية مُزودة بنشرات مطبوعة عن فـوائد شجرة «الباولونيا» البيـئية، الزراعية والإقتصادية، وعن كيفـية معاملتها.
نـظّـمت لقـاءات للمهـتـمّـِـين في الإستثمار بـ «الباولونيا» مع مؤسسات إستصلاح الأراضي ومصارف التمويل عارضاً عليهم دراسة جـدوى إقتصادية.
Recent comments