تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

Add

خاص برايفت ماغازين - مدير بنك بيروت فرع شتورة الأستاذ مارون مخول: لا مخاطر وجودية تهدد القطاع المصرفي

لا خوف على أموال المودعين

حوار: ميراي عيد
هو مديرٌ ناجحٌ و خبيرٌ مخضرمٌ في عالم الأرقام الأكثر تعقيداً ودقّة. هو «المايسترو» الذي أبدع في مسيرته العمليّة من دون ان تستطيع المهنة بمتاعبها ومتطلباتها أن تبعده عن العالم الأحبّ إلى قلبه. فهو أيقن بأنّ قيمة الحياة تكمن بتذوّق كلّ ما هو جميلٌ فيها. من هنا، نجح مارون مخول في بناء مسيرة مهنيّة مشرقة مكللة بالنجاحات ومزيّنة بلمسات فنيّة راقية، فكان الرجل المميّز الذي عرف كيف يستثمر قدراته العلمية وشغفه في عالم الموسيقى والرسم والكتابة لتعزيز الثقافة الوطنية ليس فقط على مستوى «عروس البقاع» إنّما على مساحة الوطن.
أسرة مجلتنا إلتقت مدير بنك بيروت «فرع شتورة» وعضو مجلس إدارة شركة «ميديان» ورئيس مجلس قضاء زحلة الثقافي الأستاذ مارون مخول في لقاءٍ حواري تطرّق الى الشؤون الإقتصادية والمالية في ضوء الأزمة التي تعصف بلبنان، وكذلك الى نشاطات المجلس الفنيّة والأدبية والفكريّة التي جعلت من زحلة منارةً ثقافيّة متألقة ودائمة. وفي ما يلي أبرز ما دار في الحوار.

-  كخبيرٍ في القطاع المصرفي، كيف تقيّمون الوضع المالي وهل من خطر حقيقي على ودائع العملاء؟
لا شكّ بأنّ الوضع النقدي هو في حالة تقنين هذه الأيّام، فالناس جميعاً بمن فيهم التجّار والمزارعين والصناعيّين يريدون بيع منتجاتهم نقداً لا سيّما بالعملات الصعبة، لذلك عمدت المصارف الى توزيع العملات النقديّة بما تيّسر لها من أجل إرضاء جميع العملاء، لكنّ لا يوجد مخاطر وجوديّة تهدد القطاع المصرفي،  كما لا يوجد خوفٌ على أموال المودعين، ذلك أن الرسملة بين المصارف تصل إلى 21 مليار دولار، كما توجد سيولة مرتفعة تصل إلى 40 مليار دولار بين المصارف التجاريّة ومصرف لبنان، يضاف إليها ضمانات تقارب الـ 11 مليار من احتياطي الذهب. من هنا، يمكن إعتبار الوضع المصرفي ممسوك عملياً، لكنّ عناصر الثقة والقوّة التي تمتعت بها المصارف سابقاً بدأت تتناقص بفعل الأزمة السياسيّة التي يمرّ بها لبنان.

 

- يجري الحديث مؤخراً عن إمكانيّة حصول عمليّة اقتطاع من الودائع او ما يعرف بالـ Haircut ، هل هذا الإحتمال وارد برأيكمٌ؟
أنا أستبعد حصول اقتطاع أو Haircut، باعتبار انّ أيّ إجراء من هذا النوع لا يمكن ان يحصل إلّا من خلال قانون صادرٍ عن المجلس النيابي. وفي الحقيقية يصعب حصول توافق على قانونٍ كهذا، لذلك اعتبر بأنّ هذا الإجراء غير واقعي.

 

- ما مدى قانونيّة الإجراءات التي تتخذها المصارف بالنسبة للقيود التي تفرضها على السحوبات؟
إنّ هذه الإجراءات أتت ضمن مساعي بين المصارف التجاريّة ومصرف لبنان من أجل إدارة الأزمة وإدارة السيولة، وهي ترتبط حكماً بالمسار السياسي للأزمة الراهنة في البلد، لذلك فإن عودة الأمور الى طبيعتها ترتبط بعودة الثقة إلى البلد. لا شكّ بأن هذه الإجراءات تبقى صعبة بالنسبة للناس، إنّما هي ضرورية جدّاً للحفاظ على الحدّ الأدنى من الاستقرار النقدي في البلد.  

 

- أي حكومة قادرة على إنقاذ البلد برأيكم؟
أنا أرى بأنّ حكومة مؤلفّة من إختصاصيّين ستكون قادرة على إنقاذ الوضع والحدّ من الإنهيار المرتقب. فحكومة متجانسة ومكوّنة من خبراء وأصحاب اختصاص في المجالات الإقتصاديّة والماليّة والصناعيّة والصحيّة وغيرها من الركائز التي تعتبر أساسيّة لبناء الوطن، ستتمكّن من انتشال الوطن من بؤرة المشاكل التي يتخبطّ بها في الوقت الراهن. وهنا يتوجّب على الحكومة العتيدة ان تعمل على رسم خريطة عمل صحيحة لإحراز التقدم المنشود والنجاح المطلوب وذلك حتى تتمكن من حلّ مشاكل المواطنين بشكلٍ عامودي مباشر من دون وساطات. وهنا لا بدّ من الإشارة الى أن دولاً كثيرة لجأت الى هذا النوع من الحكومات التي أثبتت نجاحها في تخطي الأزمات مثل الصين واليابان وروسيا وغيرها من الدول.

- ماذا عن سعر صرف الدولار الرسمي، هل من الممكن ان يشهد ارتفاعاً؟
أنا أظن بأنّ السعر الرسمي سيبقى على ما هو عليه، وهناك جهات دولية عديدة  نصحت مصرف لبنان بالمحافظة على سعر صرف الدولار، لأن أي ارتفاع في السعر الرسمي سيؤدي إلى إنهيار فعلي وحقيقي للدولة اللبنانية.


 

- في الأيّام الأخيرة، لوحظ إنتشار العديد من الشائعات التي  طالت القطاع المصرفي، لماذا برأيكم؟
إن كلّ البلبلة التي تحصل ما هي سوى دليلٌ على وجود نقص في الثقافة الوطنية، فلو كان لدينا كشعب لبناني إنتماء واحد ووحيد للوطن وليس للمذاهب او الطوائف او الزعماء، لكنّا تساعدنا جميعاً من أجل نهضة لبنان. وحقيقةً، لا أعلم لماذا هذا الميل عند الناس للإضاء على كلّ ما هو سيّء وسلبي. باختصار،  يمكن القول ان ما ينقص الشعب هو الثقافة الوطنية، أمّا على المستوى السياسي فنحن بحاجة ماسّة الى إدارة جيّدة وحكيمة، إذ نحتاج اليوم قبل الغد الى خطوات عمليّة تهدف الى ترشيد وترشيق القطاع العام من خلال تخطيطٍ سليمٍ وبعيد الأمد.

 

- بعيداً عن لغة الأرقام وعالم الأعمال، ماذا تقولون عن مجلس قضاء زحلة الثقافي الذي تترأسونه؟
إنّ مجلس قضاء زحلة الثقافي يجسّد نموذجاً للعطاءات الفكريّة والأدبيّة، وقد مضى على تأسيسه أكثر من 50 سنة، مع الإشارة الى أن العملاق الراحل سعيد عقل كان أحد أبرز مؤسسيه الى جانب الشاعر أنيس مسلّم وغيره من الشعراء الكبار. إن هذا المجلس العريق يُعنى بكافة النشاطات الثقافية وهو ساهم الى حدّ بعيد في إبراز الصورة الإيجابية المطلوبة عن الثقافة والأدب، بحيث يسعى في كلّ عام الى تنظيم مهرجانات شعريّة ضخمة يشارك فيها شعراء من لبنان والخارج، بالإضافة الى تنظيم مسابقات فنيّة متنوّعة توّزع فيها جوائز لأجمل قصيدة، وأجمل قصّة وأجمل فيلم قصيرعلى سبيل المثال لا الحصر.

 

- كيف يتمّ تمويل هذه النشاطات؟
نحن نتلقّى الدعم من بلديّة زحلة، كما توجد مساهمات مالية يدفعها الأعضاء.

 

- ما هي النشاطات التي تستعدّون لها؟
إن مجلس قضاء زحلة الثقافي يواكب التطوّرات والأحداث المتسارعة مع سعادة محافظ البقاع الأستاذ كمال ابو جودة وأيضاً مع تجار زحلة والبقاع من أجل اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الإستباقية الضروريّة لتفادي الأسوأ. وكذلك، يوجد مشروع مع المعهد العربي للتخطيط في الكويت، وهو عبارة عن ورشة عمل مع تجّار من زحلة وجمعيّة التجار لتدارك الأوضاع الإقتصاديّة المترديّة.
هذا ويصادف هذا العام مئوية اعلان لبنان الكبير، ولهذه المناسبة نحن بصدد التحضير لمهرجان شعري باللغة العاميّة بمشاركة شعراء من الدول العربية وذلك في آب المقبل، على أن نستقبل في السنوات القادمة شعراء من فرنسا وبريطانيا وغيرها من البلدان الحضارية العريقة، على أمل ان تستقر الأوضاع وتعود الأمور إلى طبيعتها حتى تعود النشاطات الثقافية والفنية الى دورتها العادية.

 

- كيف جمعتم بين عالم المال والأرقام وعالم الفن والثقافة؟
رغم عملي في عالم الأرقام لأكثر أكثر من 25 سنة، فأنا من عشّاق الفن والموسيقى، أحبّ الرسم والكتابة وأجيد العزف على بعض الآلات الموسيقيّة.

- كيف تستطيعون التوفيق بين العملين، أي عملكم كمدير بنك ورئيس للمجلس الثقافي؟
على المدير المسؤول ان يعمل كالـ «مايسترو»، لا يعزف على الآلة رغم قدرته على العزف على مختلف الآلات،  انّما يجيد القيادة والتوجيه.. وهذه هي الطريقة التي إعتمدها في حياتي.


- إنها ولايتكم الثالثة كرئيس للمجلس الثقافي، هل تعتبرون ذلك دليلٌ على نجاحكم؟
في الحقيقة تجري إنتخابات لاختيار أعضاء الهيئة الإدارية  كلّ سنتين، وأنا أشدد على أن كافة أعضاء المجلس يعملون  بيدٍ واحدة  وقلب واحد من أجل تشجيع المبادرات ودعم كلّ إنتاج فكري وأدبي، ونحن  دائماً في حالة سباق مع الوقت حتى  نكون على قدر التطلعات.

- هل من كلمة ختامية؟
نحن نشكر لكم اهتمامكم، ونتمنّى على الإعلام توجيه الناس على حبّ الوطن كما نتمنّى على المدارس أيضاً ان توّجه الطلاب نحو تربية وطنية مثالية حتى يتمكّن الجيل المقبل من تحقيق ما عجزنا نحن عن تحقيقه.

إضافة تعليق جديد

Plain text

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

test

ARAB OPEN UNIVERSITY
Advertisment
The subscriber's email address.