خاص برايفت ماغازين: للسنة الثانية على التوالي المهندس شربل أبو جودة رجل العام 2020
رجل السلام والإعمار
إختارت مجلّة برايفت ماغازين المهندس شربل أبو حودة شخصية العام لسنة 2020 وكشفت مجلتنا عن أسباب إختيار محرريها للمهندس أبو جودة
وذلك كونه يمثّل رمزاً للشاب اللبناني المتفاني في سبيل إعلاء شأن بلده، ولتأكيد الفكرة أنه يوجد فيه قوى تعمل لمصلحة بنيانه لا هدمه..
ونخبة هذا الشباب أقوى من شرّ الإنقسام والهزيمة والطائفية المستشرية، في عالم حزين وفي بلد متسارعٌ نحو الإنهيار، فإن المهندس شربل أبو جودة صامد على أرضه بالقرب من أهله وناسه الذي لطالما أحبوه وأحبهم، على الرغم من تحول المشهد الإجتماعي من حوله الى مشهد دراماتيكي.
ماذا عسانا نقول؟ وهو ذلك الرجل المتقد ذكاءاً، وفطنةً، وحلماً وحزماً، وعزماً؟! هو رجل المهمّات الصعبة بدأ من محاولة إعادة إعمار مرفأ بيروت ضمن خرائط وتصاميم مذهلة تجعل المرفأ ليس كما عهدناه سابقاً بل أفضل من ذلك بأضعاف، هو رجل المواقف الجريئة، رجل السلام والإعمار باسشترافه لرُؤىً تُغني الوطن، مُكرّساً طاقته وإبداعه وبجميع أبعاده ومهامه، ليس على مستوى لبنان فقط، وإنما على مستوى العالم... والأهمّ من كل ما سبق انّه يبقى همّه الأول والأخير بلده لبنان...
- ما هو مصير الدعم الذي يقلق اللبنانيين والسلطة التشريعية والتنفيذية تعقد الإجتماعات لشأن هذا الموضوع وتطرح البطاقة التموينية بعد الكلام عن نفاذ الإحتياط المركزي ومحاولة ترشيد الدعم؟
هناك الكثير من النقاط التي يجب طرحها في سياق هذا الأمر، للأسف لا يوجد إدارة، لنتناول موضوع البنزين مثالاً على ما يحدث اليوم، كما نعلم كان هناك محطتان للتصنيع في الزهراني وطرابلس تهتمان بالبنزين ومشتقاته وكانت الأسعار رخيصة بما يتناسب الوضع المعيشي للمواطن أما اليوم اختلف الأمر وتحول إلى تجارة والدعم صار من نصيب التجار بعد أن كان من نصيب المواطن.
- هل نستطيع القول أن الآلية التي اعتمدت في السابق ذهبت بالخير إلى التاجر والمهرّب وليس المواطن؟
نعم صحيح فهناك مليار وتسعماية مليون دولار سنوياً تذهب لدعم المحروقات، كان بمقدور هذا المبلغ إنشاء امدادات جديدة من العراق وإنشاء محطة جديدة، فلما التقاعس لو فعلوا، لكان المواطن بخير والتاجر بخير، وليهرب من يريد تهريب المحروقات إلى سوريا وغيرها فإننا لن نتأثر عندها ابداً، وبدل أن تعطيني سمكة علمني كيف اصطاد، وكذلك هناك مشكلات الزراعة والأراضي الغير مفرزة حتى اليوم من أجل استهلاكها زراعياً، إذ يوجد حلول لهذه المشكلات، بمليار ونصف نستطيع زرع لبنان بأكمله، هكذا تكون الرؤية الإقتصادية فقط نحتاج الوقت.
- هناك مزارعون لديهم فائض قيد التلف بسبب عدم توفير سبل التصدير ماذا تقول بهذا الشأن؟
لنأخذ مثلا زراعة الزيتون وإنتاج الزيت، فإنّه يدعم اقتصادنا وما زلنا حتى الآن نستورده!! لا أعلم لما الإعتراض على من يريد الإسهام في هذا المضمار؟! أنا لست مع الآلية السابقة التي طرحت، «مع احترامي للوزراء» لماذا يجب الإخضاع إلى الوزير وليس عليه سوى التوقيع وتسهيل الأمور التي تتعلق بالإنتاجية.
- ما هو الحل برأيك لهذه الإشكالية وكيف تعمم تجربتك كونك تصدّر زيت الزيتون إلى الخارج؟ من أجل أن يحذو حذوك المزارعين؟
نطلب من وزير الزراعة، بما أنه لدينا فائض زيتون، تفعيل العلاقات الخارجية وابرام اتفاقيات لتسهيل العمل في هذا الشأن. وكذلك صناعة العسل، فثروات لبنان كثيرة ومتعددة، ونستطيع حماية إنتاجنا وإدارة إقتصادنا بشكل أفضل، فقط نطلب ممن يمنعنا أن يفسح أمامنا الطريق.ونحن نملك ثرواتنا ويوجد ترشيد من أجل ذلك وطروحات عديدة من شأنها إيقاف الإستيراد والتهريب والفساد، بالتالي يوجد لدينا آلية عمل لتفعيل الإنتاجية لتغطي السوق المحلي وليضيفوا إليها الضريبة لا ضير في ذلك.
- هل برأيك الوضع اليوم يسمح لهذا الرفع التدريجي لسعر البنزين؟
لو كان هناك مباشرة بتحضير وتهييئة المصافي للعمل، بالتوازي مع الإبقاء على رفع الدعم ويكون هناك خطة انقاذية للوضع، حينها يكون الأمر مقبولاً، إنما لا يوجد شيء مما ذكرنا للأسف. وهناك أيضاً مشكلة الطرقات، حفرة واحدة من شأنها تحميل المواطن عبء مصاريف اضافية وقُطع السيارات باهظة الثمن.. والحل بسيط لا يكلف الدولة سوى مبلغاً بسيطاً، كذلك الأنوار فإنها متروكة والمواطن متضرر دائماً، فلا أعلم من المستفيد من هذا الوضع؟ وكيف يدير البلد من هو مؤتمن عليه؟!. وهناك أيضاً مشاكل التعليم الخاص والرسمي فإنهم يفرضون الإغلاق على المدارس الخاصة جرّاء سياساتهم.. والمصارف أيضاً وأيضاً، ما الذي سيبقى في هذا البلد؟ ومن وراء كل ما يحصل؟ وإلى أين يأخذون لبنان؟
- من يريد القضاء على هذه السلطة برأيك وعلى من تقع المسؤولية؟
أنا أسأل حكامنا ماذا يفعلون اليوم وهل هذه هي خطتهم لإعمار لبنان؟ اذا كانت هذه خطتهم ليذهبوا و «ينضبوا ببيوتن ويحلو عنا». سأدافع عن بلدي بكل فخر ما دمت حياً، هذه بلد أولادي فنحن لسنا متسولين ولا نريد مساعدة من أحد.
- يطرحون موضوع البطاقة التموينية بحجة أن الدعم الإحتياطي قد استنزف في مصرف لبنان وذهب للمهربين والتجار بدل أن يذهب الى المواطن، ماذا تقول بهذا الشأن؟
البطاقة التموينية ليست هي الحل، لأنها ستكون حل قصير المدى أي نوع من التخدير، نريد أساسات ثابتة في الوطن، مع وجود رؤية مستقبلية وخطط فعّالة. أطفال لبنان هم جيل المستقبل مستدينون وهم لا يعلمون إلى أين المصير اذا بقي البلد على هذا الوضع.
- يعلنون عن مشروع حكومة اختصاصية بعيداً عن الأحزاب، والحريري يطرح تشكيلته برأيك كيف ستتعامل الحكومة المقبلة أمام كل هذا الإنهيار؟
برأيي المتواضع الحريري الأب كان يملك رؤية وعمل من أجل بناء لبنان بغض النظر عن سياسته التي يؤيدها البعض ويعارضها الآخر. أما ابنه فليس له القدرة على ذلك، فإنه لا يملك رؤية واضحة . لقد جربناه أكثر من مرة وفشل، ونتمنى عليه أن يضع مستشارين وننتهي من المحاصصة والطائفية.
- هل الحريري فقط من يدير الحكومة أم أن هناك مؤسسات أخرى المفروض انها منظومة متكاملة؟
نعم، مجلس النواب، فحدث ولا حرج، لا نفهم لما لا يوجد حلول من خلال قراراتهم العديدة لبناء وطن.
- المجلس النيابي يقر قوانين لكنها لا تطبق مثل قانون السير والكهرباء والمواصلات والعديد من القوانين فهنالك حوالي خمسون قانون أُقر من المجلس النيابي ولم يطبق لماذا برأيك؟
هناك قوانين لبناء الأوطان، الطرقات مثلاً لما لا نبني مصنعا لمستلزمات تأهيل طرقات لبنان من أجل السير بتقنيات حديثة وغير مكلفة؟ لما لا نوفر معامل الطاقة الشمسية؟ لما نستورد ما نستطيع صنعه في لبنان؟ نحن فقط نحتاج حكومة ثقة. اللبنانيون شعب ذكي باستطاعته فعل الكثير من أجل بناء لبنان .
- ماذا عن موضوع الأدوية المدعومة والغير مدعومة وما البديل برأيك؟
مليار وثلاثمائة ألف دولار دعم الدواء، خذوا مليار واتركوا لنا ثلاثمائة ألف دولار لدعم المعامل التي ستنتج، وأوجدوا لنا المعامل، هذا بلد الأدمغة، فقط اعطونا فرصة وخذوا من لبنان ما يدهشكم. لما تضربوا اقتصادنا وتقفلوا مدارسنا ومصارفنا؟ افسحوا الطريق للشباب اللبناني كي يعمل على بناء وطن فالموجودون اليوم في السلطة فشلوا ونقطة على السطر.
- أي استثمار يحتاج اليوم للتأهيل كي نبدأ في البنى التحية وصولاً إلى الكهرباء، وماذا عن مشروع سيدر الذي اهتم أولاً بالكهرباء؟ في حال تشكلت الحكومة ما هي أولوياتهم بتقديرك ؟
أولوياتهم السرقة والنهب لم نشهد إنماء بعد تفجير المرفأ.
- ما هي المفاجأة التي كنت قد أعلنت عنها في السادس من الشهر الفائت ؟
كنت قد أعلنت عن انتهاء خطة إعمار مرفأ بيروت مثلما يحلم به اللبنانيون، وكما ينبغي أن يكون. وسنقدم المشروع لوزارة الأشغال، وللتذكير أن عملنا فردي يهدف لبناء الدولة اللبنانية .ويجب أن نستعيد ثقتنا وثقة الدول ببلدنا، ويعتمد ذلك على همة الشباب اللبناني فإن جميع الدول تحب لبنان ولن تستبدل مرفأ بيروت بمرفأ آخر، لا بحيفا ولا غيرها.. ويجب أن يكون هناك مشروع قطار منفتح على الدول المجاورة جميعاً.
- أين أصبح التدقيق الجنائي بظل المفارقات؟
يجب أن تفتح الملفات تدريجياً ولكن كيف؟ هل سيفتحون تدقيق جنائي على انفسهم؟!
- هل سيدققون بموضوع الإثراء الغير مشروع؟
هذا حلم الشعب اللبناني وأتمنى أن يتحقق بهمة القضاة. والقضاء هو من يجب أن يحمي نفسه ويحمينا ويحكم بالعدل.
- الفساد الإداري مستشري، كيف ترى أجهزة الرقابة المحلية ؟
تشبه الدولة وتضرب نفسها بنفسها وهذا يكبدنا الكثير، يجب على البلديات تسهيل أمور المستفيدين من أجل الإزدهار وعدم «الاستلشاء» والغوص بالفوضى العارمة.
تحرير: ليا سبيتي
Recent comments