خاص برايفت ماغازين: الأب مروان عازار «نعمل بتوجيه من قدس الاب العام نعمة الله الهاشم» بروحانية الرهبانية اللبنانية المارونية التي تأسست سنة «1695»
إنّ الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، من خلال كافّة مؤسّساتها وبخاصّة التربويّة منها، وتحديدًا جامعة الروح القدس - الكسليك في زحلة، سعت وتسعى في كلِّ وقت، وتعمل في كلِّ آن، على خدمة المجتمع الزحليّ كما وكلّ المحيط البقاعي وغير البقاعي بكافّة انتماءاته وتنوّعاته الثقافيّة والدينيّة.
التقت مجلة «برايفت ماغازين» مدير جامعة الروح القدس الكسليك في زحلة الأب مروان عازار؛ رجلٌ عظيم بتواضعه، كبير بمحبته، وهو الذي، كمعلِّمه، سخّر حياته من أجل أحبائه. وكلنا يعلم حجم الخيرالذي يفعله مع من هم بحاجة من أبناء منطقة البقاع.
كان معه الحوار التالي من حرم الجامعة في زحلة.
- متى تأسست جامعة الروح القدس – الكسليك في زحلة ؟ وما الهدف من تأسيسها ؟ وماذا قدمت لأبناء زحلة والجوار؟
تأسّست جامعة الروح القدس الكسليك في زحلة منذ حوالي العشرين عاماً وكانت الغاية من افتتاحها خدمة الزحليّين والبقاعيّين وغيرهم من اهل الجوار دون استثناء ومساهمة للتجذّر في الارض ولتحاشي الغربة لشباب وشابات المنطقة ولتقليص تكاليف التعليم التي يكاد ينوءُ بها معظم ارباب العائلات في ايامنا هذه. فبين الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة ولبنان عهد والتزام. فالرهبانيّة المنتشرة في كلّ بقاع لبنان، من خلال اديارها ومؤسّساتها كافّة وبخاصّة التربويّة منها، تسهم مع ذوي الارادات الطيّبة بإغناء الانسان وتثقيفه، وبتحصين قيم الكرامة والانفتاح والتنوّع والتكامل والانماء والحريّة. إذ «حيث الحريّة ينبت الابداع وتنمو الكرامة في الوعر من الجبال وسحيق الاودية، قبالة السهول المعطاء والامواج المترنّحة» كما قال قدس الاباتي اثناسيوس الجلخ عند افتتاح هذا الصرح. إنّ الثقافة ليست ترفًا فكريًّا بل رهان وجوديٌّ وعاملٌ اقتصاديٌّ هام. فاقتصاد المعرفة، ونحن نعيش ازمةً اقتصاديّةً خانقة، شرطٌ أساسيّ من شروط مستقبلٍ واعد. إنّ جامعة الروح القدس – الكسليك في زحلة هي مؤسّسة من مؤسّسات الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، مؤتمنة إذًا على تراثِ قداسةٍ وزهدٍ، هي التي أعطت لبنان قدّيسين كبارًا كشربل ورفقا ونعمة الله والاخ اسطفان وغيرهم الكثير؛ إنّها مؤتمنة أيضًا على رسالة السلام والمحبّة والعمران والغفران واحترام الآخر، أيًّا كان هذا الآخر ومهما اختلف عنّا، فهذا من جوهر ايماننا؛ مؤتمنة هي على عراقةٍ وريادةٍ ونخبويّةٍ ونوعيّة. هذا ما دأبت الجامعة على زرعه في وجدان طلّابها.
بعد أكثر من عشرين عامًا على تأسيسها، تضمّ الجامعة في زحلة مئات الطلّاب والأساتذة والموظفين من مختلف الطوائف ومن كافّة المناطق المحيطة. فغدت بوتقة علم وثقافة وروحانيّة وفنً وابداعٍ ؛ صورة مصغّرة عن وطنٍ نحلم فيه، نسعى اليه، ونبنيه سويًّا. فالعلم والمعرفة هما نور هذه الجامعة، ورسالتها الثقافيّة والعلميّة والحضاريّة والانسانيّة والفنيّة والروحيّة مجدها.
- ما هي الاختصاصات الموجودة في الجامعة عموما؟
في الجامعة مروحة واسعة ومتنوّعة من الاختصاصات تندرج في اطار الكليّات التالية:
Business school; School of architecture and design; Pontifical Faculty of Theology: Higher institute of political and administrative sciences; Faculty of arts and sciences: School of medicine; School of nursing, School of engineering: School of law and political sciences; School of music and performing arts
نعم، فعندما ينخرط الطالب هنا في الجامعة يحصل تلقائياً على حسم ٢٠٪ من كامل قيمة قسطه الأساسي. هذا عدا المنح الكثيرة والمساعدات الكبيرة التي تقدّمها الجامعة بتوجيه من الرئيس العام قدس الاباتي نعمة الله الهاشم ومن رئيس الجامعة الاب طلال الهاشم. أما لماذا تختلف الأقساط هنا؟ فهو تشجيع من قبل الرهبانيّة لأبناء المنطقة وذلك بغية تعبيدِ طريقٍ أوسع أمام الطلّاب ليتمكّنوا من تحقيق طموحاتهم العلميّة. أضف إلى ذلك ان الأقساط تدفع في جميع فروع جامعة الروح القدس – الكسليك إلى الآن حسب التسعيرة الرسمية لسعر صرف الدولار أي على ١٥١٥.
- هل أحببت مدينة زحلة؟
زحلة، عروسة البقاع، مدينة سعيد عقل، مدينة الكتّاب والشعراء والفنّانين واللاهوتيّين، مدينة المبدعين والعباقرة، رائعة بجميع مكوناتها. أعتبر أني اكتسبت خبرة جديدة وتعرفت على أناس مميّزين وهذا أمر رائع بالنسبة إلي. كما وأنّ خبز هذا السهل وخوابيه، قمح الطاقات الكامنة وعناقيد الفكر والروح فيه، هي خميرة حضارةٍ ضاربة الجذور ومستقبلٍ مليءٍ بالآمال.
- كلمة اخيرة
نمرّ اليوم بفترة عصيبة قاسية. لا يمكننا ان نفقد الامل نحن أبناء الرجاء. علينا كلنا أن نعمل سويًّا، يدًا بيد، مهما كانت الصعاب، من أجل بناء لبنان الغد.
Recent comments