المطران درويش احتفل بعيد انتقال السيدة العذراء :نسأل العذراء مريم، أن تشفعَ لدى يسوع ليمنحنا السلام ويشفي مرضانا ويرحم أمواتنا.
احتفل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش بعيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد الى السماء،بقداس احتفالي في كاتدرائية سيدة النجاة عاونه فيه لفيف الإكليروس بحضور راعي ابرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت انطونيوس الصوري، المعتمد البطريركي الأنطاكي للروم الأرثوذكس في روسيا المتروبوليت نيفن صيقلي وحشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس كانت عظة للمطران درويش تحدث فيها عن معاني العيد فقال :
" نجتمع معكم أيا الأحباء لنكرم مريم العذراء، سيدة النجاة، الفائقة القداسة، في عيد انتقالها الى السموات، إنها نعمة كبيرة أن نكون معا في تكريمها في هذا اليوم.
أحيي كل أبناء وبنات أبرشيتنا المقيمين في الأبرشية والمقيمين خارجها في لبنان وفي بلاد الانتشار، هذا العيد هو عيد كل واحد منكم فالعذراء مريم هي سيدة بيوتنا وسيدة حياتنا وسيدة وطننا، بها نستظل وبها نجد رجائنا وفرحنا."
واضاف " إن مريم موجودة في حياتنا اليومية وفي صلب إيماننا وفي مسيرتنا الروحية واسمها باستمرار على شفاهنا. وهي أيضا في صلواتنا وفي ليترجيتنا، حتى أن كنيستنا تهيئنا لمدة 15 يوما بابتهالات لها في صلاة البراكليسي أي صلاة التعزية.
مريم قبلت يسوع، الكلمة الذي أعطانا جسده ودمه وقد أخذهما منها. حملت في أحشاءها المخلص، لذلك هي ممتلئة نعمة ولذلك تطوبها جميع الأجيال وكان لا بد أن تنتقل بكل كيانها إلى السماء.
كانت مريم موضع حب الله، اختارها لتكون أما له، لكنه اختارنا أيضا، لنحمل يسوع في حياتنا كما حملته مريم في أحشاءها، نحن موضع حب الله كما كانت هي موضع حبّه العظيم. لذلك نحن في هذا اليوم نطلب منها أن تملأ حياتنا بالرجاء والفرح وتعلمنا كيف نصل إلى يسوع وتقودنا بالطريق الصحيح للوصول إليه.
لقد اضحت صلباننا في هذه الأيام ثقيلة علينا، فلا بد لنا أن نسألها للتوسل إلى يسوع لكي تنجينا فهي "الشفيعة الحارة والسور الذي لا يرام وهي فرجنا في الضيقات الكثيرة"."
وتابع سيادته " إن إنجيل لوقا الذي سمعناه لتونا (10/38-42 و11/27-28) الذي يتحدث عن مرتا التي كانت تخدم، ومريم التي اختارت أن تصغي إلى كلام الرب، يبين لنا أن الرب أحب مرتا التي استقبلته وأحب مريم التي تستمع له.
لكن الإنجيلي لوقا صوّرَ الموقفين وكانهما يتعارضان: مرتا استقبلت يسوع واهتمت بالأمور المادية ومريم جلست عند قدمي يسوع تصغي إلى كل كلمة منه.
يقول الإنجيلي أن مريم اختارت النصيب الصالح، فيسوع يطلب منا أن نصغي إليه، نستمع له يكلمنا، فكلام الله يبقى لنا ولا يُنزع منا كما قال لنا: "أطلبوا أوّلًا ملكوت الله وبرّه، وكلّ ما سوى ذلك يزاد لكم... فطوبى لمَن يسمعون كلمة الله ويحفظونها." (متّى 6/33 ولوقا 11/28). ومرتا اختارت الخدمة لأن الرب يدعونا إلى مائدته ليقدم لنا خبز الحياة. فهناك تكامل بين الموقفين. الموقفان يحركان فينا العودة الى الله، فالعمل والمناجاة دربان يوصلان الى يسوع."
وختم " لنسأل العذراء مريم، سيدة النجاة، أن تشفعَ لدى يسوع المسيح، ليمنحنا السلام ويشفي مرضانا ويرحم أمواتنا."
بعد القداس انتقل الحضور الى صالون المطرانية حيث تبادلوا التهاني بالعيد.
Recent comments