“هدهد 3” كان صداه أقوى من خطاب نتنياهو امام الكونغرس
يوليو 25, 2024
حسين زلغوط, خاص- “رأي سياسي”:
يكمل رئيس حكومة العدو الاسرائيلي اليوم في الولايات المتحدة الاميركية الفصل الثاني من مسرحيته الأجرامية، بلقاء الرئيس الاميركي جو بايدن، بعد ان كان القى خطاباً في الكونغرس الاميركي وسط مقاطعة عدد من النواب الديمقراطيين احتجاجا على ما اعتبروه جرائم حرب ينفذها جيشه بحق الشعب الفلسطيني، على ان ينهي يوم غد الجمعة زيارته بلقاء المرشح الرئاسي الرئيس السابق دونالد ترامب.
وبدا واضحا ان نتنياهو استغل وقوفه امام الكونغرس ليمارس حيلة يائسة لحشد الدعم الأميركي للإبادة الجماعية في غزة، حيث صّور ان الحرب التي يشنها على غزة هي حرب بين الخير والشر، في محاولة لانتزاع صفة مجرم الحرب التي وصفه فيها نواب كثر اضافة الى الحشود الكبيرة التي احاطت بمبنى الكونغرس من المواطنين الاميركيين وغيرهم.
وهذه المرة هي الرابعة التي يخطب فيها نتنياهو في الكونغرس وهو رئيس الحكومة الوحيد في اسرائيل الذي تسنى له ذلك ،فآخر مرة تحدث فيها نتانياهو أمام الكونغرس كانت في عام 2015 وسط علاقة متوترة مع الرئيس الأسبق باراك أوباما. وعادةً ما يرأس نواب الرئيس الخطابات المشتركة، لكن نائب الرئيس آنذاك جو بايدن كان مسافرًا ولم يحضر.
وهذه المرة ايضا الغائب عن حضور الخطاب أهم من الحاضر، خاصّة في ظل الأجواء السياسية المتشنجة في البلاد، فكامالا هاريس، نائبة الرئيس الأميركي والمرشحة الرئاسية المرتقبة للحزب، غابت عن حضور الخطاب نظراً “لارتباطات أخرى” التزمت بها.
وبهذا الغياب، لم يحصل نتنياهو على الصورة التقليدية التي كان يطمح إليها، والتي عادة ما تُظهر الزعيم الأجنبي الذي يخاطب الكونغرس بمجلسيه يتحدث ووراءه يجلس كل من رئيس مجلس النواب، ونائب الرئيس الأميركي بحكم منصبه رئيساً لمجلس الشيوخ.
ومنذ العام 2015، حدث تحوّل كبير في الطريقة التي يتحدث بها الناس ويفكّرون بها على مستوى العالم حول احتلال فلسطين. لقد تم كشف النقاب عن إسرائيل وراعيتها الولايات المتحدة على المستوى الدولي بشكل لم يسبق له مثيل، حيث يصف معظم العالم الآن إسرائيل علناً بأنها دولة فصل عنصري ومرتكبة لجرائم الحرب لا بل ان رئيس وزرائها ملاحق من قبل محكمة العدل الدولية.
المشهد على الارض وبمحيط الكونغرس، لم يكن مماثلاً لخطابه ، فقد شهد محيط الكونغرس وقفة احتجاجية رافضة لزيارته، وعلى مدار الاشهر الماضية كانت تخرج مسيرات من الجامعات الاميركية والاوربية المطالبة بوقف الحرب على غزة.
في السياسة المشهد اختلف ايضا عن السابق، فإن التوترات تشعَّبت وتعقدت داخلياً وخارجياً، فحرب غزة ألقت بظلالها على الخطاب الرابع له أمام الكونغرس، الذي اختلف هذه المرة في الصورة والمضمون، ولعل خير دليل على ذلك مقاطعة أكثر من 100 مشرِّع ديمقراطي له، بسبب سياسات نتنياهو في غزة.
بعضهم يصفه بمجرم الحرب، كالسيناتور التقدمي برني ساندرز، الذي قال إن الخطاب وصمة عار، في موقف يتماشى مع مواقف التقدميين في الكونغرس.
لكن المفاجئ كان تلك التصريحات والمقاطعات من أعضاء عُرِفوا باعتدالهم، كالسيناتور ديك دربن الذي رفض حضور الخطاب قائلاً: “إن تنفيذ إسرائيل لحربها في غزة تحت إشراف نتنياهو أدى إلى مقتل 39 ألف فلسطيني وجرح 90 ألف في استراتيجية وحشية تتخطى أي مستوى مقبول من الدفاع عن النفس”.
وعلى الرغم من ذلك، فإنّ مقاطعة خطاب نتنياهو تبدو مسرحية إلى حد ما بالنظر إلى أنّهم صوّتوا لصالح إرسال مساعدات إلى إسرائيل، وإذا أراد أعضاء الكونغرس أن يكونوا جادين حقاً بشأن وقف الإبادة الجماعية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للاراضي الفلسطينية، فكان عليهم سحب أصواتهم الداعمة مالياً وعسكرياً ودبلوماسياً، وحثّ زملائهم على حذو حذهم، حيث ان واشنطن تمنح إسرائيل سنويا أكثر من ثلاثة مليارات دولار من المساعدات، لكن هذا الرقم زاد ثلاثة أضعاف منذ “طوفان الأقصى” مع إمدادات الأسلحة الضخمة.
لكن في جانب آخر فأن الغطاء والدعم المالي الذي حاول نتنياهو الحصول عليه في الكونغرس، سحبه عنه مسلسل “هدهد-3” الذي بثه الاعلام الحربي لحزب الله، والتي ظهرت فيه مشاهد استطلاع جوي من شمالي فلسطين المحتلة ، واعلن الحزب ان بث هذه المشاهد هي رداً على ما يقوم به نتنياهو في واشنطن، ولبعث القلق والارباك لدى القادة العسكريين والشعب في اسرائيل.
ورصدت المشاهد القاعدة الجوية الوحيدة لجيش الاحتلال شمالي فلسطين المحتلة، والتي تبعد 46 كيلومتراً من الحدود مع لبنان، وهي قاعدة “رامات دافيد”.
وبذلك أضافت المقاومة قاعدة “رامات دافيد” الجوية الإسرائيلية، بكل ما تتضمّنه، إلى بنك أهدافها.
وتظهر المقاطع المصوّرة عبر طائرة “هدهد”، والتي نجحت للمرة الثالثة في اختراق منظومات الرصد والاعتراض الإسرائيلية، جميع المرافق التابعة للقاعدة الجوية.
واللافت، أن “ما رجع به الهدهد، كشف مبنى قيادة القاعدة والمسؤولين فيها، بينهم قائدها الحالي، العقيد أساف إيشد، إضافة إلى مساكن الضباط، ومبنى القيادة المحصّن، ومركز القيادة والسيطرة.
لبنانالكونغرساميركانتنياهوالاحتلال_الاسرائيلي
Recent comments