رسالة من ايلي ماروني الى أخيه عريس الشهداء نصري

20/04/2020
                         
    في ذلك اليوم مثل اليوم ٢٠ نيسان ٢٠٠٨ لم أكن  أعلم أن نهاية اليوم ستغادرنا بغدر الإجرام ولم أكن أتوقع إلا أننا كالعادة بعد نهاية كل إحتفال كتائبي نلتقي مع بعض الرفاق والأصدقاء في مطعم نحتفل بنجاح نشاطنا  بعد تقييمه . يومها كل شئ كان غريبآ نشاط الجميع في التحضيرات لإستقبال الشيخ سامي الجميل حيث برعايته كنت قد دعوت كرئيس لإقليم زحلة إلى قداس في كنيسة سانت تريز حوش الزراعنة يعقبه إفتتاح قسم حوش الزراعنة الكتائبي حيث كان رئيس القسم آنذاك سليم عاصي  يعيش فرحة تحقيق حلمه بإفتتاح القسم  ومعه الرفاق الأوفياء . كان الحشد مميزآ بكثافته وكان لافتآ غياب الحضور الأمني المواكب لهذا النشاط خلافآ للعادة حيث كنا  نحاط بالمراقبة المشددة . إنتهى القداس وإنتقلنا إلى القسم لنفتتحه وكانت كلمات لسليم عاصي  كرئيس للقسم ثم إيلي ماروني كرئيس للإقليم  ثم ممثل  قيادة الكتائب آنذاك الشيخ سامي الجميل  الذي غادرقبل نصف ساعة من وقوع جريمة الإغتيال حيث فقدنا شهيدين سليم عاصي ونصري ماروني .                         نصري.                                       لقد بذلت  كل جهدي  لتحقيق العدالة وبالفعل صدر منذ أشهر الحكم عن المجلس العدلي بإعدام جوزف الزوقي وطعمه الزوقي الفارين من وجه العدالة ومازالا منذ  تلك الليلة ولقد راجعت كثيرآ وقلت الكثير عبر وسائل الإعلام وفي المجالس واللقاءات وطالبت كثيرآ لكن عبثآ عبثآ . المجرمين ومن يحميهما حرين وأنت وسليم تحت التراب والتقاعس واضح بشكل معيب وسأنشر قريبآ الحكم الذي أتابع وسأتابع لتنفيذه واليوم  ما عساي أقول لك : أأخبرك عن زحلة الوفية التي ما زالت تذكرك وتشارك كل مناسبة عنك أم أخبرك عن العائلة التي ما غبت عنها وتشاركها كل دقيقة من حياتها واليوم هي فرحة بنصري الحفيد وهو فرحة الدار  أم أخبرك عن قليلي الوفاء الذين عملوا بليلهم ونهارهم لتشويه صورة وتدميرها تحت شعار قوم لنقعد محلك فدمروا كل البناء الذي دفعت أنت وسليم دمكما وكثيرين دفعوا من تعبهم وعرقهم لكن خسئوا  مازلنا هنا هنا  غصبآ عنهم والحلقة تكبر وتزداد تماسكآ وهم هم إلى ذاكرة النسيان  فلا تخف مسيرتك نتابعها ونحن مستمرون . نصري أأخبرك عن وباء الكورونا الذي سجن العالم بعدما فتك بالملايين  واليوم يمنعنا من إحياء الذكرى كما العادة لكن سنصلي ولن ننساك ونحن سنلتقي مع العائلة ومن يحب عند الخامسة من بعد ظهر الإثنين ٢٠ نيسان في حديقة منزلك لنصلي ونؤكد أننا لم ولن ننسى بطلآ  من أبطال زحلة وقلمآ من إبداعات مدينتنا سنصلي لسليم ونصري ولكل الشهداء الذين صانوا زحلة في حياتهم وهم اليوم الملائكة الحراس .                    حبيبي نصري لن ننساك وإن ننساك ما أسخفنا.