لبنان والزمن الاسود المشؤوم
بقلم د. أنطوان عبود حرب
ان الظروف الثقيلة التي تستعبدنااليوم هي بدون شك
لعنة الطائفية ومصالحها ، وثمرة رواسب التاريخ المذهبي
وتداعيات مؤتمر الطائف
والطوائف .
وليست حكمة إلهية لنستيقظ
ونجسد اراداتنا الحضارية في
مصارعة الضروريات وممارسة
المسؤوليات لانقاذ شعب ووطن،
انها للاسف الغريزة السياسية
العمياء والمتحجرة ، والتعصب
لطائفي وميله الغريزي الى اخضاع الغير لمنطق القوة وتحطيم كل ما يعاند ارادة هذه
القوة الغاشمة لذلك لو نرتقي
الى السماء الميتافيزيقية في
انفسنا لوجدنا الديكتوتارية وشعور التنافر الثقافي والاجتماعي موجودان فينا روحا لا نظاما. يشداننا الى السيطرة والهيمنة والاستبداد حتى لو اقتضى ذلك منطق العنف والاقتتال المبني على
هيكليات اقتصادية للربح والاستثمار الغير شرعي ، وليس
على منطق العدالة والعيش
المشترك والاعتراف بحرية وحقوق الغير واحترام القانون
وسيادة الوطن وكيانه .
بناء على ما ذكرت ، اصبح حاضرنا ماساويا ، احزابنا تعيش على كوكب مصالحها ،والسياسيون يفتشون
على مصيرهم بقراءة فناجين
القهوة بينما شعوب العالم المتحضر متالم وحزين لماساتنا
يهرول رؤساء الدول لمساعدتنا وانتشالنا من اشكال
الصراع والارباك بين الحياة والموت وكأننا لا حياة لمن تنادي ،
لذلك اذ نعاني جمود الموت ، نحن مدعوين ايها السياسيون
الى تطور الذهنية اللبنانية العامة والخاصة ليصبح كل
لبناني متحررا من عقال الطائفية وعبادة السياسيين
والارتهان لمصالح الخارج ،وقادرا على الاعتراف
بوجود اللبناني الآخر وبحريته ،
ان صراع الاحزاب الطائفية
والعقائدية فيما بينها قد أعاق
التفكير السياسي الوطني السليم ،اذ تحولت هذه الاحزاب الى كتل طائفية معاقة
لبنان حقيقته من حقيقة السماء ووجوده السرمدي وهم يسيرون على اشلاء الوطن
فخدعوا انفسهم..... وكادو يخسرون الوطن..
Recent comments