مصالحات أم تكتلات في وجه الثورة؟
المصالحات الداخلية في كل طائفة هي خطوات لا تتعارض مع مسار الثورة بل العكس، هي تعزز مطلبنا بدولة المواطنة والمساواة التي تساوي بين مواطنيها، ونحن كثوار نرحب بكل خطوة في هذا الإتجاه، ونعلم أن عددا من المحاولات والإتصالات التي تجري حاليا تحديدا مع مفاتيح كانت ناشطة أيام الحرب ومجموعات في المناطق كانت مهمّشة.
سؤالنا اليوم، هل ستطبق القوى الفاعلة في الجبل القول الذي كنا نسمعه ولا نصدقه بأنهم إذا اختلفوا ندفع ثمن اختلافهم نحن وإذا اتفقوا يتفقوا علينا ؟ بعد آخر مصالحة لمسنا فورا وبوضوح مفاعيل قرار تطويق الثوار وتخوينهم والتهجم عليهم، أشك شخصيا أن يكون ذلك صدفة لكنني أتمنى أن يكون كذلك، وهنا نرفع الصوت ونؤكد أن كل التكتلات واللملمة التي تعملون عليها لن تُعيد عقارب الساعة الى الوراء، فالثورة المُحقة مستمرّة لأنها الوحيدة التي تملك إرادة التغيير الفعلي وليس أي قوة سياسية أخرى ، ونذكّركم بأن كل القوى السياسية اللبنانية التي ما بخل عليها الناس فقدموا لها الأرواح والدماء والأصوات الإنتخابيه لعدة قرون لم تبن وطنا بل تلهّت بنهب الوطن والإستقواء بالخارج وعزّزت الإنقسام الطائفي والمذهبي مما خدم العدو الإسرائيلي، وجميعهم يتحججون بأن الطرف الآخر منعهم من بناء دولة قوية.
لذلك نؤكد لكم أننا مستمرون مهما تكتّلتم ولملمتم وخوّنتم سياسيا، وكلما حاولتم لنا قمعا ازددنا اصرارا وتصلبا، وكلما ارسلتم مندسين ازددنا حكمة ووعيا وزاد كره الناس لكم، ونُعلمكم بأننا سنبدأ جولات على المرجعيات لإيصال وجهة نظرنا قطعا لدابر تلفيقكم وكذبكم.
وإن اسلوب التذكير بالماضي الذي تمنّنونا به في استغلال رخيص لدماء الشهداء وتضحيات الشباب متوهّمين أنكم تُحرجونا وتُسكتونا لم يعد يُجدي فقد صار يعلم القاصي والداني أنكم استغليتم هذا الماضي وبنيتم امبراطوريات من مال الحرام الذي جنيتموه على ظهرنا وبإسمنا واستغلالا للسلطة التي وصلتموها بعضلات بنيناها نحن لكم واصبحتم اليوم تستعملونها لتخويفنا، والآن تحاولون استغلال هذا الماضي للإطباق على حركة التغيير الحقيقية صيانة لقلاعكم، فاقتضى تذكيركم أن هذا الماضي بناه آباءُ وأعمامُ وأجدادُ كل ثائر منا، وقد صرتم مكشوفين تماما أمام هؤلاء المناضلين ولذلك فلن تنجحوا.
بقلم : دانيل عبد الخالق
Recent comments