مناشدة صادقة من مواطن لبناني .
بقلم الكاتب جورج صباغ .
دعوا الأحياء يدفنون موتاهم . ( من التعاليم المسيحية ) .
ونحن على مسافة ساعات معدودات من تشييع الأمينين العامين رحمهما الله ،
والمتوقع أن يكون تشييعا غير مسبوقا لا في حجم المشاركة ونوعيتها فحسب ، بل بما يمثله هذا التشييع الضخم المرتقب على مستوى الرسائل السياسية في أكثر من إتجاه .
فالنمر الجريح يشيّع النمر الشهيد ، الذي طبع الحياة السياسية اللبنانية كما في الإقليم بخاتم إصبعه عشرات السنين حتى استشهاده ، وهذه حال الرجال القادة الإستثنائيين الذين يرحلون عن هذه الأرض كالنسور ليس جراء المرض ، بل بفعل الشهادة والإستشهاد او التغييب ، من كمال جنبلاط الى المفتي حسن خالد الى سليم اللوزي الى بشير الجميل الى رينيه معوض و ايلي حبيقة و رفيق الحريري وجبران تويني وبيار الجميل وسواهم .... ( مع حفظ الألقاب ) كما وتغييب إمام الوطن موسى الصدر .
وسواء كنتم من مناصري السيد حسن نصرالله او من خصومه في السياسة ، فهناك إجماع على أنه شخصية إستثنائية غير عادية لما يجمع من صفات أنعم الله عليه بها ، من الكاريزما والحضور الوازن القوي والذكاء الحاد والثقافة الأفقية والفقه والتنور وقوة الشكيمة والقدرة الفائقة على الإقناع ومقارعة الحجة بالحجة والثقة بالنفس والصدق والتواضع ، حتى بات يقود المحور في المنطقة بأكملها ، إثر توافر كل مقومات القيادة في شخصه ، حتى خصومه الساسيين وألدّ اعدائه يقرّون له بهذه الصفات وإن كان (جُلّ من لا يُخطئ ) ، علما انه لطالما هو من اعلن مراراً أن محاورة ( الخصم العاقل ) اجدى وانجع من ( الحليف الجاهل ) .
وبعيداً من السياسة واصطفافاتها وشؤونها وشجونها ومن منطلق ديني وأخلاقي ووطني ، نناشد من يناصبون الخصومة السياسية لبيئة المقاومة التي ستشيّع أمينيها العامين غدا بضرورة إحترام حرمة الموت والشهادة وضبط ألسُنة الحاقدين و الشامتين والشتامين والذين لديهم مآخذ كثيرة ربما على خيارات وأداء المقاومة عن حق او غير حق وفق خلفياتهم وقناعاتهم ومعتقداتهم ، وذلك للأسباب الموجزة التالية :
إن من ستشييعه هذه البيئة والتي تشكل ثلث مكونات لبنان ، هو بالنسبة لها ( سيد الشهداء وملهما وقائدها التاريخي وسماحة العشق وباني عزتها وحامي كرامتها وحتى "حُسين زمانها" ) .
هذه البيئة ستشيّع سيّدها غدا على وقعِ نبضات قلوبها وليس على راحات سواعدِها فحسب ، وهي كالنمر الجريح كما وصفناها في مقالنا السابق ، فحذاري استفزازه لأنه لا يزال يتمتع بانياب مسننة وعضلات متجددة ومخالبٍ قوية ،
وهذه المناشدة هي للمستفزين من اي مكوّن ومهما بلغ شأنه لا سيما من الأبواق الإعلامية ووسائل التواصل الإجتماعي، وخاصة "دعاة الحياد" ، فرجاءً اعتمدوا الحياد الذي تنشدوه أقله بالصمت لتمر هذه المناسبة الجلل بسلاسة كما يتوجب ، وحفاظا على مشاعر القلوب المكسورة ولعدم نكئ الجراح بالمجان وبالتالي لتجنّب اي ردات فعل سلبية معاكسة وحفاظا على السلم الأهلي والوحدة الوطنية المنشودة،
ولكي لا تبكوا مُلْكا كالنساء لم تحافظوا عليه كالرجال ( العُقّال ) ،
وأشهد اني بلّغت والسلام .
Recent comments