تسريبات استخباراتية صينية تكشف خفايا إسقاط النظام السوري وتسليم السلطة للجولاني
يوسف حسن ، يكتب - في تطوّر دراماتيكي وغير مسبوق، كشفت وثيقة مسرّبة من الاستخبارات الصينية عن تفاصيل مثيرة تتعلق بإقالة الرئيس السوري بشار الأسد وتفكيك النظام السوري الحالي، وتسليم زمام الأمور في شمال البلاد لزعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني.
وبحسب التقرير، فإنّ ما جرى لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة مؤامرة دولية وإقليمية نُفذت بدقة، وكان لعناصر بارزة من الجيش السوري دور محوري فيها بعد أن أُغريت بالمال القطري.
خيانة في قلب المؤسسة العسكرية
تكشف الوثيقة عن تورط ضباط كبار من القيادة المركزية للجيش السوري في خيانة غير مسبوقة، حيث قاموا بعزل المستشار العسكري الإيراني المعروف بـ "حاج هاشم" في غرفة مؤتمرات أثناء سقوط حلب، ليتعرض لاحقاً للاغتيال المباشر برصاص عميل تركي.
وفي خطوة مريبة، تواصل هؤلاء الضباط مباشرة مع جهاز الموساد الإسرائيلي، ومهّدوا الطريق أمام قوات "جبهة الشام الحرة" للدخول والسيطرة على المدينة خلال 45 دقيقة فقط، دون أي مقاومة تذكر.
انتشار العدوى... وسقوط المدن تباعاً
لم تتوقف الخيانات عند حلب. فبحسب التقرير، استخدم الضباط السوريون أسلوب التضليل عبر إرسال إحداثيات خاطئة إلى حزب الله اللبناني، ما أدى إلى محاصرته واستهداف قافلة مؤلفة من 100 مركبة من قبل الطيران الإسرائيلي.
وفي ذات التوقيت، نسّقت الولايات المتحدة مع إسرائيل لضرب قوات الحشد الشعبي العراقي قرب الحدود السورية، ما يشير إلى خطة متعددة الجبهات ومتزامنة.
خداع الأسد... والتواطؤ الدولي
وعلى الرغم من تحذيرات طهران، ظل الرئيس بشار الأسد غافلاً عمّا يجري داخل مؤسسته العسكرية، بعد أن حجب المقربون منه الحقائق وأغرقوه بتقارير مزورة.
ومع تفاقم الخسائر، بدأ الأسد يشكّ في ولاء قادته، لكن الوقت كان قد تأخر. فقد أظهرت الوثائق أن الخطة كانت تسليمه فعلياً إلى "جبهة النصرة"، لولا استنجاده بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اللحظات الأخيرة.
وتؤكد الوثيقة أن التخطيط والتنفيذ جرى بالتنسيق بين أجهزة استخبارات دولية تشمل MI6 البريطاني، والموساد الإسرائيلي، ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وتحت إشراف مباشر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
التمويل الخليجي والدور المزدوج
ترجّح الوثيقة أن قطر والإمارات كانتا من أبرز الممولين للعملية، في إطار مخطط أوسع للسيطرة على الموارد الطبيعية في دول أفريقية وسورية معاً، وهي تهم تتكرر ضدهما في ملفات أخرى.
تباين ردود الفعل
أثار التقرير ضجة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ففي حين أكدت مصادر سورية بعض النقاط، نفت أخرى تفاصيل مثل تدمير قافلة حزب الله. أما بعض المحللين، فاعتبروا التقرير محاولة لتبرئة موسكو من عجزها أمام التوغل التركي في إدلب.
تغيير ملامح المشهد السوري
وفي خضم هذه التحولات، يرى مراقبون أن أحمد الشرع الذي تسلّم السلطة بدعم تحالفات معقدة، بات يمتلك شرعية كاملة للقيام بتطهير شامل في صفوف الضباط الخونة الذين خانوا وطنهم مقابل المال، وأن من حقه الاستعانة بقوى سلفية أجنبية موالية لبسط الأمن وضمان السيطرة في مرحلة إعادة البناء.
Recent comments