المزارعون ضحايا رفع الدعم عن المحروقات... ماذا عن اسعار الفواكه والخضار؟!
الترشيشي لـ"أخبار اليوم": 80% من الدعم ذهب الى المحتكرين والمهربين
رانيا شخطورة - "أخبار اليوم"
يؤثّر ارتفاع أسعار المحروقات بشكل سلبي على القطاع الزراعي، حيث تعتمد مستلزمات الإنتاج الزراعي على المازوت بشكل اساسي، الامر الذي سيؤدي الى استنزاف القطاع خاصة في ظل ارتفاع مستلزمات الإنتاج وقلتها... وكل هذا ادى إلى تراكم الديون على المزارعين هذا فضلا عن الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم لا سيما في السنتين الاخيرتين خصوصا انهم كانوا في مقدمة ضحايا الازمة الاقتصادية.
في هذا السياق، اشار رئيس "تجمع مزارعي وفلاحي البقاع" ابراهيم الترشيشي الى ان المازوت يُستعمل في الري ورش الاسمدة وفي نقل المنتجات الى الاسواق... اضافة الى التبريد.
واعتبر في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" ان وجود اي شيء وفق اي سعر رسمي هو افضل من انقطاعه، ففي السوق السوداء وصل سعر صفيحة المازوت الى 500 الف ليرة.
واذ سأل اين الدعم والى اين ذهب ومن الذي استفاد منه؟ اشار الترشيشي الى ان الشعب اللبناني استفاد من هذا الدعم بنسبة 20% فقط في حين 80% منه ذهب الى المحتكرين والمهربين.
وعلى المستوى الزراعي، اوضح الترشيشي ان المزارعين يحتاجون يوميا لـ 10 آلاف ليتر من المازوت، قائلا: هذه الفئة هي الاكثر ضررا من رفع الدعم، ولكن رغم ذلك نطالب برفع الدعم اليوم قبل الغد كي تتوفر المادة، خصوصا وان 50% من اللبنانيين تحولوا الى تجار مازوت في السوق السوداء او الى مهربين، حيث نلاحظ ان السيارات ذاتها تتوقف امام المحطات لملء خزاناتها وافراغها لاحقا من اجل تهريب المحروقات.
وردا على سؤال، اشار الترشيشي الى انه حين كان سعر الصرف 1500 ل.ل. للدولار الواحد، كانت كلفة المازوت 5% من انتاج المزروعات، اما اليوم فقد وصلت الى 35% وهذا الرقم مرشح للارتفاع اذا وصل سعر صفيحة المازوت الى اكثر من 200 الف ليرة، وبالتالي سيرتفع اي كيلوغرام من الفواكه او الخضار بنسبة تتراوح ما بين 35 الى 40%.
وتحدث الترشيشي عن اسباب عدة لارتفاع اسعار المنتجات الزراعية، فبسبب الغلاء الذي شمل اسعار البذور والاسمدة نتيجة ارتفاع سعر الصرف، عمد معظم المزارعين الى تقليص المساحات المزروعة الى النصف تقريبا، وبالتالي قلّ الانتاج وارتفع الطلب ومعه الاسعار.
هل يمكن التعويل على التصدير الى الخارج، اجاب الترشيشي الى ان الطلب على الانتاج الزراعي اللبناني من الخارج مقبول، ولكن نأمل ان يتم تشغيل الرافعات في مرفأ بيروت كما يجب، مشيرا الى ان كل باخرة تبقى في المرفأ 3 او 4 ايام من اجل التفريغ واعادة التحميل... وهذا ما يغير جدول ملاحة البواخر، وهنا نخشى من عدم توقفها مجددا في مرفأ بيروت.
وختم الترشيشي، لافتا الى ان التصدير الى المملكة العربية السعودية ما زال متوقفا، كما ان لا ترانزيت للانتاج اللبناني عبر اراضيها.
Recent comments