سامر صفير: نعمل على تصدير منتوجنا الى الخارج... وهدفنا إجتماعي محلّي
الحمّص اللبناني الى العالمية
سامر صفير: نعمل على تصدير منتوجنا الى الخارج... وهدفنا إجتماعي محلّي
إنّهم الأمل الوحيد في هذا الزمن الرديء... إنّهم المستقبل الواعد رغم الواقع البائس. هم النور الذي سيخرق نفق الظلام الطويل... هم مفاتيح الحلول... هم الغد المشرق الذي طال انتظاره.
هم شباب لبنان بإبتكاراتهم الرائدة وأفكارهم الفريدة. لم ييأسوا، لم يستسلموا ولن يقفوا متفرجّين على وطن الأجداد ينهار بفعل بعض الطامعين من أصحاب النفوس الدنيئة.
سامر صفير، شاب لبناني قرّر السير بعكس رياح الخيبات التي تعصف بلبنان، فقام إلى جانب زملاء له، بإطلاق مؤسسات إستثنائيّة، هي في الحقيقة نموذج للأعمال الإبتكاريّة التي تستحقّ التوقّف عندها، لما لها من تأثيرات إقتصادية وإجتماعية بارزة .
عن «Hum’n GO» و «ProAbled» المؤسستان المتكاملتان الفريدتان، يتحدّث صفير إلى مجلة Private Magazine، شارحاً مفهومهما وأهميّتهما على المستوى الصناعي المحلّي والإنساني خلال حوارٍ شاملٍ، ننشر فيما يلي أبرز ما جاء فيه.
- في البداية هل لكم ان تعرّفوا القرّاء على شركتكم والخدمات التي تقدّمها؟
نحنا لدينا مؤسسات إجتماعيّة او ما يعرف بـ Social Enterprises، مع الإشارة الى ان مفهوم هذا النوع من الشركات بدأ يلاقي انتشاراً واسعاً حول العالم، ذلك أن هذه المؤسسة لا تتوخّى الربح التجاري فحسب، بحيث تسعى الى تحقيق أثرٍ إجتماعي بارز. من هنا، نحن نتحدث عن إنتاجين متكاملين، فمن ناحية أولى لدينا Hum’n GO الذي هو عبارة عن منتج صناعي غذائي صحيّ يقدّم للمستهلك وجبة خفيفة قوامها خلطات الحمص الأصلية وأخرى محلاة بدبس الرمان وغيرها من النكهات الى جانب أصابع الخبز الأسمر المحمصّة. مع الإشارة، الى أن جميع المكوّنات المستخدمة هي طبيعيّة 100%، وهذا المتنج الذي نقوم بتصنيعه متوافر في مختلف المناطق اللبنانية علماً بأن قسماً كبيراً من الأرباح يخصص لدعم المؤسسة الثانية اي ProAbled ، التي تبرز الأشخاص الذين يعانون من Disability وهم في الحقيقة Professionally abled . هذه المؤسسة تعنى بتوظيف الأشخاص الذين يعانون من ذوي الاحتيجات الخاصة سواء على المستوى الحركي، البصري، السمعي او على مستوى النمو، اذ يوجد لدينا فريق عملٍ متخصّص يسعى الى توظيف هؤلاء الأشخاص بطريقة سهلة مستعيناً بالتكنولوجيا الحديثة.
- متى تأسست الشركة؟
الشركة انطلقت في العام 2012 من خلال جهد ثلاث أشخاص هم شنتال سعادة، إيلي متى وانا، والمنتجات انطلقت تباعاً. وهنا لا بدّ من الإشارة الى أن الدراسات والأبحاث دامت لنحو عامين قبل البدء بالإنتاج، على اعتبار ان مدّة صلاحيّة استهلاك الحمص هي 20 يوماً، فكان لا بدّ لنا من إجراء أبحاث دقيقة متطوّرة حتى نستطيع الخروج بمنتوج يستمرّ لستة أشهر في الأسواق ويكون ذاجودة عالية، لأن هدفنا هو التصدير الى الخارج.
- لماذا إخترتم الحمص بالذات؟
الحمص هو جزء من التراث اللبناني، وفي الحقيقة بدأنا نلاحظ في السنوات الـ 15 ألاخيرة حالة غرام مع الحمص ليس فقط على مستوى لبنان إنّما على المستوى الأوروبي والأميركي. فأبناء الغرب باتوا يميلون الى الابتعاد عن الأجبان التقليدية وإدخال الأكل الصحي الى نظامهم الغذائي. من هنا، فإن الحمص بات Trend عالمي، وكان هذا الابتكار الغذائي على أمل تصديره للخارج.
- وما سرّ الخلطات المعتمدة؟
لكل بلدٍ خلطته الخاصة فيما يتعلّق بالحمص، نحن لدينا في لبنان خلطة الحمص بالطحينة التي ترافقنا منذ الصغر، في Hum’n GO قمنا بإضافة نكهات عليها، بحيث كنّا أوّل من أدخل نكهة دبس الرمان الى الحمص. وللحقيقة فقد أجرينا تجارب كثيرة حتى وصلنا الى الطعمة المرغوبة وبات هذا المنتج الأكثر مبيعاً، وهذا الإنجاز ما هو إلّا ثمرة الدراسات المعمّقة الى أجريناها في المختبرات تحت إشراف إختصاصيين من الجامعة اليسوعية وقد استطعنا التوصّل الى منتجٍ صناعيٍ غذائيٍ نموذجي بمواصفات أوروبية وأميركية بعدما نجحنا في توفير الظروف والشروط الملائمة خلال عملية التصنيع.
- أين يتمّ التصنيع؟
التصنيع يتمّ في مطابخ مركزيّة صناعيّة معتمدة، علماً بأن التكنولوجيا الحديثة سهّلت كثيراً هذه العملية، بحيث لم نعد بحاجة الى مساحات شاسعة للتصنيع باعتبار ان المكنات الصناعية باتت آلية، الأمر الذي يسمح لنا بإنتاج كميّات كبيرة من خلال مصانع صغيرة نسبياً.
- كيف كان وقع هذا الابتكار على الأسواق ؟
في الحقيقة كان لهذا الابتكار وقعاً جيدًّا وصدىً إيجابياً ليس فقط على مستوى الأسواق، بل ان الفكرة بحدّ ذاتها كانت مصدر ترحيبٍ وتقديرٍ من قبل العديد من المؤسسات والمنظمّات الدولية. بحيث حصدنا جوائز عديدة، سواء مع مؤتمر المغتربين اللبنانيين LED ، او مع مؤسسات بريطانية، ومنظمات دولية غير حكومية.
- نحن نعلم أنّكم أسسّتم شركة لتقديم خدمات Catering ، لماذا هذ الانتقال؟
صحيح، ففي العام 2012 أطلقنا M Social Catering التي تقدم خدمات Catering للسوق اللبناني، وفي الوقت نفسه تعمل على تدريب وتوظيف شباب وشابات لديهم تحديّات اجتماعيّة وحاجات معيّنة. وبالفعل فقد نجح المشروع على المستوى المحلّي، انّما وجدنا ان الأمر لن يكون سهلاً اذا اردنا توسيع أفاقنا. من هنا، أتت فكرة هذا الابتكار الجديد Hum’n Go وبعده Pro Abled التي تهدف في شقٍ منها الى تدريب الشركات على استقبال وتوظيف أشخاصاً لهم حاجات خاصة «Exclusive Recruitment»، والى توظيف هؤلاء ضمن نطاق تخصّصهم، وبذلك يكونوا بمثابة قيمة مضافة للشركة التي يعملون بها، مع الإشارة الى ان Pro Abled قامت بتدريب العديد من المؤسسات والشركات الكبرى والمتوسطة والصغرى في لبنان.
- هل من صعوبات معيّنة تواجهونها في إطار عملكم؟
بالتأكيد توجد صعوبات، ولعلّ المشكلة الأساسيّة تكمن في الثقافة اذا صحّ التعبير. فغالباً ما تكون المشكلة او الخلل عند الشركات وليس عند الموظف المنتج، فنحن نلحظ خوفاً لدى المؤسسات في كيفيّة التعاطي مع موظفين من ذوي إحتياجات معيّنة، لذلك نحن جاهزون لتذليل كافة المخاوف من خلال دورات تدريبية مجانيّة وقصيرة لا تتعدّى اليومين.
- هل من تعاون مع مؤسسات اخرى تعنى في هذا المجال؟
هناك العديد من المؤسسات الفاعلة على هذا المستوى، ما يميّزنا هو أنّنا نمنح التوظيف طابعاً مهنياً عملياًّ من خلال استخدام التكنولوجيا. فلـ Proabled موقعاً الكترونياً يتسجّل فيه طالب الوظيفة ونحن نتابع الطلب، مع التشديد على ان خدمات الموقع هي مجانيّة سواء بالنسبة لطالب الوظيفة أو لصاحب العمل. وهنا أحبّ ان أشير الى وجود مؤسسات بريطانية تتعاون معنا وتدعمنا، كما أن السفارة الناروجية تقدّم لنا الدعم اللازم حتى نتمكّن من توفير خدماتنا مجاناً للشركات.
- ما هو تقييمكم لواقع الأسواق اللبنانية؟
إنّ السوق اللبناني يناضل للاستمرار وهذا الامر يعلمه الجميع، لا شكّ بأنه توجد بعض المؤسسات التي تضع ثقلها على الأسواق الخارجية مثل دول الخليج واوروبا وأحوالها تبقى أفضل من تلك التي تعتمد على الأسواق المحليّة، فنحن نعاني أزمةً إقتصاديةً صعبة خصوصاً بظلّ الجمود الذي يضرب قطاع العقارات على اعتبار أنّه محرّك الدورة الإقتصادية.
- ألا تعتبرون خياركم هذا، فيه نوع من المخاطرة في ظلّ هذه الأزمة؟
امام هذا الواقع، كنّا أمام خياران، إما «النق» وإمّا التفكير بشيءٍ ما لإنقاذ الوضع. وخيارنا كان الإنتاج هنا والبيع في الأسواق الخارجية، وبذلك نكون نشجع الصناعة المحليّة ونخلق فرص عمل وفي الوقت عينه نؤمن تصريف الإنتاج بالاعتماد على أسواقٍ خارجيّة. من هنا، نسعى حاليّاً الى التعرّف الى موّزعين في الخارج لتسويق المنتجات المحليّة الصنع، والأهمّ بأن الأرباح تكون بخدمة Proabled التي تبقى رسالتها أسمى من الماديّات.
- كلمة ختامية..
في نهاية هذ الحديث، أحبّ أن أوّجه دعوة للشركات للتواصل معنا عبر موقعنا الالكتروني من أجل الوصول الى أفضل تعاون خدمةً للمجتمع اللبناني.
Recent comments