تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

Add

جان فسيس

لذلك ، قرَّرتُ أَنْ أَرتاح ...بقلم النقيب جان قسيس

بعد عَناءٍ ، قرَّرتُ أَنْ أَرتاح.
قرَّرتُ أَلّا أَقرأَ شيئًا بعد الآن عن وباءِ "كورونا".
كفى... فقَدْ تَعِبتُ ، واستهلكَ الأَمرُ من طاقتي الكثير.
لديَّ أَشياءٌ عديدةٌ أَهمُّ بكثيرٍ أَهتمُّ فيها.
كورونا... كورونا ... كورونا...
أَتلفَ أَعصابَنا الكلامُ عليها .
صحيحٌ أَنَّها اجتاحَتْ حياتَنا ، وحوَّلتْها جحيمًا قاتلًا ، وأَسرًا قهريًّا لا يُطاق، وشلَّتْ مَصالحَنا، وقطعَتْ أَرزاقنا، وأَهدَرَتْ دُموعَنا، وأَدمَتْ قلوبَنا على ضحايا وأَحبَّةٍ يسقطون هنا وهناك...
لكنْ، سَها عن بالِنا أَنَّ ثمَّة وباءً آخرَ في موازاةِ كورونا كان أَشدَّ فتكًا منها ، هي تلك النظريَّاتُ المتناقضةُ والتنظيراتُ العبثيَّةُ التي طالتها وتمحوَرَتْ حولها ، لدرجةِ أَنَّنا بِتْنا عاجزين عن التمييزِ بين ما هو صحيحٌ في شَأنها وما هو خطأٌ.
إِغتالنا الكلامُ عليها قبل أَنْ تقتلَنا هي...
نعيشُ في ظِلِّ جائحةٍ سوداءَ لا ترحم ، ونستطيعُ أَنْ نُداريَها بالوعيِ والوقايَةِ وحُسنِ التدبيرِ والإدراك، أَمَّا الخوفُ والرُهابُ المُتأَتّيان من جرَّاءِ ما يُحاكُ عنها من أَخبارٍ مُبالَغٍ فيها ، فلَمْ أَجِدْ سوى التجاهُلِ  حلًّا لهما.
دُمِّرْنا ... أُرهِقنا ... أُتلِفنا ... وابتعَدْنا عن ذواتِنا ...
فـ... كفى.
سأُحاولُ أَنْ أَعودَ في هدوءٍ إِلى ذاتي أَوَّلًا ،إِلى قلبي وروحي وأَحلامي ، ثمَّ إِلى قلمي وأَوراقي ، وإِلى أَفكارٍ أُشرِّعُ نوافذَها على كلِّ جميل.
الموتُ حقٌّ ، ولا مفرَّ منه . ولكنَّ كأسَ الخوفِ أَشدُّ مرارةً من كأسِ الموت.
لذلك ، قرَّرتُ أَنْ أَرتاح ...

إضافة تعليق جديد

Plain text

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

test

ARAB OPEN UNIVERSITY
Advertisment
The subscriber's email address.