تحرك “اللقاء الديمقراطي” لن يغير من المشهد الرئاسي شيئاً
حسين زلغوط:
لا يوجد أي معطى داخلي أو خارجي يفيد بأن الحراك الذي يقوم به “اللقاء الديمقراطي” في ما خص الاستحقاق الرئاسي سيكون أفضل حال من المبادرات الدولية والمحلية التي حصلت على مدى اشهر عدة حيث باءت جميعها بالفشل ولم تنجح اي واحدة منها في احداث اي خرق في جدار هذه الأزمة.
والمستغرب في هذا الحراك الذي يرفض “اللقاء” اعطائه صفة المبادرة انه جاء في اعقاب فشل مهمة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان السادسة في بيروت، وتواري سفراء “الخماسية” عن الانظار، وفي ظل حرب في المنطقة تعمل عدة جهات دولية على عدم تمددهها مخافة أن يؤدي توسعها الى اندلاع حرب ستكون آثارها كارثية، وهو ما يطرح السؤال على ما استند النائب تيمور جنبلاط وفريقه النيابي حتى قرر القيام بهذه الخطوة المحكومة بالفشل المسبق كون ان الظروف السياسية التي كانت سبباً بتمدد الفراغ الرئاسي والحؤول دون انتخاب رئيس ما تزال على حالها ولم يطرأ اي متغيرات من شأنها أن تشجع على القيام بمحاولات لتقريب وجهات النظر وبالتالي ايجاد الأرضية الملائمة للذهاب الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس.؟
من الواضح ومن خلال التصاريح التي يدلي بها اعضاء “اللقاء الديمقراطي” خلال جولتهم على القيادات والكتل السياسية ان ما من افكار محددة يحملونها في هذه اللقاءات، وأن جل ما يقومون به هو محاولة استمزاج الآراء وتدوير الزوايا والتحذير من مغبة ابقاء البلد من دون رئيس في ظل ما يحصل من تطورات دراماتيكة في المنطقة غير محسوبة النتائج، وهم في المقابل يسمعون الكلام ذاته الذي سمعه لودريان، والموفد القطري، وتكتل “الاعتدال الوطني”وهو كلام يؤكد بأن ما من فريق سياسي وعلى رغم المخاطر المحدقة بلبنان مستعد ان يخفض سقف مطالبه أو أن يتراجع قيد انملة عن شروطه وهو ما يعني أن الملف الرئاسي باق الى أجل غير مسمى على رف الإنتظار.
وكما كان برنامج اللقاءات لتكتل “الإعتدال الوطني” الذي لم يستثني أحد، فكذلك برنامج “اللقاء الديمقراطي” لن يستثني أحدا وهو سيتابع مشاوراته هذا الاسبوع حيث من المقرر ان يلتقي اليوم النائب طوني فرنجية، على ان يلتقي في نهاية المطاف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان شجع “اللقاء” على مثل هذا التحرك في آخر لقاء جمعهم في عين التينة، لإطلاعه على نتائج جولاته على القوى السياسية .
واذا كان الحراك الداخلي لا يشي بأي امكانية للتفاهم على انتشال الملف الرئاسي من قعر البئر، فإن اللافت ما يجري في العاصمة القطرية الدوحة ، حيث بدأت سلسلة لقاءات مع أطراف لبنانية يتولاها رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الذي التقى المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، وموفدا رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع، النائبين بيار بو عاصي وملحم الرياشي، وهي لقاءات كانت بدأت مع النائب السابق وليد جنبلاط منذ اسبوعين، وستستكمل مع اطراف اخرى ، بالتوزاي مع زيارة خاطفة قام بها الموفد القطري الى لبنان جاسم بن فهد آل ثاني وبقيت بعيدة عن الاعلام بحثا عن المخارج المحتملة للأزمة الرئاسية ، ومن غير المعلوم في ظل التكتم الذي يسود هذه اللقاءات ما اذا كان المسعى القطري سيحقق هذه المرة نتائج مختلفة عن المساعي السابقة، أم سيذهب هذا الجهد مجدداً أدراج الرياح، سيما وان هناك من يجزم بأن كل المبادرات والتحركات التي تجري يعلم اصحابها أن أفقها مقفل بانتظار أن تفتح الطريق أمام تسوية شاملة في المنطقة يستفيد منها لبنان بحصول دفع دولي باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية الذي يعتبر الممر الالزامي لانتظام المؤسسات وانجاز الاصلاحات .
Recent comments