بو جوده في قداس العيد: ايها المسؤولون اصغوا الى صوت الشعب
ترأس راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، قداس عيد الميلاد في كنيسة مار مارون في طرابلس، عاونه فيه خادم الرعية المونسنيور نبيه معوض، والكهنة جوزاف فرح وراشد شويري، والشماس جوزاف بركات، وحضره العقيد علي احمد ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، وحشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، القى المطران بو جوده عظة قال فيها: "حدث الميلاد هو نوع من خلق جديد للبشرية، فالمسيح يسوع هو آدم الجديد الذي سيصالح الإنسان مع الله، إذ إنه جمع في أقنومه الواحد الطبيعتين الإلهية والإنسانية. لقد جاء تنفيذا لوعد الله لأبوينا الأولين بعدما إبتعدا عنه ورفضاه، فإكتشفا عريهما ومحدوديتهما، وبعدما ذكرهما أنهما من التراب وإلى التراب يعودان".
وتابع: "هدف الميلاد وغايته الأولى والأساسية هي مصالحة الإنسان مع ذاته أولا ثم مع الآخرين ليستطيع المصالحة مع الله، ذلك أن الإنسان بعد إقترافه الخطيئة الأصلية إكتشف عريه فإختبأ من وجه الله. لقد فقد السلام الداخلي وأصبح يعيش حياة صراع مع نفسه، وفي حالة دائمة من القلق".
واضاف: "اننا نعيش زمن الميلاد هذا العام، على وقع الاحتجاجات والتظاهرات التي ملأت الشوارع والساحات، بالمواطنين المعترضين على تردي الاوضاع المعيشية فيه، وهم يصرخون بصوت واحد، مطالبن بأدنى مقومات الحياة، خصوصا وانهم اصبحوا مدركين جيدا، ان لبنان الذي احبوه وبذلوا الغالي والنفيس في سبيله، اصبح على حافة الانهيار. والمحزن المبكي ان لا احد يسمع صراخ الشعب ولا انينه، واصبح معظم اللبنانيين تحت خط الفقر وهم في تزايد يوما بعد يوم، وان الطبقة الوسطى في مجتمعنا تلاشت ولم يعد لها اي وجود".
وناشد بو جوده المسؤولين "الاصغاء الى صوت الشعب، الذي بات مهددا بالفقر والجوع، يستجدي لقمة عيشه، فنجدهم يقفون طوابير على ابواب المتاجر وامام السوبرماركات، والمؤسف ان من ادخر قرشه الابيض في المصارف، كي يعتاش منه في يومه الاسود، لا يستطيع اليوم التصرف به في ظل هذه الضيقة الاقتصادية الصعبة، والسياسة المصرفية التي حولت الناس الى شحاذين على ابوابها، بينما نجد الكثير من الحكام والمسؤولين منتفخون بسبب الفساد الذي جعلهم يمتلكون ثروات طائلة من أموال اللبنانيين ومن المشاريع التي اوهموا الناس انهم سينفذونها لكنهم بنوا فيها قصورهم ومنازلهم الفخمة".
وختم: "عيد الميلاد هو عيد المصالحة والسلام. فليكن بالنسبة الى كل واحد منا عيد مسامحة وغفران، عيد إستقبال الرب يسوع إله السلام في قلوبنا وعقولنا وليس فقط في بيوتنا ومنازلنا والمغارة المزينة والمتلألئة بالأنوار... فلنضئ قلوبنا للرب يسوع ولنفتح له آذاننا لسماع تعاليمه والعمل بمقتضاها، فلنحفظها في قلوبنا على مثال العذراء، كي نستحق نحن أيضا أن نسمع منه فيما بعد، في نهاية حياتنا على الأرض".
Recent comments