ضاهر دعا في قداس الميلاد من طرابلس رئيس الجمهورية الى التعاون مع الرئيس المكلف لتشيكل حكومة تراعي مطالب الحراك الشعبي
ترأس رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر قداس عيد الميلاد في كاتدرائية مار جاورجيوس في طرابلس، عاونه المونسنيور الياس البستاني، في حضور حشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، القى المطران ضاهر عظة راى فيها ان "لبنان يعيش اصعب مرحلة في تاريخه الحديث"، داعيا الى "العمل الجماعي والابتعاد عن التفرد والعمل الفردي"، وقال: "المجد لله في الأعالي. وعلى الأرض السلام. وفي الناس المسرة. أتمنى لكم جميعا ميلادا مجيدا وسنة جديدة مباركة، صلاتي أرفعها لكل واحد منكم ليكون الميلاد فيكم ولتكونوا في الميلاد فيتجسد المسيح في أعمالكم وتكونوا بناة سلام وحاملي بشرى الفرح.
إني أبشركم بفرح عظيم: ولد لكم اليوم مخلص، وهو المسيح الرب. تلك هي البشرى السارة التي أعلنها الملائكة للرعاة لدى ميلاد يسوع المسيح. وتلك البشرى هي مختصر الإنجيل كله: ولد لنا اليوم مخلص. لم نعد بعد في العهد القديم، عهد الانتظار وعهد الرجاء. فكل ما تكلم عنه الأنبياء قد تحقق في مجيء المسيح. وكل ما كان يرجوه الصديقون في العهد القديم قد صار أمرا واقعا بمجيء المخلص. هذا ما أشار إليه السيد المسيح بقوله لتلاميذه: طوبى لعيونكم لأنها تبصر، ولآذانكم لأنها تسمع، فإن كثيرين من الأنبياء والصديقين قد اشتهوا أن يروا ما أنتم راؤون ولم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم سامعون ولم يسمعوا" (متى 16:13-17)".
اضاف: "في عيد الميلاد نجدد إيماننا بما رأينا وسمعنا. لقد رأينا النور الحقيقي مشرقا في مغارة بيت لحم، وسمعنا كلمة الله الآتي من عند الآب، كلمة الحق والمعرفة. لذلك نرتل في طروبارية العيد: ميلادك أيها المسيح إلهنا قد أظهر نور المعرفة في العالم. لم نعد بعد في حيرة الشك وظلمة الجهل. لذلك نرتل فرحين: إن مخلصنا قد افتقدنا من العلى، من مشرق المشارق، نحن الذين كنا في الظل والظلمة، وصادفنا نور الحق، لأن الرب قد ولد من البتول. كل سنة مع ميلاد المسيح نولد نحن من جديد. فإذا كان في نفسنا بعض الظلمة، ميلاد المسيح يبدد تلك الظلمة. وإذا كان في عقلنا بعض الشك، ميلاد المسيح يبدد ذلك الشك. وإذا كان في قلبنا بعض البغض ميلاد المسيح يزيل ذلك البغض. ميلاد السيد المسيح يدعونا إلى تجديد إيماننا بالله وثقتنا بوجود المسيح معنا، على الرغم من المصاعب التي نواجهها. الطفل الجديد هو بشرى الفرح العظيم، ففي وسط ظلمتنا وفي وسط التظاهرات التي تشهدها بلادنا، يولد المخلص، ليشرق مجده نورا لنا: "أبشركم بفرح عظيم، يكون للشعب كله. يولد ليبشرنا بالخلاص، ليمنحنا السلام، فمعه وحده تبدأ دوما الأزمنة الجديدة، لأن حدث الميلاد يتجدد الآن كما كان يتجدد في كل زمن. المتجسد إذن هو نورنا في ظلمات حياتنا، ظلمات الفقر والجوع، والسياسة والانقسامات، والفساد والتفت، والأنانية والاستقواء. يريدنا المسيح أن نكون في وسط هذه الأزمات البشرى الحسنى لزمن جديد، والنور الذي يبدد يأسنا. هكذا نفهم اليوم بشرى الملاك: "أبشركم بفرح عظيم، يكون للشعب كله: ولد لكم اليوم مخلص، هو المسيح الرب".
أيها الأحبة، لبنان يمر بأصعب ظروف في تاريخه الحديث على وقع المتغيرات الاقليمية والدولية، وفي ظل التراكمات والازمات السياسية والدستورية والاقتصادية، اضافة الى التحركات الشعبية، والمطلوب اليوم هو التفاهم والتعاضد وعدم استثناء أحد لنتمكن جميعا من الخروج من الأزمة الصعبة التي نتخبط بها".
ووجه نداء الى جميع المسؤولين "لكي يتعظوا من التجارب السابقة، والتعالي عن الصغائر لتسيير عجلة المؤسسات الدستورية والتطلع الى مصلحة الوطن العليا، والسعي للعمل الجماعي والابتعاد عن التفرد والعمل الفردي والا سيكون مصيرنا الفشل والمزيد من المشاكل الداخلية".
وامل من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "التعاون مع دولة رئيس الحكومة المكلف الدكتور حسان دياب كي يتمكنا معا من تشكيل حكومة تراعي مطالب الناس والحراك الشعبي ومواجهة التحديات على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، والمضي بالإصلاحات الاقتصادية والبنيوية وحماية اليد العاملة اللبنانية والحد من المنافسة غير الشرعية لكل المنتجات اللبنانية".
ودعا الى "أن تكونوا من مواطني القديسين ومن أهل بيت الله، كما أتمنى أن تكونوا دوما من حصة الضعفاء والفقراء والمحتاجين والمرضى والخطأة، وتمدوا لهم يدكم وتفتحوا قلوبكم ليشعر هؤلاء بأن كرامتهم مصانة. فالمسيحي الحقيقي هو شبيه السامري الصالح، فكل من يقترب منهم يملك نعمة لا مثيل لها وهو يلبي نداء يسوع: كنت جائعا فأطعمتموني وسجينا فزرتموني، وعريانا فكسوتموني".
وختم ضاهر: "فلتشرق شمس هذا العيد، ونور الطفل المولود في المغارة في قلوبكم جميعا ولتنزل بركاته عليكم غزيرة فياضة، له المجد والشكر والحمد على أنعامه وعطاياه الكثيرة، ونطلب منه أن ينقلنا بميلاده المجيد إلى سنة جديدة ملؤها الخير والبركة وتغير القلوب لتتفجر فيها الرحمة والمحبة ويسود عليها سلام الله. عيد ميلاد مجيد لكم جميعا".
بعد القداس، تقبل المطران ضاهر والمونسنيور بستاني التهاني بالعيد من المشاركين في القداس.
Recent comments