مروان خيرالدين : يا خيبة الأمل
من يقرأ سيرة الوزير السابق مروان خيرالدين، والتي ينشرها هو عن نفسه، يُصاب بالحيرة: كيف لمن يُقدم نفسه بالاعلام شخصية مثالية أن يكون على مثل هذا السلوك على أرض الواقع؟؟.
وهنا بعضاً من التفاصيل وليس جميعها
ينطلق هذا الرجل في فلسفته اليومية من قاعدة "مع الجميع لخدمة نفسي" فهو الوجه الناعم الانساني للشاب اللبناني الطموح وفي المضمون هو جزء من منظومة "وحوش المصارف" التي نهشت جسد المجتمع اللبناني ودمرته لسنوات طويلة قادمة.
هو مع الثورة، وكاد أن يكون خطيبها، ولم يترك منبراً اعلامياً الا ودافع عن قرار الناس وحريتها بالتظاهر والاعتراض ولكنه منع عنها قبض ارصدتها وحجز أموالها كما باقي زملاءه في المنظومة تلك.
هو الرجل الديمقراطي، حزباً وفكراً، وهو متهم بارسال البلطجية للاعتداء على الناشطين في الحراك المدني ويبقى للقضاء الكلمة الفصل ، ولكن التميز كان بإستهدف المفكرين منهم مباشرةً بالضرب والسحل.
هو من يتصرف على انه مع الناس والفقراء والمعوزين وهو يمتلك مشروعاً نهضوياً للبلاد ومن ثم نكتشف أنه الساعد والمساعد للحاكم وربعه المنتجبين في جمعيات المصارف والتجار والمحتكرين.
هو قريب الامير طلال ارسلان ورفيق دربه في تأسيس الحزب والنضال وهو الممول الرئيسي لخصوم ارسلان التقليديين وصفحات جريدة الانباء تشهد على اعلانات بنك الموارد.
هو ضيف معظم البرامج الحوارية الرئيسية في البلاد (وهي بالمناسبة ممكن ان تكون مدفوعة في "الوقت" و"التوقيت") ولكنه يمول البعض للظهور بعد فضيحة الاعتداءات، وبعدما تهيبت معظم وسائل الاعلام الدفاع.
هو من يؤكد في حديثه دائما على حماية موظفيه في المصرف" غامزاً من قناة لقمة عيشهم " ورغم الأزمة قمنا بتثبيت موظفة جديدة في احد فروع مصرفنا".
في الحياة العامة اللبنانية هو دائم الحضور باسم حزبه الديمقراطي وشريحة من طائفته، ولكن على ارض الواقع ماذا قدم لهذه الفئة؟ بضع عشرات من الوظائف؟؟؟ ولكن الجميع يعلم كم درت وتُدر هذه المسؤولية.
في هذه الاسطر فقط اشارة الى الخيبة التي اصابت الكثيرين ممن رأوا في هذا الشاب بعضاً من أمل وقبساً من شعاع في المستقبل خارج الاطر التقليدية لرواد السياسة والاقتصاد في لبنان، ولكن تبين ان الامر ليس كذلك، بل ذهبت يا معالي الوزير الى المزايدة على من سبقك في التشبيح غير المربح وكل ذلك سينعكس على من كنت توهم العامة أنك تمثلهم.
هي اسطر قليلة من كم كبير من الملاحظات والارشيف الضخم من التراكمات التي نتمنى ان تبقى طي المجالس الخاصة وان تعيد النظر في مثل هذه السلوكيات وان تلتفت الى جمهور حزبك وحاجاته في سبيل النهوض من كبواته المتكررة..... وبلا صور الاسود والزرافات المقتولة بتفاخر حيث تكلفة تلك الرحلة آلاف الدولارات.
Recent comments