لبنان المحايد: ما ارتفاع صوت مهاجمي بكركي إلا دليل على تقهقر المشاريع الفئوية وقرب تبددها
أصدر لقاء لبنان المحايد البيان التالي:
مرّة جديدة تتعرّض بكركي وسيّدها للهجوم رفضا لمواقفه الوطنية التي باتت يوما بعد يوم تعبّر عن رأي المزيد من اللبنانيين الذين اكتشفوا رياء العابثين بأمن البلد ومصير أهله.
ومرّة جديدة تعلو أصوات من حشروا أنفسهم ولبنان في مأزق الخيارات الإقليمية المدمّرة وزاوية المصلحة الفئوية على حساب المصلحة الوطنية، ليرموا بإحراجهم وحجارتهم على شجرة بكركي ولا يرعوون.
من هذا المنطلق، يرى "لقاء لبنان المحايد" الذي لطالما قام على مبدأ الحياد وإبعاد لبنان عن المحاور المدمّرة، مؤيداً بذلك مواقف بكركي الوطنية وطروحها الإنقاذية، أنّ السكوت على ما تتعرّض له بكركي وشخص غبطة البطريرك، هو إما تخاذل أو تآمر. ويتوقف في هذا المجال عند النقاط التالية:
أولا، منذ مئات السنين ما حملت بكركي إلا الهم الوطني وما كانت في الملمات إلا بجانب اللبنانيين من كل فئاتهم ولبنان بكامل ترابه حصنا منيعا بوجه مغتصبي الحق والأرض ودافعي الناس إلى الفقر والبؤس والهجرة. ويحق لها ما يحق لسواها، بل هي الأولى بالحديث عن مصلحة البلد. وليس لمن يرهن تلك المصلحة لخدمة المشروع الإيراني أن يهاجمها أو يسمح لنفسه بأن يُسقِط عنها حق الكلام.
ثانيا، دعوة البطريرك "الجيش اللبناني إلى منع إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية لأننا تعبنا من الحرب والدمار، وأن يكون قرار الحرب والسلم في يد الدولة وحدها"، هو مطلب وطني ومحط تأييد وليس انتقاد. وقد أثبتت ردود فعل المواطنين ومواقف معظم الأطراف أن السواد الأعظم من اللبنانيين يرفض استخدام أرضه من قبل حزب الله. فحتى ضمن البيئة الشيعية، يفقد الحزب هذا الغطاء المتآكل بفعل ممارساته وأخذه الدولة والناس متاريس في معارك لا طائل لهم فيها. وقد اعترف السيد نصرالله نفسه في كلمته أمس بأن "المقاومة" ما كانت يوما محط إجماع اللبنانيين.
ثالثا، أن يوعز حزب الله مرّة إلى الذمّيين من المسيحيين العاملين لديه، وأخرى إلى حاشيته من الشتّامين الصغار بأن يردوا على البطريرك كلما علت صرخته فصدّعت أساسات عرشه، لا يعفيه من المسؤولية الأخلاقية تجاه بكركي ولا الوطنية تجاه البلد والناس. وهم ضاقوا ذرعا بممارساته، وبات لا يحبطهم تهديد ولا وعيد. وقد وصلت الرسائل وقُرِئت في العناوين والمضامين. فيا سادة الشتم والرجم، إذا فرغت جعبتكم من المنطق فحتما ليست الحجارة بديلا منه ولن تجدي.
رابعا، ليست بكركي وحيدة في هذا المضمار بل هي في صفٍّ متراصٍّ مع كل الوطنيين والمخلصين، ولن تصلها خربشات الزاحفين مهما علت، وإن يوم الحق بات أقرب من العين إلى رمشتها، ويوم الحساب أدنى من مقابض المشاعل إلى أصابع الأحرار. أما اتهامات العمالة فمرفوضة ومردودة لمطلقيها وما تكشّف في صفوفهم يكفي ويفي.
خامسا، يرى "لقاء لبنان المحايد" أن توالي الأحداث والتطورات، ومنها أحداث الجنوب الأخيرة وردود الفعل حيالها، يؤكد أكثر فأكثر أهمية الحياد كخشبة خلاص للبنان قبل أن يجرفه الإنحياز والشطط إلى مهاوٍ ومهالك لا خروج له منها. ويشدد على ضرورة الإلتفاف جميعا حول مشروع تحييد لبنان عن الصراعات التي ما جنى منها إلا المآسي والمظالم، مؤكدا أن أحدا لن يسمح بترك البلد ورقة تفاوض، لا فوق طاولات الإقليم ولا تحتها. وأن ما ارتفاع صوت مهاجمي بكركي وسواها من الوطنيين، إلا دليل على تقهقر المشاريع الفئوية وقرب تبددها مع بزوغ فجر الحرية الذي لا بد أن يسطع أطال الليل أم قصر.
Recent comments