إستيقظوا، الكورونا على الأبواب...
بقلم الأخ : توفيق دكاش
أعدادٌ تتزايد، مشاهد مبكية، إستلشاء محتّم، والسؤال واحد؛ ماذا تنتظرون بعد؟
أيها اللبنانيون أبناء وطني الحبيب، حان الوقت للوعي الشامل فما عدنا قادرين الوقوف مكتوفي الأيدي أمام ظاهرة متفشّية في مجتمعنا، وما عدنا قادرين رمي اتهام من هنا وهناك ومن يتحمّل المسؤولية. فالمسؤولية تترتّب علينا جميعاً وكل شخص يحمل هذه المسؤولية على الصعيد الشخصي.
أما ترون ما يحصل في الصين يوميًّا، أما ترون ما يحصل في إيطاليا يوميًّا، أما ترون ما يحصل في البلدان الموبوئة يوميًّا؟
كفى ثمّ كفى ثمّ كفى. أين الوعي الذي ما شمل إلا نسبة قليلة ونحن اليوم آخذين هذا الوضع باستخفاف وعلى شفير الهاوية.
أرجوكم التزموا بيوتكم، أرواح البشر ليست لعبة بين أيدي بعض العائشين حالة اللاوعي ويعتبرون أن هذا الوضع هو عادي وغير مبالين.
أريد أن أنقل اختباري الشخصي حيث ألتقي العديد والعديد من الأشخاص يوميًّا بجانب المنزل، يتنقلون بحريّة من دون أخذ الحيطة والحذر، فأطرح السؤال عليهم لماذا أنتم هنا؟ جوابهم وبكل ثقة: " شو في؟ الشغلة ما بدّا هلقد ". ردّت فعلي بالطبع المفاجأة وطرح أسئلة على نفسي، ألا يعيشون هؤلاء في لبنان؟ ألا يسمعون نشرات الأخبار؟ ألا يقرؤون تعليمات وزارة الصحة العامة؟
الإستلشاء ثمّ الإستلشاء ثمّ الإستلشاء. الى أين أنتم متجهون؟ والأخطر عند رؤيتنا مشاهد عبر وسائل التواصل الإجتماعي، تجمعات من هنا، وأعراس من هناك وكأن الوضع يسمح لنتصرّف هكذا وما عدنا نحتاج لتعبئة عامة وحالة طوارئ.
أستحلفكم بأن تلتزموا ولا تكونوا عرضةً لتزايد الأعداد ونشر هذا الفيروس الخطر الذي يهدد ويقتل العديد من الأناس الأبرياء. فلتكون الدول الموبوئة والتي حصدت العديد من الوفيات درس لنا لكي لا نخسر المزيد من أحباء وأصدقاء وأقارب.
كم من أرباب عمل لازموا منازلهم وهم بأشد الحاجة الى الخروج وتأمين لقمة عيشهم؟ تداركوا الوضع وأصروا الإلتزام بالحجر المنزلي خوفاً على سلامتهم وبأن الحياة أهمّ من المال. كم من أشخاص يخرجون خلسةً لتأمين بعض الأغراض الضرورية ويرجعون مسرعين الى المنزل خوفاً من الذي يحصل؟
شكراً لكلّ هؤلاء الأشخاص الذي يعيشون الوعي والإنصرام في ظلّ التحديات، يلازمون بيوتهم التي أصبحت كنائس بيتيّة. يمرحون، يعيشون كعائلة، يتشاركون بكلّ شيء، يصلون وهذا الأهمّ. الصلاة من أجل الخروج من هذه الأزمة التي مرّت على لبنان سابقاً أيام أجدادنا وتمكنّوا من الخروج منها بأقلّ ضرر ممكن.
نصلي في هذا الوقت العصيب على نية وطننا الحبيب لبنان وعلى نية كلّ أبنائه وسكانه علّنا نخرج من محنتنا بسلام. نذكر هنا البابا فرنسيس الذي خصّص في العديد من المرات صلاته من أجل العالم، الرعايا التي باتت بجهوزية تامة بصلاتها وإكمال مسيرة الصوم مع أبنائها من خلال وسائل التواصل الإجتماعي. علّقت كافة احتفلاتها ولكن هي بأتمّ استعداد بالصلاة من أجل أبنائها، علّها تزرع الأمل في قلوبهم. جال القربان في الضيع والقرى والمدن ليبارك البيوت والتماس شفاعة يسوع المسيح الموجود في القربان. الشكر لك دائماً أيها المسيح واسمح لي هنا أن أشكر الكورونا، نعم الكورونا، لماذا؟
شكراً لك يا كورونا
أغلقت المدارس والجامعات،
لتفتح مدرسة المسيح.
أغلقت كنائس العالم،
لتفتح الكنائس المنزلية.
أغلقت كراسي الاعتراف،
لتفتح أبواب فحص الضمائر.
أغلقت إجتماعات دراسة الكتاب،
لتبدأ فعاليات لنعيش الكتاب.
أغلقت الشركات والأعمال،
لتفتح أعمال الخير والشركة.
أغلقت المحاكم البشرية،
لتفتح المحاكم الذاتية.
أغلقت ملاهي العالم،
لتفتح أبواب السماء.
أغلقت مطاعم العالم،
لتفتح موائد العائلة.
أغلقت أبواب التمثيل والسينما،
لتفتح العيون على حقيقة الواقع.
أغلقت الحدود بين الدول،
لتفتح الحدود بين البشر.
أغلقت أبواب الحروب،
لتفتح أبواب الانسانية.
أغلقت أبواب محال الموضة،
لتفتح أبواب بساطة الفقراء.
أغلقت سهرات الأصدقاء،
لتفتح جلسات العائلة.
أغلقت أبواب أحارس أنا لأخي،
لتفتح أبواب ماذا تحتاج يا أخي؟
أغلقت أحشاء الأنانية والجشع،
لتفتح أحشاء الرأفة والرحمة.
مُنع التلامس والسلامات خوفاً،
لتَلمس القلوب هُدُب المَسيح.
خفتت أصوات المدافع،
لتسمع أصوات العصافير.
أغلقت العيون عن دينونة الآخر،
لتفتح العيون على زنابق الحقل.
أغلقت جلسات النميمة،
لتُفتح الجلسات مع الرب.
فرغت رفوف بيع الأغذية،
لتُفتح خزائن بيوتنا للعطاء.
أغلقت أبواب إهمال الصحة،
لتفتح أبواب تقدير الصحة.
في النهاية وبالله عليكم، استيقظوا جميعاً لأنكم لا تعرفون متى هذا الفيروس يدقّ أبوابكم. لسنا مستعدين أبداً أن نخسر أحد من جراء عدم تحمل مسؤولية شخصية.
Recent comments