المجذوب أطلق مع الوزيرة الاسبانية مشروع مدرسة جاهزة في الكرنتينا: لمساعدة لبنان في ترميم المدارس وتأمين أجهزة الكمبيوتر
أطلق وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور طارق المجذوب مع وزيرة الخارجية والإتحاد الأوروبي والتعاون الدولي الإسباني ارنتشا غونزاليز لايا، مشروع بناء وتركيب مدرسة جاهزة على قطعة ارض في الكرنتينا، تقدمة من الحكومة الاسبانية، لتستقبل تلامذة المدارس الرسمية المتضررة في منطقة الأشرفية جراء انفجار مرفأ بيروت. حضر الاحتفال وزيرا الخارجية والمغتربين والصناعة في حكومة تصريف الاعمال شربل وهبه وعماد حب الله، سفير إسبانيا في لبنان خوسيه ماريا فيرري، النائب نقولا صحناوي، محافظ مدينة بيروت القاضي مروان عبود، المدير العام للتربية فادي يرق، ومدير الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية مجدي مارتينيز سليمان.
عبود
بداية، تحدث عبود عن "بيروت المدينة المجروحة والمخطوفة عاصمة الثقافة والنور في العالم العربي والشرق الاوسط"، وقال: "حاول التنين في التاريخ ابتلاعها فلم يقدر، واليوم ها هو التنين مجددا يهجم على بيروت ويحطم نصفها ولكن لن يقدر علينا بفضل أصدقائنا في الاتحاد الاوروبي وفي كل العالم لا سيما اسبانيا الدولة التي تربينا على احترامها ومحبتها بسبب العلاقات التاريخية التي تجمعنا بها".
أضاف: "لا ننسى مساهمة اسبانيا في القوات الدولية ووقوفها دائما الى جانبنا وجانب القضايا العربية. ان اسبانيا كانت السباقة، بالاضافة الى سائر الدول الأوروبية، بإعطاء الأهمية الى قطاع التعليم لانها تعرف انه عصب لبنان".
وتابع: "إننا في لبنان لا نملك الا عقلنا وقلبنا وايماننا وقدرتنا على التعايش الاسلامي المسيحي، والتعايش الفكري بين الحضارات والثقافات المتعددة. لذلك فإن التعليم هو الذي يصقل هذا التنوع ويوحدنا".
وشكر لاسبانيا هديتها "المدرسة التي ستكون نموذجا للتعليم الحديث".
المجذوب
بدوره، قال المجدوب: "في وقت الأزمات الوطنية والكوارث، تلجأ الشعوب والدول إلى الشعوب والدول الصديقة لطلب العون والمساعدة على بلسمة الجراح وتوفير الدعم. وإن حضور معالي وزيرة الخارجية الإسبانية السيدة أرنتشا غونزاليز لايا في لبنان مع سعادة السفير والوفد المرافق، إنما يشكل بقعة مضيئة في هذا الظلام الدامس".
أضاف: "لقاؤنا اليوم في الكرنتينا، للاعلان عن هبة إسبانية كريمة عبارة عن مدرسة مسبقة التصنيع والتجهيز تتسع لنحو خمسمائة تلميذ، وتتوافر فيها أجهزة الكمبيوتر والتبريد والإنترنت والوسائل التربوية التكنولوجية، وستستقبل تلامذة المدارس الرسمية الذين تضررت مدارسهم جراء الإنفجار الآثم في مرفأ بيروت، وهؤلاء باتوا يحتاجون إلى مكان يؤمن لهم التعليم النوعي المرن".
وتابع: "نشكر الحكومة الإسبانية والشعب الإسباني الكريم على هذه الهبة التي أصابت أهم أولويات الشعب اللبناني وهي التعليم، وهذا دليل على التواصل بين الشعبين اللبناني والإسباني، وعلى تمازج الثقافتين العربية والاسبانية، وعلى عمق العلاقات بين الشعبين اللبناني والإسباني، لا سيما أن الإنتشار اللبناني في العالم يقع في الجزء الأكبر منه في دول اميركا اللاتينية".
وأردف: "ندعو الأصدقاء حول العالم إلى تلبية نداء لبنان للمساعدة في ترميم المدارس والمؤسسات التربوية، وتأمين أجهزة الكمبيوتر المحمول واللوحي لتلامذة المدارس الرسمية، بعدما أجبرتنا جائحة كورونا، على اعتماد التعليم المدمج. ونغتنم هذه المناسبة لشكر كل الجهات التي عبرت عن استعدادها للاسهام في هذه الورشة الجلل".
وختم: "نكرر الشكر لمعالي الوزيرة والبعثة المرافقة، ونشكر سعادة محافظ بيروت القاضي مروان عبود على جهوده المضنية لإيجاد هذا العقار. كما نشكر مجلس بلدية بيروت، ونأمل أن نتمكن بدعمكم ومؤازرتكم من إكمال العام دراسي، لكل التلامذة الموجودين على الأراضي اللبنانية من مواطنين ونازحين سوريين ولاجئين فلسطينيين، فرسالة لبنان هي التربية وتأمين التعلم النوعي للجميع".
لايا
أما الوزيرة الاسبانية فقالت: "أنا سعيدة لوجودي معكم اليوم، واسبانيا هي صديقة قديمة للبنان. نحن هنا منذ سنوات عدة، نساؤنا ورجالنا كانوا معكم منذ سنوات عدة، ساعدوكم وحموا لبنان ومواطنيه. نحن نعلم اليوم ان لبنان يعيش ظروفا استثنائية، وأنكم تضررتم جراء انفجار بيروت، ورأيت بأم العين الالم والمعاناة والخسائر، لهذا أردنا ان تشعروا بتضامن الشعب الإسباني معكم في هذا الظرف الصعب".
أضافت: "نعلم ان شاباتنا وشباننا هم مستقبلنا، ونعلم ايضا ان التعليم أمر أساسي لتحقيق هذا الامر. لذلك قررنا مساعدتكم للتعافي من أضرار انفجار بيروت من خلال الاستثمار في المستقبل اي في تعليم الشبان والشابات. ان مساهمة اليوم المتواضعة هي من الشعب الإسباني، ورسالتهم لكم اليوم انهم يريدون عودة التلامذة الى المدرسة مع بداية العام المقبل، في ظل ظروف مؤاتية للتعلم في فصل الشتاء مع أدوات مناسبة وتجهيزات متكاملة، كي لا يخسر هؤلاء عامهم الدراسي. وسوف نعود مرة اخرى لنرى المدرسة وقد فتحت ابوابها وليست فقط في الملصق".
وفي الختام تبادل المجذوب مع لايا الهدايا التذكارية.
Recent comments