تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

Add

M

“حزب الله” لإسرائيل : تهددون… “نهدهد” والباقي تعرفونه

 


حسين زلغوط


لا شك أن ما عرضه الاعلام الحربي في المقاومة لما عاد به “الهدهد” وهو اسم اطلقه على نوع من الطائرات المسيرة التي يملكها، من مسح لمواقع ومنشآت وخلافها في العمق الاسرائيلي كان بمثابة “زلزال” اصاب القيادتين السياسية والأمنية داخل اسرائيل، وما حصل من حيث الخرق الأمني لم يكن مختلفا عما جرى في السابع من تشرين الماضي خلال عملية “طوفان الاقصى” وهو ما حمل “القناة الـ 14” الإسرائيلية الى القول أن “فيديوهات حزب الله تنقل رسالة لا لبس فيها لإسرائيل، مفادها أنّ الحزب موجود داخل إسرائيل في الجو والبر والبحر، ويخطط للاحق، وأنّه قادر على توجيه ضربات قاسية”، وتصوير هذه الفيديوهات هو “إخفاق أمني إسرائيلي من الدرجة الأولى”، مضيفةً أنّ “الوضع في الشمال أسوأ بكثير مما نتصور”.
المهم في الموضوع ان توقيت نشر الفيديو في جزئه الاول – حيث سيكون له ملحقات مدوية مع قابل الأيام – جاء بالتوازي مع تحميل رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو للموفد الاميركس هاموس هوكشتاين رسالة تهديد ووعيد للبنان، حيث ابطل شريط الفيديو وبسرعة قياسية مفعول هذا التهديد، لا بل انه نزل على نتنياهو وحكومته كالصاعقة، وهو ما احدث حالة من التخبط بدأ معها المسؤولن في اسرائيل يوزعون التهديدات يمينا ويساراً سعيا للتغطية على ما حصل ومحاولة احتواء مفاعيل ما جرى على مستوى المجتمع الاسرائيلي الذي لم يصدق ما يشاهده على شاشات التلفزة وبواسطة مواقع التواصل الاجتماعي.

 

ويتوقع ان يكون ما عاد به “الهدهد” من مسح جوي لبنك الأهداف الاستراتيجية والهامة لدى الاحتلال الإسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة، مادة دسمة لزيادة الشرخ الموجود بين القيادتين السياسية والعسكرية في اسرائيل، حيث يفترض ان تبادر السلطة السياسية الى توجيه اسئلة لسلاح الجو تتعلق بكيف استطاع “حزب الله” التحليق فوق هذه الأماكن المهمة والحساسة للجيش الإسرائيلي، وهو سؤال ستطول الجابة عليه، كون أن ما حصل لم يكن أحد يتصور حصوله أو يضعه في الحسبان في ظل “القبة الحديدية” الموزعة في العديد من الامكنة، اضافة الى ما يعتبرونه تفوقا في سلاح الجو، وربما يؤدي ما جرى الى سلسلة من الاستقالات المهمة على المستويين الأمني والعسكري داخل الكيان الاسرائيلي.
وفي اعتقاد مصادر عليمة ان مسح “الهدهد” سيجعل اسرائيل تحسب الف حساب لأي تفكير بتوسعة الحرب ضد لبنان، لأن أي عدوان على العمق اللبناني سيقابله صليات غير معهودة من الصواريخ والمسيرات المفخخة التي ستستهدف الكثير من الاماكن الاستراتيجية على مساحة منطقة الشمال، وهذا ما تهابه تل ابيب ويجعلها تكتفي بالتهويل والتهديد من دون القيام بأي عمل يستفز المقاومة ويجعلها تستخدم ما لم تستخدمه حتى الآن.
وترى المصادر ان “حزب الله ” ادخل معادلة جديدة الى دفتر حسابه مع العدو الاسرائيلي، فبعد المعادلة التي أرساها امينه العام السيد حسن نصرالله، المدني .. بالمدني، وتوسعون.. جاءت المعادلة الثالثة لتقول “تهددون..نهدهد”، وهي معادلة تعرف اسرائيل معناها جيدا وبالتأكيد ستأخذ مفاعيلها بجدية فائقة.
واكدت المصادر انه لا يمكن فصل توقيت عرض الشريط المصور، عن زيارة آموس هوكشتاين إلى بيروت، حيث نقل تحذيرات من تل أبيب إلى بيروت بشأن احتمال توسيع الحرب على لبنان. بمعنى آخر، فإن التحذيرات التي أطلقها هوكشتاين غير قابلة للتطبيق في لبنان، وجعل هذا الشريط المصور زيارة هوكشتاين كأنها لم تحصل ، حيث عمل ويشكل فوري على تفكيك الصواعق التي حملها من اسرائيل ، وبالتالي بدلا من ان يتلقى لبنان رسالة التهديد ، ارسل مع الموفد الاميركي رسالة الى تل ابيب تقول ان تهديداتكم لا تختلف ابدا عن جدار الصوت الذي تحدثه طائراتكم والذي لا يقدم ولا يؤخر.

إضافة تعليق جديد

Plain text

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.

test

ARAB OPEN UNIVERSITY
Advertisment
The subscriber's email address.