الأفق مقفل على أي حل دبلوماسي في لبنان بمعزل عن غزة
حسين زلغوط:
هل دخل لبنان فعلا في مرحلة شبيهة لتلك التي تجري في غزة منذ ما يقارب السنة الا بضعة ايام ، في ضوء انتقال العدو الاسرائيلي من مرحلة التهديد والتهويل الى استهداف المناطق السكنية المأهولة على مساحة واسعة من الاراضي اللبناني ، أم ان الأمر مختلف، وانه ما زال هناك متسع من الوقت لتدارك تدحرج الأوضاع العسكرية أكثر وصولا الى حرب لا يستطيع أحد ان يتكهن الى ما ستؤول اليه.؟
حتى الساعة يمكن القول أن الأبواب مشرعة على كل الاحتمالات فالاسرائيلي أخذ خياره بالقيام بما يستطيع لتغيير قواعد اللعبة بما يمكن المستوطنيين من العودة الى مستوطناتهم في الشمال، وحزب الله الذي أخذ خياره منذ الساعات الأولى التي تلت عملية “طوفان الاقصى” بأن تكون جبهة الجنوب ،جبهة اسناد لغزة، ورفض الانجرار الى حرب واسعة، لكن أما وفرضت عليه هذه الحرب من خلال عمليات الاغتيال لقادته الكبار ، وقصف المدنيين والمناطق السكنية من أقصى الجنوب الى اقصى الشمال ، فهو قرر ايضا المواجهة مهما كان نوعها لصد هذا العدوان، وهو ما يعني اننا دخلنا مرحلة الحرب الفعلية بغض النظر عن المسميات التي تطلق على ما يجري على ارض الواقع.
لكن السؤال الذي يطرح هل ان الحرب ستتسع اكثر أم ان هناك متسع من الوقت ما زال موجودا لتجنب وقوع الواقع؟ الجميع يعلم انه مهما حصل من مواجهات عسكرية ستنتهي في نهاية المطاف الى حل دبلوماسي طالما انه لا يستطيع اي فريق كسر الآخر في ظل الموازين الدولية الموجودة، وان ما يرافق التطورات العسكرية من تحرك دبلوماسي على اكثر من جهة الا دليل واضح ان هناك من الدول الفاعلة لا ترغب برؤية المشهد القائم في غزة هو نفسه في لبنان لاعتبارات كثيرة تتعلق بالمصالح الدولية الموجودة في المنطقة ، وان ما قيل في جلسة مجلس الامن من مواقف يعكس هذه الحقيقة ، من دون اغفال ان غالبية المجتمع الدولي منحازة الى جانب اسرائيلي في كل ما تفعله، وهذه الغالبية مستعدة لفعل اي شيء لكي لا ترى تل ابيب منكسرة ، وتأتي في طليعة هؤلاء الولايات المتحدة الاميركية التي تضع مصلحة اسرائيل أولا عند كل مفترق.
من هنا فان السباق بين الحل الدبلوماسي من جهة والحرب الواسعة ، أو الكبرى من جهة ثانية قد انطلق، مع وجود ضبابية كبيرة في رؤية ما سيكون عليه المشهد مع قابل الأيام، لأن الأمور تأخذ منحى تصاعديا في المواجهة، في غياب اي اقتراح دولي جدي لايقاف هذه الحرب، على الرغم مما يجري في أروقة الامم المتحدة من مشاورات، وعلى الرغم من تلقي الرئيس نجيب ميقاتي الموجود في نيويورك الكثير من التطمينات بأن هناك مساعي لاحتواء ما يحصل وان العالم لن يترك الأمور تنفلت من عقالها.
وفي هذا السياق يؤكد أحد الوزراء لموقعنا اننا ننتظر ما ستفضي اليه مشاروات الرئيس ميقاتي في نيويورك بشأن لجم التصعيد الاسرائيلي، الا انه حتى الساعة الأفق غير مريح ، وأن رفع اسرائيل وتيرة استهدافاتها واستدعاء عشرة الاف جندي من الاحتياط، للقيام بغزو بري هومؤشر خطير، ويعكس في نفس الوقت مدى الضرر الذي تلحقه صواريخ المقاومة على اسرائيل على كافة المستويات، مستبعدا حصول اي حل للوضع في لبنان بمعزل عن الوضع في غزة لأن هذه المسلمة ثابتة لدى “حزب الله” الذي من سابع المستحيلات التخلي عن غزة وتركها وحيدة في المواجهة.
Recent comments